– *مصباح. فوزي—في البداية لم أصدّق أنّني عدتُ من الرّحلة الفريدة إلى الحياة المملّة. ولم أكن لأتخلّى عن جواز السفر الذي لم يفارق جيبي منذ اليوم الأوّل وفي قرارة نفسي: ”إنّي أحاول بأيّ طريقة العودة إلى تلك البلاد التي غيّرت نظرتي إلى الحياة“.وباتت بالنسبة لي مسألة وقت فحسب، ولم أكن أعلم أن والدتي ـ رحمها …
* * رشيد مصباح (فوزي) *الجزائر حان وقت العودة، الجزائر تنادي. في الباخرة نفسها التي جئنا فيها؛ ”الهچّار“، كل شيء على حاله كما تركناه. الفرق الوحيد هو التنظيم، وطريقة التعامل مع المسافرين. هذه المرّة لم يكن هناك تشديد، كما في المرّة السّابقة. لم يدم الأمر طويلا، ليس كما جرى...
– رشيد مصباح (فوزي) الجزائر *كنتُ أسير رفقة صديق الوالد، أتجوّل معه في أرجاء المدينة. نتوقّف قليلا عند واجهة من الواجهات الزجاجية، نتطلّع إلى ما وراء الوجاج من معروضات ونغتنم الفرصة لرؤية أنفسنا وانتهى بنا المشوار عند وقوف الحافلات.ركبنا الحافلة (50) أو (51) على ما اعتقد، وهي أرقام الأحياء...
* رشيد مصباح (فوزي)الجزائر*تلمّس والدي داخل جيبه وأخرج بعض الفرنكات وهو يحدّق في وجهي مشيّعا نظرته كعادته حين يكون مبتهجا بابتسامة خفيفة نزلت كنسيم الصبح العليل على فؤادي؛ ربّاه! كم أنا مشتاق إلى تلك النظرة المغلّفة بالإبتسامة التي كانت وراء الدّلال الذي تربّيتُ وعشتُ وترعرعتُ فيه.أخذتُ تلك النّقود التي...
ضائعٌ بين أقرانه الجـــزء الثّاني (14)