عبد الحميد مهري..مجاهد عظيم ترك بصمته و أقواله في الساحة السياسية

ولد عبد الحميد مهري في 3 أبريل 1926 في بالخروب التابعة لمدينة قسنطينة نشأ في وادي الزناتي أين حفظ القرآن الكريم وتلقى أولى دروسه، انخرط في صفوف حزب الشعب الجزائري ثم حركة انتصار الحريات الديمقراطية، اعتقل في نوفمبر 1954 وبقي في السجن حتى نيسان/أبريل 1955. بعد أشهر عيّن ضمن وفد جبهة التحرير الوطني بالخارج، وشغل منصب عضو في المجلس الوطني للثورة الجزائرية، ثم في لجنة التنسيق والتنفيذ، عند تشكيل الحكومة المؤقتة شغل منصب وزير شؤون شمال أفريقيا في الأولى، ومنصب وزير الشؤون الاجتماعية والثقافية في التشكيلة الثانية.

عرف بمشروع يسمّى باسمه ؛ هو مشروع مهري للرد على مشروع ديغول. بعد الاستقلال عُين أمينا عاما لوزارة التعليم الثانوي 1965-1976، ثم وزير الإعلام والثقافة في مارس 1979 ثم سفير الجزائر في فرنسا 1984-1988 ثم في المغرب حتى استدعائه إلى الجزائر وتوليه منصب الأمانة الدائمة للجنة المركزية ثم منصب الأمين العام للحزب.

بيد أن أهم منصب تقلده مهري كان منصب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني بين 1988 و1996، نظرا للمرحلة الحساسة التي كانت تمر بها الجزائر التي دخلت التعددية السياسية بعد 26 سنة من هيمنة حزب جبهة التحرير على الحياة السياسية.

وكان مهري من دعاة المصالحة خلال ازمة الإرهاب التي عرفتها الجزائر بعد إلغاء انتخابات 1991 وكانت ستفوز بها الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي حظرت لاحقا و برز دوره من خلال المشاركة في أول محاولة مصالحة من خلال التوقيع على اتفاق سانت إيجيدو بروما عام 1994، إلى جانب حسين آيت أحمد زعيم جبهة القوى الاشتراكية وأنور هدام عن الجبهة الإسلامية للإنقاذ وأحمد بن بلة أول رئيس جزائري بعد الاستقلال وآخرين.

انسحب مهري من الحياة السياسية منذ إزاحته من منصب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عام 1996، لكنه بقي يناضل من أجل التغيير والتداول السلمي للسلطة إلى آخر أيامه من خلال المحاضرات والملتقيات التي شارك فيها. وتوجه برسالة بتاريخ السادس عشر من فيفري إلى الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة حول الوضع السياسي في البلاد، ودعا فيها إلى تقييم نقدي شامل لنظام الحكم وممارساته منذ الاستقلال كما دعا في رسالته إلى إقامة نظام حكم ديمقراطي حقيقي قادر على حل مشاكل البلاد والإسراع بإزالة كل القيود التي تحول دون حرية التعبير أو تحد منها.

توفي عبد الحميد مهري صبيحة يوم الاثنين 30 جانفي 2012 عن 85 عاما بعد أسابيع من الصراع مع المرض بمستشفى عين النعجة العسكري بالعاصمة الجزائرية ووري عبد الحميد مهري الثرى في مقبرة سيدي يحيى بالعاصمة في جو جنائزي مهيب، وبحضور قياسي للشخصيات الوطنية والسياسية، التي جاءت لتوديع ابن الثورة وأب السياسة في الجزائر، في جنازة رئاسية ينقصها فقط البروتوكول.

هذه الصورة للشيخ الإبراهيمي و المجاهد عبد الحميد مهري ( دمشق سوريا 1957م.) الشّيخ البشير الإبراهيمي رفقة أعضاء البعثة الجزائرية ( المكتب الممثل لجبهة التّحرير الوطني في دمشق ). من بين الحاضرين : الشّيخ عباس بن الشّيخ حسيين ، و الشّيخ سعيد البيباني ، و عبد الحميد مهري و محمد الغسيري و الشّيخ عمر دردور.

بهذه الكلمات وصف شيخ المؤرّخين الجزائريين، أبو القاسم سعد الله، السياسيّ الجزائري، والأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الحميد مهري..”كثر هم الزعماء الذين نسجوا حول أنفسهم هالة الزعامة بحق أو بغير حق، أما عبد الحميد مهري فهو زعيم بالطبيعة، رغم أنه ابتعد عن الهالة، ولكنها بحثت عنه وأحاطته بضوئها، فأنت إذا رأيته في تواضعه تقول ما أبعده عن الزعامة التي يتبختر في حللها الأدعياء، ولكنك إذا تأملت في عمق تفكيره وطريقة إقناعه، حكمت بأن الزعامة خلقت له أو خلق لها..”.

 


شاركنا رأيك في عبد الحميد مهري..مجاهد عظيم ترك بصمته و أقواله في الساحة السياسية

شاهد ايضا