قصر اربوات العتيق..إكتشف سر هندسته العجيبة والمذهلة

يعود تاريخ تأسيس قصر اربوات إلى حوالي 05 قرون خلت أ ي سنة 1600 م، على يد أهالي المنطقة ويعود أصل التسمية أي تسمية القصر باربوات الى كلمة الربوة وهي المكان المرتفع باعتبار أن القصر يقع على ربوة وادي سيدي معمر ويقال هذه التسمية أطلقها عليها قديما الفاتح –سيدي معمر بالعالية الذي قدم إلى المنطقة من تونس حيث قام المذهب السني إذ سماها ربوة البلاد.
أما بالنسبة للعـــــائلات والقبائل التي عمرت القصر فهم ما يعرف بأهل أربا وقد شيد القصر في البداية على الوادي من الجهة الشرقية على ضفاف البساتين وهو المكان الذي يعرف الآن بإطلال القصر الخالي وبعدها شيد في المكان الذي موجود فيه الآن .
منازل القصر مبنية من مادة الطين ومسقفة بالجريد وأجذاع النخيل لان الطين مقاوم لحرارة الصيف وبرودة الشتاء .
وصف الأحياء والأزقة والمساحات بالقصر ووظيفتهــــا :
يلاحظ أن القصر مقسم إلى أربعة أحياء ويوجد داخل الحي الواحد أزقة تربط البيوت وكل هذه الأحياء أزقتها تصب في الساحة الرئيسية والتي تسمى الرحبة والتي يتجمع فيها سكان القصر بعد قضاء أعمالهم اليومية وذلك في المساء بعد صلاة العصر.
المرافق الدينية و الاقتصادية ( المسجد –الزاوية –الدكاكين ) بالقصر ودورها في حياة السكان:
المرفق الديني الموجود بالقصر هو المسجد العتيق والذي كانت تقام فيه الصلوات الخمس وصلاة الجمعة إضافة إلى إقامة دروس الوعظ والإرشاد وتعليم الصبية القرآن الكريم واللغة العربية ويلاحظ أن كل القضايا التي تهم سكان القصر والخلافات التي كانت تنشا بينهم كانت تحل داخل المسجد .
الزاوية:
الزاوية المعروفة بالمنطقة هي زاوية سيدي معمر بالعالية إذ كان لهذه الأخيرة دور كبير بالمنطقة. حيث كانت تقوم بإطعام وسقاية عابري السبيل واستقبال قاصدي ضريح سيدي معمر بالعالية من الأماكن المختلفة . أما بالنسبة للمرافق الاقتصادية كانت مقتصرة على الدكاكين والتي كانت توفر حاجيات سكان القصر من أغذية وأقمشة ومواد أخرى ضروريــة.
النشاط الاقتصادي لسكان القصر قديمــا:
ا- النشاط التجاري:
النشاط التجاري لسكان القصر كان يتمثل في بيع المنتوجات الفلاحية من خضر و فواكه وكذلك بيع المنتوجات الصناعية التقليدية –( الزرابي و الأقمشة ) .
ب – الصناعة التقليدية:
يمتاز سكان القصر في مجال الصناعة التقليدية بحياكة الأغطية الصوفية كالزرابي والافرشة
الملابس الصوفية ، إضافة إلى صنع بعض الآلات الحديدية الصغيرة ( المعول – المنجل – القادوم) وكذلك الزنابيل لنقل مادة العضار لفلاحتهم وكل ذلك باستعمال سعف الجريد إضافة أن الأمهات كن يصنعن الطواجين من مادة الطين المحلية لطهي الخبز.
ج – الجانب الفلاحي للسكان:
يعيش سكان القصر من الفلاحة ويعتمدون عليها في حياتهم اليومية إذ يقومون بغرس أنواع مختلفة للخضر و أشجار الفواكه إضافة لزرع الحبوب كالقمح والشعير وفي فصل الصيف يقومون بحصاد الحبوب وذلك في شكل جماعات معتمدين في ذلك على ( التويزة ) وذلك كمظهر من مظاهر التكافل الاجتماعي –إضافة إلى أنهم كانوا يقومون بتربية بعض المواشي كالأبقار و الماعز وذلك بغرض توفير الحليب.


شاركنا رأيك في قصر اربوات العتيق..إكتشف سر هندسته العجيبة والمذهلة

شاهد ايضا