متمسكين بهويتهم و حريتهم منذ 3 آلاف سنة… ماذا تعرف عن أمازيغ مصر؟

متمسكين بهويتهم و حريتهم منذ 3 آلاف سنة… ماذا تعرف عن أمازيغ مصر؟

في مصر، يتواجد نحو 30 ألف أمازيغي يتركزون في واحة سيوة التابعة لمحافظة مرسى مطروح ، ويحتفظون بلهجتهم المميزة، وطقوسهم وتقاليدهم وعاداتهم التي يتوارثونها، جيلا بعد جيل.

أمازيغ مصر

جاء الأمازيغ إلى مصر منذ 3 آلاف عام من خلال موجتين من الهجرة، الأولى في عهد الملك رمسيس الثالث الذي قرر الاستفادة من الأمازيغ النازحين وتجنيدهم في الجيش المصري، بينما كانت الثانية مع جيش المعز لدين الله الفاطمي الذي قرر غزو مصر، وأرسل جيشًا قوامه 100 ألف جندي بقيادة جوهر الصقلي، وكان غالبية هؤلاء الجنود من الأمازيغ.

لم يكن الأمازيغ مجرد أقلية في تاريخ مصر القديم والحديث، بل شاركوا في الحكم لعقود طويلة، وحكموا الدولة المصرية قرابة 200 عام، كما أسسوا 3 أسر “22 – 23 – 24” خلال الفترة من 950 – 730 قبل الميلاد، ومن أشهر ملوكهم (الأسرة 22): شيشينق الأول – أوسركن الأول – تاكلوت الأول – أوسركن الثاني – شيشينق الثاني – تاكلوت الثاني – شيشينق الثالث – باماي – شيشينق الرابع، بينما الأسرة الـ23 فمن ملوكها: بادي باست – شيشينق الخامس – أوسركن الثالث – تاكلوت الثالث – أمنرود – أوسركن الرابع.

غالبية الجيش المصري كانوا من الأمازيغ وتحديدًا من قبيلة كتامة، وكانت تلك القبيلة شديدة الإخلاص للمعز لدين الله، كما كانوا يعتنقون نفس مذهبه، وجاءت كتامة مع جيش المعز لغزو مصر، حسبما أشارت أماني الوشاحي نائب رئيس منظمة الكونجرس العالمي الأمازيغي (غير حكومية).

استقر الأمازيغ المصريون في القاهرة في حارة تسمى “كتامة” نسبة للقبيلة، تبعتها قبائل أخرى، مثل قبيلة “زويلة” التي أطلق اسمها على إحدى بوابات القاهرة الفاطمية وهي “باب زويلة”، ثم قبيلة “شعرية” التي أطلق اسمها على بوابة أخرى للقاهرة وهي “باب الشعرية”، وهناك قائد أمازيغي اسمه سعادة وكان ضمن قيادات الجيش ومقربًا من المعز لدين الله، وأُطلق اسمه على منطقة بالجمالية هي “درب سعادة”.

وتشير الوشاحي إلى أن كلمة “نيل” في الأصل أمازيغية أطلقها المصريون على النهر في أثناء موجة الهجرة الأولى، وحين فتح العرب مصر أضافوا حرفي “أل” لتصبح “النيل”، كما أنهم من أسسوا “القاهرة الفاطمية” مع موجة الهجرة الثانية، وأطلقوا عليها هذا الاسم نسبة إلى كوكب المريخ الذين كانوا يطلقون عليه بالعربية “القاهر”.

تعد واحة سيوة – الواقعة في الصحراء الغربية وتبعد نحو 300 كيلومتر عن ساحل البحر المتوسط إلى الجنوب الغربي من مرسى مطروح، وتتبع محافظة مطروح إداريًا – المرتكز الرئيسي للأمازيغ في مصر خلال السنوات الأخيرة، نظرًا لقربها من القبائل الأمازيغية في ليبيا ودول شمال إفريقيا.

تضم واحة سيوة ما يقرب من 11 قبيلة يشكلون 22 ألف نسمة، وهي موازية لواحة “يغبوب” الواقعة تحت السيادة الليبية، ويرجع اسم يغبوب إلى الاسم الأمازيغي الأصلي “ئغبولا” بمعنى عيون الماء من المفرد “أغبالو” بمعنى عين الماء.

يتشكل أمازيغ مصر في سيوة أو “شالي” كما يحبون أن يطلقوا عليها، في صورة مجتمع قبلي له مضارب ومشايخ، وتنتقل مشيخة القبيلة عند الأمازيغ بالوراثة، شريطة أن يتمتع المرشح بقدر كاف من العلم والثقافة التي تؤهله للدفاع عن أهل هذه الأقلية والزود عنهم في إطار الصراع الثقافي الذي يواجهونه بصورة أو بأخرى.

يتميز الأمازيغ في مصر بعدد من العادات والتقاليد التي نجحوا في الحفاظ عليها رغم التعدد الثقافي على مر العصور، كما استطاعوا أن تكون أحد الراوفد الثقافية لدى بقية المصريين، ومن أبرز عاداتهم تلك المتعلقة بالتعليم، وعلى رأسها “التعليم الليلي” و”عرس القرآن” و”بخاري رمضان” و”المولد النبوي”، ثم “أدوال” بنوعيه: النزهة والسياحات.

كما تعد وجبة “الكسكسي” المكونة من دقيق القمح أو الذرة، واحدة من أشهر الأكلات الأمازيغية على وجه الإطلاق، ويتناولونها بديلًا عن الأرز والمكرونة، وذلك يوم الجمعة من كل أسبوع، أما ليلة رأس السنة فيعد “الكسكس بالدجاج والخضراوات السبعة” الوجبة الرئيسية التي تجتمع عليها العائلة.

وقبل تناول الوجبة، على كل أمازيغي أن يتمنى أمنية خلال العام الجديد، وتكون سرية، ثم توضع “نواة زيتونة” داخل الطبق الكبير للوجبة، ومن تكون هذه النواة من نصيبه يصبح هو صاحب الأمنية التي ستتحقق في العام الجديد، هكذا يعتقدون وهم على إيمان راسخ بذلك رغم اعتناق الجزء الأكبر منهم للإسلام.

المصادر :
alarabiya
aljazeera
noonpost

 


شاركنا رأيك في متمسكين بهويتهم و حريتهم منذ 3 آلاف سنة… ماذا تعرف عن أمازيغ مصر؟

شاهد ايضا