تضم مدينة حاسي مسعود -جنوب الجزائر-كبر نسبة من النفط للاقتصاد الجزائري و أهم حقل نفطي في الجزائر و الذي سيستمر في الإنتاج لنحو 50 عاماً أخرى على الأقل..
تم اكتشاف أول بئر بترولية سنة 1917 من طرف أحد المواطنين الذين ينتمون إلى قبيلة الشعانبة يدعى “روابح مسعود” حينما قادت الخطى هذا الرحال ، إلى منطقة ورقلة ، ونصب خيمته غير بعيد عنها و شرع في الحفر بحثا عن ماء يروي عطشه وعطش قطعانه بمعدات بسيطة ، منها قرون الغزال ، وقرون حيوانات أخرى لكن خاب أمله حينما صعد من جوف الأرض سائل لزج ، لونه أقرب إلى السواد ، ورائحته تشبه الزيتون المعتق فاعتبر بعض أقاربه الأمر لعنة ونذير شؤم ، ونصحوه بترك الأرض والابتعاد عنها حتى لا يصاب بضرر أو مكروه .
سمعت السلطات الفرنسية بقصة السائل الأسود المتدفق من صحراء الجزائر ، فأرسلت بشكل سريع عينات منها إلى مختبراتها في باريس لفحصها والتأكد من الأمر .
النتيجة كانت مفاجئة : المادة هي نفط خام ، ذو جودة عالية . اعتبر الأمر بمثابة نقطة الانطلاق في مشاريع التنقيب واستكشاف النفط في الجزائر والمضي في مسار استغلاله و حسب حفيد روابح مسعود فان فرنسا منحت جده قطعة أرض صغيرة لإسكاته ، وصادرت من مسعود وأولاده منطقة البئر، وهددتهم بالموت إذا ما اقتربوا منها.
وقد وسّعت السلطات الفرنسية من عمليات التنقيب والاكتشاف لتشمل مساحات كبيرة جنوب الجزائر، بعدما ظلت لفترة طويلة تبحث في شمال البلاد فقط و بعد اكتشاف النفط الذي بدأ استغلاله الفعلي في 1956، سعت فرنسا إلى فصل الشمال الجزائري عن جنوبه، عن طريق استفتاء مزعوم في المنطقة عام 1957، بهدف السيطرة على النفط،، لكنه لم ينتجح.
فتحولت حاسي مسعود ، بعد اكتشاف النفط منذ قرن وبدء استغلاله في 1956، إلى قطب صناعي يسهم في أهم موارد الاقتصاد الجزائري بنسبة كبيرة جدا.
شاركنا رأيك في تعرف على أول من اكتشف البترول في الصحراء الجزائرية