لقب بـ”مهندس الثورة التحريرية”..هو الشهيد”عبان رمضان” رمز الوحدة الوطنية

عبان رمضان من مواليد 10 جوان 1920 بقرية عزوزة ببلدية الأربعاء نايث إيراثن.هو قائد ثوري لقب بمهندس الثورة التحريرية و ناشط سياسي تم تجنيده خلال الحرب العالمية الثانية برتبة رقيب في فوج من المشاة بالبليدة، في انتظار الانطلاق نحو إيطاليا، إنضم بعدها لحزب الشعب الجزائري وعمل بنشاط بحيث أصبح أمين عام للبلدية المختلطة في شلغوم العيد تابعا لحزب الشعب الجزائري..تأثر بمجازر 8 ماي 1945م والتي شارك فيها، تم تعينه في ما بعد رئيسا للولاية سنة 1948م في منطقة سطيف ثم وهران، وفي هذه الفترة انضم إلى المنظمة الخاصة وهي الجناح المسلح لحزب الشعب الجزائري من أجل الإعداد للثورة التحررية.

بعد عدة أعمال قام بها مع المنظمة الخاصة، تمت ملاحقته من قبل الشرطة الفرنسية، بتهمة مشاركته في المنظمة الخاصة، ألقي عليه القبض بعد عدة أشهر في الغرب الجزائري سنة 1950م وحوكم سنة 1951م بعد عدة أسابيع من التعذيب والتحقيق وحكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات وعشرة سنوات من النفي وعشر سنوات من الحرمان مع 500.000 فرنك فرنسي كغرامة بتهمة الإخلال بأمن الدولة، وكانت هذه بداية محنة في السجن من بجايةوسجن بربروس والحراش، تم نقله بعدها إلى سجن بالألزاس سنة 1952م، تحت إجراءات أمنية مشددة تخضع لنظام الاحتجاز، بدأ خلالها إضرابا عن الطعام إلى أن شارف على الوفاة ودام لمدة 36 يوم.

كسجين سياسي، تم نقله إلى ألبي جنوب غرب فرنسا، حيث نظام السجون هناك أكثر مرونة، انغمس خلالها في القراءة وتشكل خلالها وعيه السياسي، وتعرف على القضية الإيرلندية والوضعية المأساوية للشعب الإيرلندي من قبل الاحتلال البريطاني ومدى تشابه مايعانيه الشعب الجزائري لأكثر من قرن من التضحيات.

عاد إلى الجزائر سنة 1954م ونقل لسجن الحراش، وكان من بين المهيئين للثورة التحررية الجزائرية، عين من بين إثنى عشرة عضوا لتولي مصير المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي.

تم الاتصال معه من قبل قادة الولاية الثالثة بعد إطلاق سراحه ببضعة أيام، في 18 جانفي 1955م، عندما كان تحت الإقامة الجبرية في مسقط رأسه عزوزة، فغادر المنطقة مختبأً، وتوجه نحو العاصمة حيث كلف بمهمة تنظيم شبكة المناضلين، دعى في أفريل 1955م، إلى توحد الشعب الجزائري ووقع على القيام الفعلي والرسمي لجبهة التحرير الوطني كحركة وطنية ممثلة للشعب الجزائري، بمبدأ ” تحرير الجزائر مهمة الجميع” ولن يتوقف النضال الثوري حتى يتم ذلك.

أصبح بسرعة أحد أبرز العقول المخططة والمنظمة للثورة الجزائرية على امتداد التراب الجزائري، من خلال التنسيق بين الولايات، كما كان له يد في الاتصالات مع جبهة التحرير خارج الجزائر، في مصر والمغرب وتونس وفي فرنسا، بحيث كانت له اليد الكبرى في كثير من الأمور المتعلقة بالثورة الجزائرية داخليا ودوليا.

مؤتمر الصمام :

كرس طاقته وجهده لتنظيم المعركة ضد المستعمر، كما كان له فضل تجميع القوى السياسية الجزائرية في جبهة التحرير الوطني لإعطاء ثورة أول نوفمبر حجمها الوطني الموحد لكل الصفوف، انتدب من قبل يوسف بن خدة لإنشاء جريدة المجاهد المتحدث الرسمي باسم الثورة، وساهم في صياغة النشيد الوطني الجزائري قسما من خلال اتصاله بالشاعرمفدي زكريا، دعم ظهور النقابات العمالية، والتجار، والطلبة والتي كان لها دور كبير في الثورة الجزائرية الكبرى.

الهيكل السياسي للحركة الوطنية :

بدأ عبان رمضان في العمل على وضع الأسس لتكملة وتنقيح الأهداف الواردة في بيان أول نوفمبر 1954م، وذلك بدعم من العربي بن مهيدي وتجسد ذلك في مؤتمر الصومام 20أوت 1956م، بتأسيس جيش التحرير الوطني وضرورة التزامه بقوانين الحرب وتنظيمه لهذه المؤسسة، كما تبنى عبان الجانب السياسي بطرح لبرنامج سياسي والذي أكد على أولوية الجانب السياسي على الجانب العسكري ،وأولوية الداخلي على الخارجي، تم تعيينه ضمن خمسة أعضاء يتولون الإدارة السياسية الوطنية، لجنة التنسيق والتنفيذ وهي المسؤولة عن تنسيق الثورة وتنفيذ توجيهات المجلس الوطني.

