تقودها شخصية كانت وزير دفاع ورئيس مخابرات
في الوقت الذي توجد فيه الجزائر في نزاع مع شركة توتال الفرنسية، بسبب سعي هذه الأخيرة إلى الاستحواذ على أصول شركة “أنداركو” (الأمريكية) في الجزائر، أنجزت النائب الأوروبي، عن فرنسا إيفا جولي، تحقيقا عن الفساد في فرنسا، كشفت من خلاله عن أسرار من شأنها أن تعزز من مخاوف الطرف الجزائري من إكمال عملية استحواذ توتال على ثلاثين بالمائة من النفط الجزائري.
البرلمانية الأوروبية المنتمية لكتلة الخضر، وفي خضم التحقيق الذي أنجزته عن بعض الشركات النفطية، ومنها شركة “إلف” الناشطة في قطاع المحروقات، تمكنت من الوصول إلى بعض الأسرار التي تربط ين فرنسا وبعض الأنظمة الديكتاتورية في إفريقيا، مثل الغابون، التي تعتبر القاعدة الخلفية للمخابرات الفرنسية في القارة السمراء.
ووفق ما خلصت إليه النائب الفرنسي بالبرلمان الأوروبي بخصوص “توتال”، فإن هذه الأخيرة “تعتبر دولة داخل دولة، يقودها بيار غيوما، وهو وزير دفاع فرنسي سابق، ومسؤول المخابرات الفرنسي السابق، فضلا عن كونه مسؤولا عن البرنامج النووي الفرنسي سابقا، وهو ما يجعله خادما للمصالح الجيوسياسية الفرنسية”، على حد ما كتبت المحققة البرلمانية إيفا جولي.
وبالنسبة لـ”إيفا جولي”، التي تنحدر من أصول نرويجية، فإن هذه الأخيرة (النرويج) وظفت عائدات نفطها من أجل تسديد معاشات المتقاعدين في المستقبل، أما فرنسا فقد اتخذت من توتال أداة لضمان قوتها”.
المحققة البرلمانية ربطت من جهة أخرى، مناطق تواجد “توتال” بالنزاعات التي توجد في هذه المناطق، وضربت مثالا بغرب إفريقيا، وبالضبط في خليج غينيا، الذي تطل عليه دول مثل نيجيريا والكونغو برازافيل، وأنغولا، وهي دول نفطية لكنها تعاني من أزمات مزمنة، حروب أهلية ونزاعات أفقدت هذه الدول استقرارها.
وكتبت إيفا جولي معلقة على الوضع في دول خليج غينيا: “كل هذه الدول عرفت حروبا أهلية، وأنظمة ديكتاتورية.. وخلف كل ذلك هناك اليد الفرنسية”، على حد تعبير المحققة إيفا جولي، التي أوضحت أن القيم التي تحاول فرنسا إرساءها في إفريقيا بعيدة كل البعد عن تلك القيم التي تؤمن بها فرنسا وتعمل على ترسيخها في أماكن أخرى من العالم، مستفيدة من تواطؤ الغرب، على حد قولها.
ارتفاع الاستهلاك الوطني من الطاقة ب5 بالمائة بنهاية سبتمبر الماضي