أبطال معركة الجزائر…فضلوا الموت على الإستسلام للمستعمر

أبطال معركة الجزائر…فضلوا الموت على الإستسلام للمستعمر

تعد معركة الجزائر (نسبة للجزائر العاصمة) إحدى مفاصل الثورة الجزائرية، حيث سمحت بإعطاء صدى عالمي لنضال الشعب الجزائري، وأدى ذلك لإدراج قضية تحرر الجزائر ضمن أجندة الهيئات الدولية
ومن أبرز محطات معركة الجزائر وحرب التحرير الجزائرية هو يوم الإستشهاد البطولي لعلي عمار المعروف بـ”على لابوانت” ورفقائه رحمهم الله في صبيحة الثامن اكتوبر 1957 بالمنزل رقم 5 شارع أبديرام لأعالي قصبة الجزائر العاصمة.
إليكم نبذة صغيرة على الشهداء الرموز الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل تحرير البلاد من المستعمر الفرنسي الغاشمم

علي لابوانت

لا تزال رمزية “علي لابوانت” راسخة في الذاكرة الجماعية، وتبهر العالم كما الثورة النوفمبرية الكبرى، بعد انقضاء أكثر من 60 سنة على جريمة نسف مظليي فرنسا لمخبأ “علي” وثلاثة من كبار الفدائيين “حسيبة بن بوعلي”، “محمود بوحميدي” (بوتي عمر) و”عمر الصغير”، في حي القصبة الشعبي فجر الثامن من أكتوبر 1957.

وُلد “علي لابوانت” في 14 ماي 1930 بحاضرة مليانة التابعة لولاية عين الدفلى، وعاش طفولة  صعبة دفعته للاشتغال مبكّرا في مزارع قدماء المعمّرين، وفي تلك الحقول استوعب صاحب التسع سنوات معاني الظلم، السيطرة والإستغلال، فحزم حقيبته المهترئة وسافر إلى العاصمة، ووسط حي القصبة العتيق مارس الملاكمة ضمن صفوف النادي الرياضي العاصمي، وبالتزامن مع تألقه في الفن النبيل، تشرّب “علي” الوطنية ونمت لديه فكرة الكفاح لتحرير الجزائر مع أواخر أربعينات القرن الماضي.

وكان دخوله سجن سركاجي فرصة لاحتكاكه على نحو أكبر بشباب الثورة، فانضم إلى فدائيي العاصمة مباشرة بعد خروجه من السجن، ونفّذ “علي” عدة هجمات على مراكز الجيش والشرطة الاستعمارية، وأصبح رفقة الشهيدة البطلة “حسيبة بن بوعلي” والشهيد الرمز “طالب عبد الرحمان”، رفقة كوكبة أخرى من الفدائيين شوكات في حلق البوليس الفرنسي، إلى أن قضى في الثامن أكتوبر 1957، غداة “وشاية” غامضة لا تزال تسيل الكثير من الحبر في أواسط الثوار المخضرمين.

حسيبة بن بوعلي


ولدت الشهيدة حسيبة بن بوعلي الملقبة بـ”أصغر مجاهدة في القصبة” في 18 جوان 1938 بالشلف كان عمرها 09 سنوات عندما استقر والداها بالجزائر العاصمة حيث واصلت دراستها الثانوية وعندما وصلت سن 16 التحقت بالاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين.

وبالموازاة مع دراستها كانت حسيبة نشطة في جمعية خيرية تسمى “كأس من الحليب” حيث أيقنت من حالة البؤس التي كان يعانيها المواطنون و اشتغلت بمستشفى مصطفى باشا حيث تلقت دروسا في الإسعاف ما مكنها من الحصول على بعض المواد المستعملة في صنع القنابل.

وانضمت بعدها مع مجموعة من الشباب الجامعيين على غرار الشهيد طالب عبد الرحمن و الدكتور دانيال تيمسيت لشبكة القنابل لياسف سعدي حيث كانت مسؤولة على تموين المخبر و نقل و وضع القنابل بفضل مظهرها البدني.

محمود بوحميدي

محمود بوحميدي من مواليد سنة 1939 بالقصبة أعرق أحياء العاصمة، تربّى في أزقة الحي وخبر مختلف شوارع الجزائر العاصمة، عرف عنه حبه للتضحية وكرهه للمستعمر، إنضم إلى صفوف الثورة ضمن فوج الفدائيين بالقصبة، وبحكم معرفته للعاصمة كلّف بربط الإتصالات بين الفدائيين وعمل على توفير مخابئ لهم في القصبة مثلما فعل مع علي لابوانت سنة 1957. وكان له دور أساسي في إخفاء وثائق الثورة ومراسلات مسؤولي العمليات الفدائية، وتحضير أماكن لإجتماعات المجاهدين. وإستمر في نضاله إلى أن سقط شهيدا رفقة زملائه يوم 8 أكتوبر 1957 .

عمر الصغير

​​اسمه الحقيقي عمار ياسف وعندما انخرط في الثورة أطلق عليه الاسم الحركي “عمر الصغير”، وهو ابن أخت قائد “معركة الجزائر” المشهور ياسف سعدي.
الشهيد عمر ياسف المعروف باسم عمر الصغير، مثالا لتضحية الطفل الجزائري أثناء الثورة التحريرية، إنضم إلى الثورة وسنّه لايتعدّى 13 سنة وكان من مجاهدي حي القصبة العتيق، شارك مع رجال في سنّ والده في حمل الرسائل إلى المسؤولين، وكان حلقة وصل بين القائد العربي بن مهيدي وياسف سعدي وباقي الفدائيين، وشهد له الشهيد العربي بن مهيدي بحماسه الفياض وبإرادته الفولاذية. واستطاع بنباهة تخطّي كلّ الحواجز البوليسية ولم تتمكن السلطات الفرنسية من اكتشاف نشاطه إلى أن أستشهد رفقة حسيبة بن بوعلي وعلي لابوانت وحميد بوحميدي يوم 08 أكتوبر 1957 بعد نسف المنزل المختبئين فيه بحي القصبة


صورة تجمع ياسف سغدي ،علي لابوانت،عمار ياسف و حسيبة بن بوعلي 

الله يرحم الشهداء

المصادر :
aps.dz
echoroukonline
wikipedia


شاركنا رأيك في أبطال معركة الجزائر…فضلوا الموت على الإستسلام للمستعمر

شاهد ايضا