الأمير عبد القادر”1883/1807″..رمز من رموز المقاومة الجزائرية

الأمير عبد القادر”1883/1807″..رمز من رموز المقاومة الجزائرية

ولد الأمير عبد القادر في 6 سبتمبر/ايلول عام 1807 بالقرب من مدينة المعسكر في الجزائر. وتنتسب عائلته إلى الأدارسة الذين يمتد نسبهم لنبي الإسلام وكانوا حكاما في المغرب العربي والأندلس، وكان والده محي الدين شيخا للطريقة القادرية في الجزائر.

وفي عام 1823 خرج والده للحج واصحب عبد القادر معه والذي تعلم الكثير خلال تلك الرحلة التي استغرقت عامين.

وبعد عودته تفرغ عبد القادر للقراءة والتأمل وفي عام 1830 تعرضت الجزائر للاحتلال الفرنسي وبدأ الجزائريون رحلة النضال ضد المحتل.

وعقب مبايعة الجزائريين له عام 1832 اتخذ عبد القادر من مدينة المعسكر عاصمة له وبدأ في تكوين الجيش والدولة وحقق انتصارات ضد الفرنسيين.

أدت انتصارات عبد القادر إلى إجبار الفرنسيين على إبرام هدنة معه فكانت اتفاقية تافنا عام 1838 التي اعترفت فيها فرنسا بسيادته على غرب ووسط الجزائر.

شرع الأمير عبد القادر بعد هذه الاتفاقية في تشكيل حكومية وتنظيم الدولة ومكافحة الفساد.

لكن تلك الاتفاقية كانت فرصة لفرنسا لالتقاط الأنفاس لتواصل بعد ذلك القتال ضد قوات الأمير عبد القادر ومع وصول الإمدادات من فرنسا سقطت معاقله واحدا تلو الآخر.

وبعد مقاومة مريرة اضطر الأمير عبد القادر وأنصاره للاستسلام للقوات الفرنسية عام 1847 بشرط السماح بانتقاله إلى الاسكندرية أو عكا، ولكن تم نقله إلى فرنسا وسجنه هناك.

ولكن رئيس الجمهورية الفرنسية لويس نابليون قرر لاحقا إطلاق سراحه فسافر إلى تركيا عام 1852 ومنها إلى دمشق عام 1855.

وفي عام 1860 وقعت فتنة طائفية في الشام بين الدروز والموارنة وقد لعب الأمير عبد القادر دورا بارزا في احتواء الأزمة والتوسط بين الطرفين.

عرف عن الأمير عبد القادر الموسوعية الثقافية فقد كان فقيها وقارئا نهما وشاعرا وكاتبا ودبلوماسيا وذو نزعة صوفية.

في 24 مايو/آيار 1883 توفي الأمير عبد القادر في قصره قرب دمشق عن عمر يناهز 76 عاماً، ودفن بجوار الشيخ ابن عربي، تنفيذاً لوصيته، وفي عام 1965 نقل جثمانه إلى الجزائر ودفن في المقبرة العليا.

(الأمير عبد القادر مع الخديوي إسماعيل، وسط الصورة، 1869)

رحلته إلى الحج
كان محي الدين بالإضافة لكونه شيخ الطريقة القادرية ذو مكانة رفيعة بين عامة الناس ومن كبار أعيانهم وقد دفعت آراؤه بالحاكم العثماني لوهران إلى تحديد إقامته ببيته وهو ما دفعه للتفكير بالخروج لأداء فريضة الحج والابتعاد عن هذا الجو المشحون.

أذن لمحي الدين بالخروج لفريضة الحج عام 1241 هـ/ 1825م، فخرج واصطحب ابنه عبد القادر معه وهو في سن الثامنة عشرة، فكانت رحلة عبد القادر إلى تونس ثم مصر ثم الحجاز ثم البلاد الشامية ثم بغداد، ثم العودة إلى الحجاز، ثم العودة إلى الجزائر مارًا بمصر وبرقة وطرابلس ثم تونس، وأخيرًا إلى الجزائر من جديد عام 1828 م، فكانت رحلة تعلم ومشاهدة ومعايشة للوطن العربي في هذه الفترة من تاريخه، وما لبث الوالد وابنه أن استقرا في قريتهم “قيطنة”، ولم يمض وقت طويل حتى تعرضت الجزائر لحملة عسكرية فرنسية شرسة، وتمكنت فرنسا من احتلال العاصمة فعلاً في 5 يوليو 1830م، واستسلم الحاكم العثماني الداي حسين، ولكن الشعب الجزائري كان له رأي آخر.

تلقى الشاب مجموعة أخرى من العلوم فقد درس الفلسفة (رسائل إخوان الصفا – أرسطوطاليس – فيثاغورس) ودرس الفقه والحديث فدرس صحيح البخاري وصحيح مسلم، وقام بتدريسهما، كما تلقى الألفية في النحو والسنوسية والعقائد النسفية في التوحيد، وايساغوجي في المنطق، والإتقان في علوم القرآن، وبهذا اكتمل للأمير العلم الشرعي، والعلم العقلي، والرحلة والمشاهدة.

معركة المقطع
لوحة للفنان هوراس فيرني تبيّن معركة الزمالة، تحت قيادة الأمير عبد القادر يوم: 16 ماي 1843.

شاركنا رأيك في الأمير عبد القادر”1883/1807″..رمز من رموز المقاومة الجزائرية

شاهد ايضا