ڤنزات “إيث يعلى”… بلدة جزائرية فريدة في قلب طبيعة خلابة بـ 27 صورة

يعتبر اسم ڤنزات إسما أمازيغيا جد قديم قدم التاريخ وتعتبر منطقة قنزات عريقة قبل وصول يعلى إليها وربما كانت العائلان أنذاك غير مستقرة ترحل وتعود نظرا للظروف الوعرة في هذه المنطقة من مناخ جد بارد في فصل الشتاء و ندرة الفلاحة سوى الفلاحة الجبلية لكنها موجودة وتستقبل العائلات الوافدة إليها من مناطق الدولة الأمازيغية قدم التاريخ.

واسم ڤنزات هو لفظة مركبة من كلمتين أو بالأحرى من حرف وكلمة وعند فك هذه اللفظة سنفهم المعنى الحقيقي لاسم ڤنزات. كانت في السابق تسمى أنزاثن ومنها سميث عائلة أنزاثن بهذا الإسم و لا تزال بعض حقول الزيتون بناحية أورير أوعلمي تسمى أنزاثن.

وهي جمع لكلمة أنزاث التي تعني مملكة صغيرة أو منطقة صغيرة وبالفرنسية l’Hameau. ولتوضيح الإسم وصبغه بدلالة المكان أضيف إليه حرف ق ( GA) بالأمازيغية للدلالة عن المكان وحرف GA بالأمازيغية يعني بالعربية في و بالفرنسية a فلما تسأل أين تسكن؟ ستجيب بالأمازيغية g’alger .g’setif g’anzeth أي في الجزائر . في سطيف في أنزاث. وسبقت كلمة ڤنزات بحرف g للدلالة على أن كلمة أنزاث تعني المكان.

تعددت التفسيرات عن المعنى الحقيقي لإسم ڤنزات فمنها ما هو خرافي ومها ما هو أقرب للمنطق. وحسب ما تداولته الألسنة والروايات عبر التاريخ عن حقيقة إسم قنزات أنه يعني إسم ملكة رومانية عاشت في المنطقة وكان إسمها ڤزات guenzet ثم رحلت إلى إيث عباس وبالضبط بمنطقة إغيل علي ولاية بجاية وتسمى الآن ڤنزات آيث رزين وهناك من يروي أنه اسم إمرأة يهودية أو ما ينطق بالعرف رومية يوجد قبرها في زاوية من جبال ڤنزات وفيه اختلاف بأنها مدفونة في تيزي نزاذا أو بمنطقة تسمى أغرث aguerth. وفيه رواية تروي أن كلمة قنزات كلمة أمازيغية جد قديمة تعني تويزا أو التعاون لكنها لم يوجد لها تفسير لا في القاموس الأمازيغي ولا على لسان أهل المنطقة بالتوارث اللغوي.

ويبقى التفسير الأول هو الأقرب للصواب فقد عرضته على الدكتور الباحث في التاريخ الأستاذ أرزقي فراد في آخر زيارة له لقنزات عند تدشين مسجد العتيق فقد إستحسن التفسير وقال بأن هذا التفسير إن لم يكن صائبا فهو الأقرب للصواب. فڤنزات تعني في أنزات أي في المملكة الصعيرة.

تتكون من 26 قرية، يعبر بعضها الطريق الوطني، على وجه الخصوص: تيزي مجبار تيمينكاش، تاوريرت يعقوب، قنزات؛ البعض الآخر يخدم من خلال مسارات مزفتة : إيغيل لخميس، تاوريرت ثملالت، كريا، فومالال، أورير علمي، إيغيل حموش، إيغودان، بوعادلتسن، ثاماست، أغدا نساله، إيث كاري، امسيبان، ثيغيرث، سيدي لجود دون أن ننسى قرية إيغدم التي دمرها الجيش الاستعماري بالكامل عام 1959.

المنطقة هي جزء من اتحاد بني يعلى (في القبائل: آث يعلى) الذي سمي على اسم المؤسس الذي عمّر هذه المنطقة مع عائلته، هربًا من قلعته التي تقع في بلدة المعاضيد الحالية في ولاية المسيلة.

تعتبر منطقة بني يعلى من أكثر المناطق التي ساهمت في ثورة التحرير المجيدة إذ يقدر عدد شهدائها بحوالي 608 شهيد وفي دائرة قنزات ككل هناك أكثر من 1000 شهيد وقد كانت هذه المنطقة من أول المناطق التي بدأت منها الثورة وكانت في الوقت نفسه معقلا هاما من معاقل جيش التحرير الوطني والدليل على ذلك عدد المعارك التي خاضها بالمنطقة إذ تقدر بحوالي 40 معركة أهمها معركة ” الجامع بن بلوط ” ( جويلية 56 ) ، ” واد سوكة ” ( ماي 58 ) ، ” ثيلا ” ( جويلية 57 ).