عاصمة الرياضيات بجاية… الشمعة التي أضاءت العالم في عصر الحماديين

عاصمة الرياضيات بجاية… الشمعة التي أضاءت العالم في عصر الحماديين

مدينة بجاية أو بالأمازيغية ڤݘايث أو بݘايث و سميت أيضا بمدينة صالدى و بوجي ثم الناصرية خلال عصرها الذهبي أيام الحماديين

تقع بجاية الجميلة والمعروفة بطبعتها الخلابة شمال شرقي الجزائر وتطل من الشمال على البحر الأبيض المتوسط، وتحدت مؤسس علم الاجتماع عبد الرحمن بن خلدون والذي أقام فيها فترة من الزمن، عن سبب تسميتها بإسم بجاية :” إن بجاية هو اسم القبيلة البربرية التي كانت تستوطن المدينة في البربرية “بقايث” أو “فقايث” وهي تابعة لكتامة، وتحول نطقها في اللسان العربي إلى بجاية، ولا يزال السكان المحليون لها يسمونها بقايث”.

ويقال ايضا إن الأوروبيين وخاصة الإيطاليين أطلقوا عليها اسم bougie (الشمع) لما كانت تصدر الشموع وشمع العسل المشهور بجودته الرفيعة وذلك لأغراض صناعة الشموع، والتي كانت تلقى رواجاً كبيراً في أوروبا، وكان أهل بيزا الإيطالية يقصدون بجاية لتعلم طريقة صناعة الشموع في مصانعها، ولا يزال اسمها بوجي في اللسان الأوروبي

بجاية اسم خالد في تاريخ المغرب العربي بشكل عام، والجزائر بشكل خاص، أقام فيها الفينيقيون والرومان والوندال والبيزنطيون خلال عصور غائرة في أعماق الماضي، وعرفها المسلمون حين أصبحت عاصمة للدولة الحمادية، إحدى كبريات الدول الإسلامية المؤثرة التي سادت الشمال الأفريقي فترة من الزمن

تأسست مدينة الناصرية في بداية النصف الثاني من القرن الخامس الهجري (460هـ/ 1067م) على يد الأمير الحمادي الناصر بن علناس بغرض اتخاذها عاصمة جديدة لدولته الحمادية، وذلك بعد ما تعرضت عاصمته أشير “قرب مدينة المدية حاليا” وقلعتها للتخريب بسبب موقعة سبيبة.

وبعدما زارها الأمير، أعجب فيها وقرر تشييدها لتكون مدينة كبيرة وعاصمة جديدة للحماديين، فاختط على الميناء الصغير مدينة أصبحت بعد ربع قرن عاصمة تضاهي حواضر العالم، واحتفظت بمكانتها لما يقرب خمسة قرون.

وبعد تشييد المدينة ؛ إستقر الناصر بن علناس فيها وأسس بها ورشتين لبناء السفن والمراكب، وشجع الناس على الانتقال إليها، ثم واصل خليفته المنصور بن الناصر من بعده تعمير المدينة.

كانت هندسة مدينة بجاية تشبه إلى حد كبير الأحياء الراقية في الأندلس، فبنى فيها الكثير من القصور الجميلة مثل قصر اللؤلؤ الذي وصفه ابن خلدون بأنه “من أعجب قصور الدنيا”، وبنى فيها الناصر قصراً لزوجته “بلارة بنت تميم بن المعز” أمير المهدية الصنهاجي.

وما لبثت أن أصبحت بجاية حاضرة كبيرة من حواضر العالم الإسلامي، وعلى عهد الحماديين صارت منارة علمية وثقافية.

ازدهرت الحياة العلمية في بجاية بشكل كبير في عهد الحماديين، وفي هذا الوقت؛ ظهر تنافس كبير بين حواضر العالم الإسلامي في مجال العلوم، فاشتهرت كل مدينة بعلم محدد، فعُرِفَ عن بجاية بكونها “عاصمة الرياضيات” وذلك بفضل احتضانها لمعهد سيدي التواتي الذي كان بمثابة جامعة تقدم التعليم العالي، ولم تُستثنَ الإناث من فرصة الدراسة فيه، ومنه أخذ الأوروبيون الأرقام العربية والجبر والمقابلة وهندسة الإغريقي إقليدس.

كانت بجاية مقصداً للعلماء والطلبة من الشرق والغرب، وبلغت مكانة مرموقة بين حواضر العالم.
حيث إحتضنت عدد كبير من العلماء العلماء والمؤرخين والأدباء والشعراء وغيرهم من المشاهير
“على غرار “ابن حمديس الصقلي“، “عبد الرحمن بن خلدون“، “أبو الفضل بن النحوي“، “أبي مدين شعيب الغوث” و “عبد الحق الأرزي الاشبيلي

وعرفت بجاية أيضا إقبال طلبة العلم عليها من أوروبا وبالأخص من إيطاليا لتعلم الرياضية وبالخصوص الجبر والمقابلة والذين قاموا بإدخالها إلى أوروبا
ومن اشهرهم الرسام الإيطالي الشهير ليوناردو دافنشي ، وعالم الرياضيات ليوناردو فيبوناتشي والفيلسوف رامون لول


ليوناردو دافنشي


رامون لول


ليوناردو فيبوناتشي

سقطت دولة بني حماد على يد الموحدين عام 547هـ وسقطت معها مدينة بجاية، ومنذ ذلك التاريخ؛ فقدت بجاية مكانتها السياسية وأضحت مدينة عادية، بعد كل ذلك الزخم الحضاري الذي تمتعت به في العهد الحمادي.

تزخر مدينة بجاية بالكثير من الآثار والمعالم التاريخية المصنفة ضمن التراث الوطني،:

المساجد والزوايا منها مسجد ملالة، زاوية بن حداد، وقبة سيدي التواتي .

حي القصبة وهو حي عتيق يعود تاريخ تأسيسه إلى الموحدين في القرن 12م، وقد مكث فيه ابن خلدون لمدة وبه ألَّف كتابه الشهير “ديوان العبر”، والذي شيد به مؤخرا منصب تذكاريا تخليد له

وقمة يما قورايا التي تعد معلماً سياحياً هاماً في مدينة بجاية

 

المصادر:
wikipedia
taree5com.com
midad.com
fr.m.wikipedia.org

 


شاركنا رأيك في عاصمة الرياضيات بجاية… الشمعة التي أضاءت العالم في عصر الحماديين

شاهد ايضا