في مساء الاثنين، 19 أوت 2024، سيتوجه أنظار عشاق الفلك والمراقبين حول العالم نحو السماء لمشاهدة واحدة من الظواهر الفلكية النادرة والمثيرة للإعجاب، والتي تُعرف باسم “القمر الأزرق العملاق”. هذه الظاهرة، التي تضيف لمسة من السحر إلى السماء الليلية، ستكون حديث العلماء والهواة على حد سواء.
ما هو القمر الأزرق العملاق؟
رغم أن الاسم قد يوحي بأن القمر سيتلون باللون الأزرق، إلا أن الواقع ليس كذلك. “القمر الأزرق” هو في الحقيقة مصطلح يُستخدم لوصف ظاهرة فلكية حسابية تعتمد على تباين بين طول الأشهر القمرية والشهور الميلادية. إنه ليس تعبيرًا عن اللون الفعلي للقمر، بل يُستخدم كتسمية خاصة للاحتفال بهذه الظاهرة الفريدة.
أنواع القمر الأزرق: الفروقات والتفاصيل
القمر الأزرق ينقسم إلى نوعين رئيسيين:
- القمر الأزرق الموسمي: يشير هذا النوع إلى ظهور بدر إضافي خلال فصل معين. في الظروف العادية، يشهد كل فصل من فصول السنة أربعة أطوار قمرية رئيسية، إلا أنه في بعض الأحيان، يظهر بدر ثالث إضافي في فصل معين مثل الصيف. هذا البدر الإضافي يُسمى “القمر الأزرق الموسمي”. هذا العام، بدأ الصيف في 20 يونيو، وشهدنا بدورًا في 22 يونيو و21 يوليو، وسيكون البدر الثالث في 19 أغسطس، بينما يُتوقع ظهور البدر الرابع في 18 سبتمبر.
- القمر الأزرق الشهري: هذا النوع من الأقمار الزرقاء يحدث عندما يتكرر ظهور بدرين مكتملين في نفس الشهر الميلادي. نظرًا لأن الدورة القمرية تستغرق حوالي 29.5 يومًا، فإن معظم الأشهر لا تشهد إلا قمرًا مكتملًا واحدًا. لكن في بعض الأحيان، يحدث أن يشهد الشهر الواحد بدرين، وهو ما يُعرف بـ “القمر الأزرق الشهري”. هذه الظاهرة تحدث تقريبًا كل سنتين إلى ثلاث سنوات، وآخر مرة شهد العالم فيها قمرًا أزرق كان في أغسطس 2021، فيما يتوقع أن يحدث القمر الأزرق التالي في مايو.
القمر الأزرق العملاق: ظاهرة فلكية مثيرة
إلى جانب كونه قمرًا أزرقًا، سيكون القمر في هذا اليوم أيضًا “قمرًا عملاقًا”، وهي ظاهرة تحدث عندما يكون القمر في أقرب نقطة له من الأرض في مداره البيضاوي، مما يجعله يظهر أكبر حجمًا وأكثر إشراقًا في السماء. اقتران هاتين الظاهرتين – القمر الأزرق والقمر العملاق – يجعل من هذا الحدث الفلكي أكثر تميزًا.
أهمية الظاهرة وكيفية مشاهدتها
القمر الأزرق العملاق يعد فرصة نادرة لمراقبي السماء، إذ يضيء القمر الكامل السماء بشكل مذهل، مما يتيح لهم فرصة مشاهدة تفاصيل سطح القمر بوضوح. سواء كنت في مدينة مضيئة أو في منطقة نائية بعيدًا عن أضواء المدن، يمكنك الاستمتاع بهذا المشهد الرائع بعد غروب الشمس.
لمحبي التصوير الفوتوغرافي، يوفر القمر الأزرق العملاق فرصة فريدة لالتقاط صور استثنائية، حيث يظهر القمر بشكل أكبر وأكثر سطوعًا من المعتاد. يُنصح باستخدام تلسكوب أو كاميرا ذات عدسة تكبير للحصول على أفضل النتائج.
القمر الأزرق العملاق ليس مجرد حدث فلكي عادي، بل هو فرصة لاستكشاف جمال الكون وسحره. مع اقتراب موعد ظهوره، يُنصح بالاستعداد للاستمتاع بهذه اللحظة الفريدة، سواء كان ذلك بمشاهدة السماء مباشرة أو من خلال مشاركة الصور والفيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. إن مثل هذه الظواهر تذكرنا دومًا بروعة الكون وتفرده، وتجعلنا نتطلع بشغف إلى المزيد من الاكتشافات الفلكية في المستقبل.
القمر الأزرق ينير السماء