“عدايسية” أو “بني عداس”..تختلف أسمائهم و تتوحد قبائلهم..من هم غجر الجزائر؟

“عدايسية” أو “بني عداس”..تختلف أسمائهم و تتوحد قبائلهم..من هم غجر الجزائر؟

بني عداس أو “عدايسية” هي كلمات توارثها الجزائريون عن الأمهات والجدات لنعت الأشخاص المنحطين أخلاقيا، إلا أن قليل منهم يدرك أصل هذه التسميات، اللهم عدد قليل جدا من أهل الاختصاص من المؤرخين وطلبة معاهد البحوث التاريخية والمتخصصون في علم الأنساب.

ويعود أصل هذه الكلمة إلى فئة من الناس يتعايش معها الجزائريون بحذر ولكنهم يجهلون تاريخهم وأصولهم، حيث أن البعض من الجزائريين يطلقون عليهم اسم بني عداس و”بني هجرس” والبعض الآخر ينعتونهم ب “الجيطانو” أو “الجواطنة” وتعني الغجر.

 

قد تختلف التسميات من منطقة إلى أخرى، لكن هؤلاء القوم يشترك جميعهم في أسلوب عيش واحد وموحد، هو الترحال المستمر، ويشتركون أيضا في ميزة واحدة وهي أنهم إذا حلوا بأرض عاثوا فيها فساداً.

يبقى عالم «غجر الجزائر» يشكّل حالة من الغموض اللصيقة بحياتهم ومصير أبنائهم الذين يرتهنون إلى مجتمع قبلي بدوي يختار مسار الترحال غير المستقر في مناطق سكنية تملؤها الفوضى، ويغيب عنها سلطان القانون وتنتعش الأمية في أوساطهم، ليكون مصيرهم في النهاية «كأنهم لم يمروا من هنا».

 

مازالوا يعيشون كغرباء رغم أنهم استوطنوا هذه الأرض لأجيال متعاقبة، غير اجتماعيين ومنبوذون من طرف المجتمع، يُمارسون السحر والشعوذة وكتابة الطلاسم، يحبّون الترحال ولا يعرفون للمدرسة أو كتاتيب القرآن أو سجّلات الحالة المدنية سبيلًا..هذه أوصاف وألقاب تُطلق على الغجر الجزائريين، الذين يظلون لغزًا محيّرًا لم تفك شيفرته إلى غاية اليوم

و بالرغم من أنّ هويتهم غير ظاهرة للعيان لأنهم لا يختلفون في مظهرهم سائر الناس أحيانًا، لكن تكشفهم طقوسهم وتصرّفاتهم، فكثير من ممارسي الشعوذة والدجل ينتمون إلى “بني عداس” أو غجر الجزائر، وتسميتهم تطلق كوصف لكل من قام بسلوك مشين أو “غير حضاري”، ويُضرب بهم المثل في الهمجية والانحطاط الأخلاقي بوصف هؤلاء بأنهم من “بني عداس”.

 

وفي سياق طقوس الغجر في دفن موتاهم، وعلاقتهم مع السلطات الجزائرية، وممارسة حقوقهم المدنية واستخراج أوراق ثبوتيتهم، فدائمًا ما يواجهون مشاكل من هذا النوع، وتقف السلطات الجزائرية عاجزة عن إيجاد حلّ لمشاكلهم المتعلقة بدفن موتاهم كما نقلت صحيفة “الرياض” عن جمال الدين بوزيان، شاب جزائري متخرّج من الجامعة بشهادة ليسانس في علم اجتماع الاتصال، منخرط في مجال العمل الخيري، وكان أحد الذين كتبوا عن أطفال الغجر الجزائريين في أحد المواقع التابعة لهيئة اليونيسف.

وجودهم في أوروبا لم يقص وجودهم بالجزائر إذ تمكنوا من الوصول إليها عن طريق رحلاتهم، فمن بين أشهر القبائل الغجرية المعروفة في الجزائر بني هجرس وبني عداس الجزائرية و العمريون على غرار تجمعات منطقة الحاسي بضواحي سطيف، ومناطق أخرى في ولايات من الشرق والغرب مثل ولاية غليزان، تيارت وسعيدة وحتى الجنوب الجزائري ولعل المتتبع لبعض الشوارع الجزائرية يكتشف انتشار العمريون من خلال ما يخترعونه من بدع وطلاسم يحاولون أن يملؤوا بها عقول الناس رغبة في الحصول على المال والاسترزاق.

