فلسطين: غزة من أخطر الأماكن في العالم بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني

الجزائر- يتعرض العاملون في المجال الإنساني في غزة إلى إستهداف صهيوني ممنهج لإجبارهم على مغادرة القطاع الذي يتعرض للتطهير العرقي العنصري ولكارثة إنسانية غير مسبوقة, حيث أن غزة هي الآن واحدة من أخطر الأماكن في العالم بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني.

وبينما تعتبر الامم المتحدة أن عام 2023 هو “الأكثر دموية” بالنسبة للعاملين في المجال الانساني وتتوقع أن يكون عام 2024 “أسوأ”, لاستمرار انتهاكات القوانين الدولية لتنظيم سلوك الصراع المسلح والحد من تأثيره, فان الوضع الانساني في غزة “وصمة عار أخلاقية علينا جميعا”, يقول الامين العام الاممي, انطونيو غوتيريش.

وحذر غوتيريش من أن هناك ما يقرب من نصف مليون شخص في غزة يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد والأمراض المعدية المتزايدة.

وشدد الامين العام للامم المتحدة على  ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع وتسليمها إلى جميع أنحاء غزة. وقال ” آن الأوان منذ وقت طويل لتوفير بيئة تمكينية آمنة لعمليات إنسانية فعالة في غزة, بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني”.

وأصبح العاملون في المجال الانساني في يومهم العالمي الذي يدعو الى “العمل من أجل الإنسانية”, أهدافا لهجمات متعمدة و مباشرة  للاحتلال  الاجرامي, الذي يستمر في انتهاك  للقانون الدولي الانساني بشأن ضمان حمايتهم وسلامتهم بصفتهم مدنيين.

ويواجه موظفو الاغاثة الانسانية في غزة مخاطر مميتة حيث يرتفع عدد ضحاياهم الى أكثر من 250 عامل إغاثة منذ بدء العدوان, وفقا للأمم المتحدة. وتعترضهم تحديات شديدة لاستحالة الاستجابة الانسانية جراء الحصار المشدد على دخول الامدادات الانسانية الاساسية المنقذة للحياة داخل القطاع الذي أصبح “غير صالح للعيش”.

وعلى الرغم من مخاوف المنظمات الانسانية من الاستهداف العمدي و الممنهج لكونها تعمل في بيئة غير آمنة في القطاع الذي يتصدر” قائمة الاماكن الاكثر دموية” بالنسبة لعمال الاغاثة وفي وضع يعد “الاكثر من كارثي” جراء خطر المجاعة والأمراض الفتاكة التي تتهدد حياة الاهالي, فإن أيا منها لم تعلن أنها تخطط للانسحاب من غزة على الرغم من الهجمات المتكررة التي تستهدفها.

وقال رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين, صلاح عبد العاطي, في تصريح لوأج, أنه يوجد داخل القطاع المحاصر, عشرات المؤسسات الفلسطينية والتابعة منها للأمم المتحدة و المنظمات غير الحكومية الدولية الاخرى, التي تعمل في المجال الانساني للتخفيف من معاناة السكان منذ سنة 2007 وهي تواصل نشاطها حتى الان.

وأضاف أن هذه الجمعيات والمنظمات الانسانية تعمل حاليا في بيئة غير آمنة, حيث لا يوجد مكان آمن في غزة, لا للمدنيين ولا لأولئك الذين يحاولون تزويدهم بالمساعدات الأساسية. وأشار الى تفاقم الوضع الانساني وانعدام الامن الغذائي وانتشار الامراض الفتاكة لانهيار المنظومة الصحية, وسط صعوبة واستحالة العمل الانساني لإنقاذ حياة الفلسطينيين لاسيما منهم النساء و الاطفال.

و كانت رئيسة منظمة “أطباء بلا حدود”, إيزابيل ديفورني, ذكرت أن المنظمات الانسانية غير الحكومية الموجودة في القطاع لا تخطط للمغادرة في هذه المرحلة, حتى لو كان هذا السؤال يطرح “يوميا”. وأكدت أن “شروط تقديم المساعدة الإنسانية غير مستوفاة” ولكنها شددت : “لن نتوقف عن العمل في غزة”, حيث يعمل مع منظمة “أطباء بلا حدود” 300 متعاون فلسطيني و عدد من الأجانب.

وقالت منسقة مشروع “أطباء بلا حدود” في غزة, ليزا ماكينير, “المروع حقا هو الغياب الصارخ للمساحة الإنسانية ونقص الإمدادات الذي نشهده في غزة. إذا لم يقتل الناس بالقنابل, فإنهم يعانون من الحرمان من الغذاء والمياه ويموتون بسبب نقص الرعاية الطبية”.

مارتن غريفيث, مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية, قال, من جهته, أن القصف على غزة حول القطاع الفقير الخاضع للحصار إلى جحيم على الأرض, وأن توصيل المساعدات الإنسانية إلى سكانه الذين يقفون على حافة المجاعة أمر شبه مستحيل, مضيفا أن العاملين في المجال الإنساني والأمم المتحدة في غزة قتلوا بأعداد غير معقولة.

ولفت المتحدث باسم الأمم المتحدة, ستيفان دوجاريك, الى أن المخاطر التي تلاحق العاملين في المجال الإنساني في غزة, أصبحت لا تحتمل.