الجلفة – تعرف التدابير الإحترازية ضد وباء كوفيد-19 بولاية الجلفة تقيدا و إلتزاما “جزئيا” من طرف المواطنين في الآونة الأخيرة, في ظل تسجيل تزايد في حالات المرض و الإشتباه بالإصابة به, حسب ما لوحظ و ما أكده أطباء بالولاية.
ويبدو جليا في شوارع المدينة و أمام المحلات والأسواق لا مبالاة بعض المواطنين بشأن التقيد بسبل الوقاية التي تلزمهم ارتداء الكمامات في الفضاءات التجارية, و إن كان عدد كبير منهم يقوم بذلك , فان خطورة الفيروس تقتضي تجنب أي اهمال و أي استخفاف به.
وأكد لواج الطبيب عبد القادر لملومة الذي هو في الصفوف الأولى من الطواقم الطبية المجندة لمكافحة الوباء بوحدة العزل المخصصة لذلك بمستشفى المجاهد محاد عبد القادر, أنه لاحظ في الفترة الأخيرة “نقص وتراجع كبيرين” في نسبة الوعي عند المواطنين بالمقارنة مع المراحل الأولى من تفشي وظهور المرض بالجلفة, مسجلا استخفاف عدة مواطنين بالتدابير الوقائية.
وأشار إلى أن هذه الوضعية “زادت حدتها” بعد يومي عيد الفطر مباشرة (24 و 25 مايو), إذ استُقبلت حالات مشتبه بها الاصابة بكوفيد-19 أكثر من السابق ما اضطر المستشفى الى توسيع المصلحة لأجل التكفل بهم.
و استنادا للأرقام التي قدمها الطبيب, تخضع حاليا أزيد من 70 حالة للعلاج بالبروتكول من بينهم مرضى يعانون من ضيق حاد في التنفس.
وتأسف كون بعض المواطنين يستمرون في “اللامبالاة و الاستخفاف” الى يوم يصابون شخصيا أو يهلك أحد أقربائهم بسبب فيروس كورونا, مبرزا ضرورة العودة لعملية التحسيس وتكثيف سبله كما كانت عليه في البداية, لأن تجند الجميع في رأيه, “أصبح أمرا أكثر من ضروري لتحسيس و وعي المواطن و دفعه للعزوف عن السلوكيات التي تتسبب في انتشار الفيروس الذي مس كثيرا من دول العالم وتضررت منه الحياة بمختلف أوجهها بشكل كبير”.
وقال الطبيب لملومة أن الظروف المعيشية للمواطنين “فعلا صعبة, ولكن يجب الحفاظ على أرواح الغير بتكثيف سبل التحسيس والوقاية , والتقيد بالتدابير الإحترازية التي أقرتها السلطات العمومية وقطاع الصحة”.
ونوه بالمناسبة بتضحيات العاملين في السلك الطبي والشبه طبي عبر كامل ربوع الوطن, مشيرا إلى أن الجلفة فقدت شهر رمضان الفارط الممرض نايل للعسالي بمستشفى عاصمة الولاية ومؤخرا فقدت كذلك منسق نشاطات الشبه طبي بمستشفى مدينة حاسي بحبح, مكاوي عطية, الذي كان مجندا في الصفوف الأولى لمكافحة كوفيد-19.
للاشارة, فمن خلال الأرقام التي تعلنها يوميا اللجنة المكلفة وطنيا بمتابعة الوباء على مستوى كل الولايات, يتضح مدى تزايد و إرتفاع أعداد الإصابات بولاية الجلفة. فحسب آخر حصيلة رسمية ليوم أمس الثلاثاء 23 يونيو, بلغت نسبة الحالات المؤكدة بالولاية 215 حالة منذ بداية الجائحة.
وبالرغم من شح المعلومة من طرف مديرية الصحة بالولاية وعدم رد مديرها على اتصالات وأج , أفادت مصادر طبية بمراكز علاج الوباء عبر عدد من مستشفيات الولاية بمسعد والجلفة وعين وسارة و حاسي بحبح, أنها تستقبل يوميا حالات عدة للمشتبه اصابتهم بفيروس كورونا و أن ذلك أصبح “يُشغلهم بشكل كبير” .
وامام هذه الوضعية, تكثف كل من مصالح الأمن والحماية المدنية خرجاتها التوعوية والتحسيسية من مخاطر وباء جائحة كوفيد-19 عبر مختلف بلديات ودوائر الولاية في عمليات تشاركية مع كل الفاعلين في الميدان .
وحسب المكلف بالإعلام لدى مديرية الحماية المدنية الملازم أول عبد الرحمان خاضر, تم تجنيد كل الوحدات بهدف تعزيز الجوانب التوعوية من خطر الوباء. نفس الامر بالنسبة لاعوان الامن الذين لا يتوانون في خرجاتهم الميدانية للمحلات التجارية و الفضاءات الكبرى عن تحسيس المواطنين بأهمية التباعد الإجتماعي وضرورة إرتداء الكمامات.
وإستنادا للمكلف بالإعلام لدى هذا الجهاز, محافظ الشرطة ساعد فيطس, نفذ أعوان الأمن 195 خرجة ميدانية تحسيسية للوقاية من فيروس كورونا من بينها 35 ذات صلة بمكافحة المضاربة بالمواد الغذائية و المواد الصيدلانية و الشبه صيدلانية.
كما سجلت ذات المصالح خلال الفترة نفسها، بالنسبة للمخالفات المتعلقة بعدم احترام هذا الإجراء الوقائي، مراقبة هوية 6.356 شخص ومباشرة ضد 2699 منهم الإجراءات القضائية، فيما تم وضع 266 مركبة و 163 دراجة نارية بالمحشر البلدي.
المجلس الشعبي الوطني: السيد فايد يعرض مشروع قانون المالية ل2024 أمام النواب