في إنجاز طبي غير مسبوق على مستوى الجزائر، شهدت المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الأم والطفل بولاية سطيف عملية جراحية استثنائية، تم فيها فصل توأم ملتصق لمريضة تبلغ من العمر 26 شهرًا. تُعد هذه العملية، التي تمت تحت إشراف فريق طبي متخصص بقيادة الأستاذ عاشوري جلول، رئيس قسم جراحة الأطفال بالمستشفى، الأولى من نوعها على المستوى الوطني، وهي خطوة نوعية في مجال الطب داخل البلاد.
تفاصيل العملية الجراحية
جرت العملية في مصلحة جراحة طب الأطفال بالمستشفى، واستغرقت حوالي 6 ساعات كاملة. كانت المريضة، البالغة من العمر سنتين وشهرين، من ولاية المسيلة، تعاني من حالة تصنف كإحدى أصعب الحالات النادرة والمعقدة التي شهدها القطاع الصحي في الجزائر. قبل هذا النجاح، كان مثل هذا النوع من العمليات يتم عادة في الخارج نظرًا لتعقيدها الكبير. ومع ذلك، تمكن الفريق الطبي من إتمام الجراحة بنجاح وبمستوى عالمي داخل الحدود الجزائرية.
فريق العمل الطبي
تكون الفريق الذي أشرف على هذه الجراحة من عدة تخصصات طبية مختلفة، منها جراحة الأطفال والإنعاش والتخدير، بالإضافة إلى طاقم شبه طبي متخصص. تحت إشراف الأستاذ عاشوري جلول، أظهر الفريق تناغمًا وكفاءة عالية في التعامل مع هذه الحالة الدقيقة، مما ساهم في نجاح العملية وضمان سلامة المريضة.
إنجاز نوعي على مستوى الوطن
تعتبر هذه العملية الأولى من نوعها في الجزائر، وهو ما يعزز مكانة القطاع الصحي الوطني وقدرته على التعامل مع العمليات الطبية المتقدمة والمعقدة التي كانت تُجرى سابقًا في الخارج. يؤكد نجاح هذه العملية على مدى التقدم الذي شهده الطب في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، خصوصًا في مجال جراحة الأطفال، ويعكس الجهود المستمرة لتعزيز القدرات المحلية في التعامل مع الحالات الطبية الصعبة.
التحديات والنتائج
كانت العملية معقدة بشكل كبير نظرًا لحالة التوأم الملتصق، والتي تعتبر من الحالات النادرة التي تتطلب دقة عالية ومهارات جراحية متخصصة. ومع ذلك، فإن الالتزام الكبير للفريق الطبي والإمكانيات المتوفرة في المستشفى أسهما في تجاوز التحديات. بعد 6 ساعات من الجراحة، أعلن الفريق الطبي عن نجاح العملية، حيث استقرت حالة الطفلة بشكل جيد.
انعكاسات النجاح على القطاع الصحي
هذا الإنجاز يفتح الباب أمام إمكانيات جديدة لعلاج الحالات المعقدة داخل الجزائر، مما يقلل من الحاجة لإرسال المرضى للعلاج في الخارج، ويوفر للأسر الجزائرية دعمًا صحيًا محليًا على مستوى عالٍ. كما يشير إلى مدى التطور في قدرات المؤسسات الصحية الوطنية والكوادر الطبية التي أصبحت قادرة على إجراء مثل هذه العمليات الدقيقة.
نجاح عملية فصل التوأم في سطيف يعد إنجازًا طبيًا كبيرًا يضع الجزائر على خريطة الدول المتقدمة في مجال جراحة الأطفال. ومن المؤكد أن هذا الحدث سيلهم المزيد من التطور في القطاع الصحي ويعزز الثقة في قدرات الأطباء الجزائريين والمؤسسات الاستشفائية الوطنية.
إنجاز جزائري غير مسبوق