كان عبان رمضان رفقة العربي بن مهيدي وياسف سعدي أصحاب القرار في انطلاق معركة الجزائر العاصمة، قام هووالعربي بن مهيدي بالإشراف على العمل العسكري، وتنسيق العمل على توصيل الدعاية السياسية للشعب الجزائري، ولكن بعد اعتقال العربي بن مهيدي واستشهاده ومطاردة ياسف سعدي قرر عبان رمضان رفقة ثلاثة من أعضاء لجنة التنسيق والتنفيذ مغادرة العاصمة نحو المغرب..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

يقول الأستاذ عبد العالي رزاقي: حقق مؤتمر الصومام (20 أوت 1956) بفضل عبان رمضان تحولات سياسية في تسيير نظام الثورة، بحيث جاءت النتائج لصالح الأولويات، وهي أولوية الداخل على الخارج وأولوية السياسي على العسكري. وانعكست في مجلس الولاية الذي أصبح يتشكل من مسؤول عسكري وآخر سياسي وثالث للاستعلامات والاتصالات تحت إشراف قائد الولاية، الذي تم تجريده من اتخاذ قرار تعيين أو فصل نوابه، لكن مؤتمر القاهرة لعام 1957 تراجع عن هذه القرارات بحذف الأولويات، فاعتبر عبان رمضان ذلك إقصاءً له، وعاد إلى الداخل رفقة الحاج علي (أحد مناضلي منطقة الأوراس) إلاّ أن مجموعة “ب” ألقت القبض على الحاج علي ونقلته إلى فيلا بالمغرب، حيث تم استنطاقه بطريقة جعلته يفضل الانتحار على مقاومة التعذيب حسب الشهادات المقدمة.يقدم فرحات عباس (رئيس أول حكومة مؤقتة للثورة) هذه الرواية نقلا عن بوصوف، زاعما أن “الحاج علي” تآمر مع عبان وهو يعدّ أحد رجالاته. وتم نقله إلى المغرب ليستنطقه بوصوف وكريم بلقاسم وعبد الله بن طوبال، إلا أن هذا الأخير رفض المشاركة في هذا الاستنطاق. يقول منصور بوداود، في شهادته المقدمة بتاريخ 4 أفريل 2015 في بيت مقراني، إنه شاهد محمود الشريف رفقة شخص آخر في المغرب ورفض ذكر اسمه، وأنه التقى كريم بلقاسم في بيته بعد اتصاله بودادية الجزائر لمعرفة الحقيقة فقال له كريم بلقاسم: “إنه أعدم، ولو يعود سأقتله بنفسي“. المقربون من كريم بلقاسم يقولون إن عبان وصف كريم بلقاسم بـ“أغيول“، وتعني بالأمازيغية “حمار” ولكنني  أستبعد أن يكون إعدامه بسبب هذه الكلمة وإنما لأسباب أخرى، لأن إعدامه حسب شهادة منصور كان قرارا جماعيا شارك فيه الثلاثي بوصوف وكريم بلقاسم وبن طوبال إلى جانب أوعمران ومحمود الشريف وغيرهم، وهناك من يضيف إليهم الزعماء الخمسة الذين اختطفتهم فرنسا لأنهم حسب بعض الروايات وافقوا على إعدامه عبر قائمة الوجبات التي تقدم لهم حيث تناولوا وجبة واحدة والتي تعني الموافقة على القرار. وكشف محمد لقمامي أن محمد الشريف هو أول من أعلن عن “مقتل” عبان رمضان في 27 ديسمبر 1957.أما الرواية التي يقدمها العقيد علي كافي في مذكراته ص 157 فتقول: “أتذكر أنه جاءني (عبان) يطلب مساعدتي له، وحاول استمالتي نحوه في خلافه مع كريم بلقاسم وبن طوبال ولكنني بقيت محايدا، أما بالنسبة إلى صدور حكم الإعدام في حقه فإن من قابلتهم من قادة الثورة ينفون ذلك، وكل ما أكدوه لي هو وجود اتصالات بين عبان والفرنسيين“، إلاّ أن دحو ولد قابلية (رئيس الجمعية الوطنية لمجاهدي التسليح والاتصالات خلال الثورة التحريرية) يزعم أن مذكراته “ضمت حقائق مغلوطة أساءت إلى رمز الثورة عبان رمضان“؟ وادعى ولد قابلية أنه بصدد إصدار كتاب لأنه الوحيد الذي يملك الوثائق، وأن كتابه سيحمل حقائق كثيرة، وأنها هي التي ستنصف التاريخ بوثائق رسمية؟والحقيقة التي بقيت طي الكتمان تضمنها أول كتاب صدر عام 1961 أي عاما قبل استرجاع السيادة الوطنية، وتمت مصادرته وأضيف إلى قائمة الكتب “الممنوعة” في بعض المكتبات الوطنية العربية وهو للسيد محمد لبجاوي (عضو المجلس الوطني للثورة) بعنوان “حقائق حول جبهة التحرير الوطني“. يقدم ثلاث روايات لإعدام عبان استنادا إلى كل من كريم بلقاسم وبن طوبال وبوصوف، والكثير من الكتب التي صدرت حول عبان تستند إلى هذه الروايات لكنها لا تشير إلى المرجع الأصلي، والحقيقة التي سمعتها من بن طوبال في محاضرة ألقاها في الجزائر العاصمة بقاعة “الكابري” يعترف فيها بأن بحوزته وثائق تدين عبان وأشرطة تكفي لجعلها حزاما على الكرة الأرضية. وقد أشرف بعض الأساتذة على صياغة مذكراته التي قدمت إلى الشركة الوطنية للنشر والتوزيع التي طالبته بحذف الفصل المتعلق بعبان رمضان إلا أن هذه المذكرات اختفت، فأين هي الآن؟

استشهد عبان رمضان في المغرب يوم 27 ديسمبر1957

شاركنا رأيك في لقب بـ”مهندس الثورة التحريرية”..هو الشهيد”عبان رمضان” رمز الوحدة الوطنية

شاهد ايضا