مع نهاية مسيرة الطلبة المصادفة ليوم الثلاثاء من كل أسبوع، يختار الطُلاب الجامعيون زاوية من شوارع الجزائر العاصمة، لتثبيت ملصقات ملونة، يكتب كل واحد منها أربع كلمات على الأكثر، للتعبير عن تمنياتهم، رغباتهم، طموحاتهم وحتى أحلامهم في بعض الأحيان، لعلها تتحقق يومًا.
في المرات السابقة، إتخذ طلاب الحراك من النصب التذكاري لـ”موريس أودان” بمحاذاة الجامعة المركزية، في وسط العاصمة الجزائرية، لتثبيت ملقصاتهم، فهو المكان المفضل لمئات الطلبة منذ بدء الاحتجاجات، ولأن قوات الشرطة حالت في مسيرتهم الثامنة التي تزامنت مع يوم العلم 16 أفريل، دون وصولهم إلى الساحة، كان مدخل محطة المترو مكانهم هاته المرة.
من بين القصاصات الورقية التي شدت أنظار المارة، تلك التي كتب عليها” أنتم الماضي ونحن جزائر المستقبل” و”أحبك يا بلادي” و”نحن أبناءك ولن نخونك” و” المجد للشهداء”.
Les post-it passent la nuit ici. Les passants découvrent le mur des revendications du 8e mardi des étudiants. #Alger pic.twitter.com/IjLFIh0J8Q
— Hamdi (@HamdiBaala) April 16, 2019
ووصل الأمر ببعض الطلبة، للتعبير عن استعدادهم لتضحية بعام دراسي مقابل أن يتحرر الوطن من “العصابة” الحاكمة، فكتبت أحدهم “نخسر عامي ومنخسرش بلادي”، في رسالة واضحة أن الطلبة مستعدون لمواصلة مسيراتهم النضالية مساندة للحراك الشعبي الذي انطلق يوم 22 فبراير، تحت شعار” صامدون صامدون للنظام رافضون”.
تَفاءل البعض لم يمنع طلابًا آخرين من التعبير عن مخاوفهم من الأيام القادمة، فمن بين القصاصات الملونة تلك التي كُتب عليها “مستقبلنا غامض إلى أين نسير.. سلمية سلمية”. في وقت إقترح أحد الطلاب على زملائه تقديم مقترحات للحلول بديلة بعد رحيل العصابة.
وتحول حراك الطلاب الجزائريين إلى قوة ضاربة، والقلب النابض للانتفاضة الشعبية السلمية التي تشهدها البلاد، حيث أعطت مسيراتهم الأسبوعية، دفعًا قويًا لمسار التغيير الذي يقوده الشارع، والذي أفضى إلى إزاحة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة بعد 20 سنة من الحكم في انتظار تحقق بقية المطالب.
🔴 سعيدة | توقعات الشارع الرياضي حول لقاء نهائي كأس الجزائر