 

وحسب ما جاء في بعض المقالات الإعلامية، فإنّ فرنسا وضعت تحت تصرّفهم كل ما أرادوا من جياد ولباس وسلاح وذلك بهدف النيل من الجزائريين وإذلالهم، حتى أن أحد الأمثلة التي تطلق اليوم، مرتبط بحادثة تعود إلى الاستعمار الفرنسي، حيث يقال “ترخسي يا الزرقا ويركبوك بني عداس” أي (تُهانين أيتها الفرس الزرقاء ويمتطيك قوم بني عداس)، وتتّفق الروايات في أن هذا المثل ضُرب حين رأى أحد الجزائريين في وقت الاستعمار رجلًا من الغجر، يعمل في صفوف الجيش الفرنسي (خائنا)، ويمتطي جوادًا أصيلًا، فحزّ في نفسه أن يرى أن هؤلاء القوم الرحّالة الذين احتموا بهم لعقود طويلة من الزمن ينقبلون عليهم فقال هذه الكلمة التي راحت مثلًا بعد ذلك. وهو يضرب في الخيانة وإعلاء شأن وضيعي القوم.

و الى اليوم لازال غجر الجزائر القاطنين بفرنسا يعانون من هويتهم مثل السيد انطوان الذي ولد بفرنسا و لكن عائلته جزائرية غجرية .

يقول السيد انطوان:

Je viens de Marseille, je suis né à Marseille. Ma famille est venue dAlgérie, il y a très longtemps.

La famille était déjà là, cest pour ça quon est venu là. Les gitans en vrai, ça nexiste pas.

Les gitans sont des voyageurs. Les vrais gitans viennent dInde. On est espagnols, on a perdu notre langue.

On est évangéliste, on étudie la vraie bible. Notre langue, cest lespagnol.

Les Manouches et les gitans, cest la même chose, mais en fait, les manouches vivent en caravane.

Mais entre nous on se comprend.

On se marie jeunes pour être tranquille assez tôt. Mais, tout le monde ne se marie pas jeunes.

On a les coutumes des évangélistes, mais moi, je ne les suis pas trop. Je bouge beaucoup mais à Marseille, je bouge pour le travail.

Nos conditions de vie sont dures, cest la misère, cest la merde.

Mais, nos conditions restent meilleures car on est dans des maisons.

Mais, je préfère quand même la vie davant, au camp, car on était mieux. On vivait tous ensemble.

Cétaient des sortes de blockhaus Maison est content de vivre dans des maisons car cest plus confortable.

Je suis … école à Fenouil, mais jai arrêté tôt. Moi, jai eu une éducation cool, mais je sais que ce nest pas pareil pour les filles, cest beaucoup plus strict.

Je ne travaille pas, je suis au RMI.

Lécole est très importante, je regrette davoir quitté lécole tôt Mes parents ny sont pour rien, je naimais pas lécole.

On donne le même prénom à nos enfants car cest une tradition, pour ne pas oublier !

Le fait de voler une fille quand on veut lépouser, cest normal, comme ça elle est WW, elle est neuve.

Le rodage est neuf ! Pour ne pas que la figure tombe quand je marche dans la rue !

Nous ne sommes pas nomades, nous avons toujours été ici, sédentaires.

Parfois, cest un peu dur le racisme que les gens ont envers nous mais ils meurent sils nous insultent.

Cest par solidarité que lon reste ensemble, et on sentend mieux entre nous.

Si on enlève une partie de lensemble, ce nest pas possible, il faut quon reste ensemble.

Je men fous de lamalgame.

Si on me proposait un appart ailleurs, je le prendrais. Je vis chez ma mère !

ولقد ظل وما يزال تعبير “بني عداس” محملا إلى يومنا هذا بشتى المدلولات اللاأخلاقيّة التي تنوب مناب الشتيمة للشخص المراد إهانته، شتيمة عادة ما تُطلق لوصف أصحاب الأخلاق المنحطّة والفئات الرذيلة في المجتمع، ولا غرو أن تسمع أمّا تنعت واحدا من أولادها رفض الانصياع لأوامرها أو توجيهاتها، أو أظهر سلوكا مشينا، بأن تقول له “روح يا بني عداس” أو “روح يا لعدايسي”. ومثلها تفعل أمهات أخريات مع بناتها عندما تزّل إحداهن أو تخطئ، فتروح قائلة لها “أيتها العدايسية” ، والاستعمالات جميعها تحيل إلى قلة التربية والحياء.

 

تبقى أعداد الغجر في الجزائر غير معروفة بالتحديد، بالرغم من أنهم يتوزّعون على عدد من مناطق الوطن، لأنهم يرفضون التسجيل في مصالح الحالة المدنية وفي مختلف المؤسّسات الأخرى، كتلك التابعة للضمان الاجتماعي أو قطاع السكن أو التعليم من الابتدائي إلى الجامعي.

المصادر

موقع البيان

موقع جل شبابي عربي

موقع وطن

جريدة الصوت الاخر


شاركنا رأيك في “عدايسية” أو “بني عداس”..تختلف أسمائهم و تتوحد قبائلهم..من هم غجر الجزائر؟

شاهد ايضا