العربي بن مهيدي..البطل الذي أرعب جينرالات فرنسا

الشهيد العربي بن مهيدي أحد شهداء الثورة الجزائرية، كان مناضلا وقائدا عسكريا. ولد في مدينة عين مليلة الواقعة في شرق الجزائر ، في عام 1923 بدوار الكواهي بناحية عين مليلة التابعة لولاية أم البواقي و هو الابن الثاني في ترتيب الاسرة التي تتكون من ثلاث بنات و ولدين دخل المدرسة الابتدائية الفرنسية بمسقط رأسه وبعد سنة دراسية واحدة انتقل إلى باتنة لمواصلة التعليم الابتدائي ولما حصل على الشهادة الابتدائية.

بقاء وطنه تحت نير الاستعمار جعله لا يتذوق طعم أي إنجاز أو طموح. استفزته مجازر وإرهاب فرنسا الاستعمارية فقرر الدخول في النشاط السياسي من بوابة حزب الشعب وعمره لا يتعدى 20 عاماً ثم إلى الجناح العسكري لحزب الشعب المسمى “المنظمة الخاصة”. ليعين عام 1949 مسؤول الجناح العسكري بمحافظة سطيف (شرق الجزائر) وهو في سن 26 عاماً. كما عين نائباً لرئيس أركان الجناح العسكري لمنطقة الشرق الجزائري الذي كان يرأسه الرئيس الجزائري المغدور محمد بوضياف كما شارك المناضل العربي بن مهيدي في تأسيس مجموعة الـ 22 التاريخية الذي ضمت كبار قادة الثورة التحريرية، وكان ذلك في 23 يونيو 1954 التي أخذت على عاتقها التحضير لانطلاقة الثورة التحريرية، كما انضم إلى مجموعة الـ6 التي صاغت بيان الفاتح نوفمبر/تشرين الثاني 1954 تاريخ اندلاع الثورة، والموجّه للشعب الجزائري وللجيش الفرنسي.

وفي أغسطس/آب 1956 عينته قيادة الثورة الجزائرية قائداً لمنطقة الغرب الجزائري، ونجح في عقد مؤتمر الصومام التاريخي في الشهر نفسه الذي جمع قادة الثورة الجزائرية وخصص أيضا لتقييم المرحلة الأولى من الثورة واعتماد استراتيجية حربية وسياسية جديدة تهدف إلى تدويل القضية الجزائرية في المحافل الدولية ولتلقي الدعم المادي والمعنوي من مختلف شعوب العالم وخلال الاجتماع، كُلف العربي بن مهيدي بالعمليات الفدائية في جيش التحرير الجزائري، ليشرع مباشرة في تنظيم خلايا فدائية في جميع أنحاء العاصمة الجزائرية، وشهدت معها العاصمة عمليات فدائية عديدة أرهبت وأربكت الاحتلال الفرنسي، كما نجح في تنظيم عصيان مدني وإضراب شامل لثمانية أيام من يناير 1957 عبر كل مناطق الجزائر.

وبعد مسيرة حافلة بالبطولات والانتصارات، جاء اليوم الذي انتهت معه قصة بطل الجزائر، بعد أن ألقى الاستعمار الفرنسي القبض عليه في 23 فبراير/شباط 1957، فتعرض لكل أنواع التعذيب الجهنمية حتى يبوح بأسرار الثورة الجزائرية، لكنه “عذب الاستعمار” بصمته ورفضه خيانة ثورة ألقى بها إلى شعب الجزائر، واكتفى بجملة واحدة رداً على التعذيب الكبير الذي تعرض له، فقال العربي بن مهيدي لجلاديه “أمرت فكري بألا أقول لكم شيئاً”.

وأمام إصرار البطل العربي بن مهيدي على عدم خيانة وطنه، أمرت السلطات الفرنسية من باريس “تسليط جميع أنواع التعذيب” التي لم تجرؤ أية قوة استعمارية على تنفيذها، وشرع معها الجلادون في تنفيذ أوامر أسيادهم بكل وحشية.

“فكان جزاء صمته المشرف أن كسرت أسنانه وسلخ جلده ونزعت أظافره، ووضعوا في فمه قطعة من حديد بعد أن قاموا بتسخينها جيداً في الفرن”، لكنه لم ينطق بحرف واحد، وكان صبره أعظم من تعذيبهم، وقبل أن يموت قال لهم: “لكم الماضي ولنا المستقبل”،

ما جعل سفاح فرنسا الجنرال مارسيل بيجار يرفع له التحية ويقول له: “لو كان لي 3 من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم”، ويأمر بعدها بإعدامه شنقاً في 4 مارس/أذار عام 1957، وحينها ظهر الشهيد العربي بن مهيدي مبتسماً لحظات قبل إعدامه، وهي الابتسامة التي بقيت عنواناً عريضاً للعزة والكرامة وللحرية التي تؤخذ ولا تعطى.

وفي عام 2001 قدم كبير سفاحي جنرالات فرنسا في الجزائر شهادته عن الشهيد العربي بن مهيدي والتي جاء فيها: “أسابيع من التعذيب، نزعنا أظافره.. جلده.. أجزاءً من جسده.. ولا كلمة خرجت من فمه، بل واصل تحدينا بشتمنا والبصق على وجوهنا قبل تنفيذ حكم الإعدام”.وتابع قائلاً: “نزلت أنا وضابطي أمام قدميه وقدمنا له التحية الشرفية.. لن توجد امرأة في العالم كله ستنجب رجلاً مثل بن مهيدي.. ولا امرأة”.

من اشهر أقوال الشهيد العربي بن مهيدي:
قال: “إذا ما استشهدنا دافعوا عن أرواحنا، نحن خُلقنا من أجل أن نموت لكي تستخلفنا أجيال لاستكمال المسيرة”،
وقال: “ألقوا بالثورة إلى الشارع فسيحتضنها الشعب”،
وغيره قال فيه سفاح فرنسا الجنرال مارسيل بيجار بعد أن رفع له التحية العسكرية: “لو كان لي 3 من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم” بعد أن عجز عن استنطاقه بكل أساليب التعذيب.

المصادر
ويكيبيديا
اوراس الجزائر

 


شاركنا رأيك في العربي بن مهيدي..البطل الذي أرعب جينرالات فرنسا

شاهد ايضا