https://youtu.be/CIFLKi5m0jM&autoplay=1

أحد أبرز الوجوه السينمائية والمسرحية”رابح أرزقي”..تعرّف أكثر على محبوب الجزائريين

وُلد “أبو جمال” في الرابع عشر مارس 1938 بحي القصبة أعالي الجزائر العاصمة، ترعرع في وسط شعبي مع البسطاء الذين كان يلاحظهم ويصغي إليهم، ومنهم استلهم عوالم شخوصه.

وبعدما مارس كرة السلة والعدو الريفي، فضّل “أبو جمال” الانخراط في عالم الفن، وبمساعدة “عمر لعواصي”، التحق عام 1950 بفرقة “رضا باي” المسرحية الهاوية التي مثّل فيها عدّة أدوار فكاهية في مسرحيات قصيرة رفقة صديقه الحميم “رويشد” (اسمه الحقيقي أحمد عياد) والمرحوم “محمد التوري”.
والتحق “أبو جمال” في خمسينات القرن الماضي بفرقة محي الدين بشتارزي، كما اقتحم الإذاعة، حيث مثّل إلى جانب الفنان “حسن الحسني” في مسرحيات كثيرة منها: “مصائب بوزيد” و”بوزيد والجن” وغيرها، قبل انضمامه إلى صفوف جبهة التحرير الوطني إبّان حرب التحرير حيث تعرض مراراً إلى التوقيف والتعذيب من قبل قوات الاستعمار الفرنسي بين سنتي 1960 و1962.

بعد الاستقلال، انضم “أبو جمال” الرفيق الدائم لرويشد إلى فرقة “حسن الحسني”، قبل الالتحاق بالمسرح الوطني الجزائري بقيادة مصطفى كاتب، حيث برز في مسرحية “حسان طيرو” إلى جانب “رويشد”، وتحت قيادة المسرحي الجزائري الفذّ “محمد بودية”، سجّل ابن حي القصبة حضوره في فرقة مسرح الشباب مع مجموعة من الفنانين بشارع الحريشات وسط العاصمة، أين اهتمّ بتنمية مسار التنشيط المسرحي..وكان لصاحب الضحكة الطفولية حضوراً بارزاً في المسرح، حيث جسّد عدة أدوار في ستينات وسبعينات القرن الماضي مثل: “القاعدة والاستثناء”، “الطبيب رغما عنه” في السنة ذاتها، “وردة حمراء لي”، “الغولة”، “ما ينفع غير الصح”، “السلطان الحائر”، “البوابون” رفقة عدد كبير من نجوم المسرح الجزائري أمثال “سيد علي كويرات”، “فتيحة بربار”، و”رويشد”، بعدها بسنتين جسّد مسرحية “الرجل صاحب النعل المطاطي” لكاتب ياسين، وتواصل عطاؤه المسرحي حين شارك في مسرحية “جحا باع حماره”.

 

كما كان لـ “رابح أرزقي” حضوراً محدوداً في مسرحيات “الولادات” لمحمد بودية، “132 سنة” لولد عبد الرحمن كاكي، “في انتظار نوفمبر جديد” لخليفة الجنيدي، “الشهداء يعودون هذا الأسبوع” للطاهر وطار، و”في انتظار الربيع” لعبد الحميد بن هدوقة، إضافة إلى قائمة طويلة من النتاجات التي صنعت مجد الفن الجزائري في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي..ترك “أبو جمال” بصماته في الفن السابع بأعمال خالدة مثل فيلم “حسن طاكسي” و”حسن نية” (1989) و”الطاكسي المخفي” (1990)، كما وقف مع عمالقة التمثيل في الجزائر أمثال المرحوم “رويشد”، “مصطفى كاتب”، “علي عبدون”، “يحيى بن مبروك”، “العربي زكّال”، الفنانة “وهيبة”، “عثمان عريوات” وغيرهم.

وشاءت الأقدار أن يتوقف مسار أبو جمال بسبب المرض الذي لازمه وتسبب في بتر إحدى رجليه، بعدما تعرض إلى حادث أثناء تصوير الجزء الثاني لفيلم ”الطاكسي المخفي” عام 1997 بعنابة، وانتهى به الأمر إلى الإهمال والنسيان..وظلّ “أبو جمال” رمزاً للمرح عبر خوضه البديع في فن “السخرية والتهكم”، وحضوره المميّز في أعمال الفكاهة، كما ظلّ أستاذاً في فن الارتجال، وقيمة الإبداع لدى الراحل الحي لم تكمن في الحوارات التي لا تشكل بالنسبة إليه سوى خطوط أو محاور توجّهه فقط، بل برزت عبر براعته في تكوين العبارات الناطقة للشخصيات، بل حتى على التعبير المغاير عن السلوكات والمواقف.

كانت حياة “أبو جمال” مليئة بالنشاط والحركة، وبقي حاضراً بروحه الخفيفة وحركاته الجميلة ونبرات صوته المتميزة وايماءاته، ما جعله راسخا في الذاكرة الثقافية الجزائرية، وأتى رحيل “أرزقي” ليكرّس خسارة إضافية للفن الجزائري.


شاركنا رأيك في أحد أبرز الوجوه السينمائية والمسرحية”رابح أرزقي”..تعرّف أكثر على محبوب الجزائريين

شاهد ايضا