على بعد أسبوع من المؤتمر الاستثنائي للتجمع الديمقراطي
تطورات متسارعة طبعت الأحداث، أسبوعا فقط قبل موعد انعقاد المؤتمر الاستثنائي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، حيث برز اسم الطيب زيتوني، رئيس بلدية الجزائر الوسطى سابقا، كأحد أبرز المترشحين لخلافة الأمين العام السابق، أحمد أويحيى، الموجود بسجن الحراش منذ نحو تسعة أشهر.
وبعد أن أعلنت اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر الاستثنائي أنها استلمت طلبين اثنين فقط للترشح لمنصب الأمين العام للحزب في الآجال المحددة، وهي 15 يوما على الأقل قبل افتتاح أشغال المؤتمر (18 و19 مارس الجاري)، تبين أن هناك مرشحا ثالثا لم يكن مطروحا، هو الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للمعارض والتصدير (صافيكس)، وهو أحد أقدم وأبرز خصوم الأمين العام السابق.
ويتنافس على منصب الأمين العام للحزب، كل من الأمين الحالي بالنيابة عز الدين ميهوبي، وإلياس عاشور، عضو مجلس الأمة عن ولاية البليدة، بالإضافة إلى المرشح المفاجأة، الطيب زيتوني، لأن اسمه لم يكن مطروحا قبل أيام.
وقد حاولت اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر الاستثنائي التي شكلها ميهوبي ورفاقه، غلق القائمة عند مترشحين إثنين فقط وهما عز الدين ميهوبي وإلياس عاشور، كما جاء في البيان الموقع قبل يومين من قبل اللجنة، إلا أن تطورات حالت دون ذلك.
ويعتبر عز الدين ميهوبي من المحسوبين على الأمين العام السابق وأحد رجالاته في الحكومة أيضا (عينه وزيرا للثقافة)، وعليه فقد ساهمت الأسماء التي تركها أويحيى في مراكز صناعة القرار داخل “التجمع الديمقراطي”، في اختيار ميهوبي، ليكون خليفة لأويحيى بالنيابة في اجتماع المجلس الوطني الذي أعقب سجن أويحيى.
ورغم أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاستثنائي تمت “خياطتها” من قبل القيادة الحالية للحزب على مقاس قيادة الحزب الحالية، إلا أنها لم تستطع الوقوف في طريق ترشح زيتوني، بدليل حصرها قائمة المترشحين في البداية في اثنين، ثم العودة عن هذا القرار، معتبرة ما حصل “هفوة تم تجاوزها”.
ويؤشر هذا التطور على أن هناك معطيات جديدة قلبت الوضع رأسا على عقب على صعيد السباق نحو الأمانة العامة لأحد أحزاب الموالاة سابقا، والذي ورغم التطورات التي عصفت به وبقيادته، إلا أن هذا الحزب يبقى يدور في فلك السلطة ولو أراد غير ذلك.
وبعدما كان ميهوبي المرشح غير المنازع لخلافة أويحيى، برزت فجأة ورقة الطيب زيتوني كمرشح ذي حظوظ وافرة، وتذهب أوساط نافذة في الحزب إلى القول إنها باتت تجاوز حظوظ زيتوني، والدليل على ذلك، قرار المرشح الثالث، إلياس عاشور، الانسحاب من السباق والتوجه نحو دعم المرشح زيتوني.
ووفق مصادر من داخل “التجمع الديمقراطي”، فإن الكثير من إطارات الحزب غير مستعدين لانتخاب ميهوبي أمينا عاما في المؤتمر الاستثنائي، وذلك انطلاقا من مبرر أنهم يريدون تحسين علاقة الحزب بقيادة البلاد، ممثلة في الرئيس عبد المجيد تبون، الذي لم يستقبل ميهوبي، في إطار المشاورات التي أطلقها مع قادة الأحزاب السياسية، ويفضلون التغيير على أمل مد الجسور مع السلطات الجديدة.
وترى الأوساط ذاتها، أن ميهوبي يعتبر امتدادا للأمين العام السابق المسجون، فيما تشير مصادر أخرى إلى وجود مساع لإقناع ميهوبي من أجل سحب ترشحه ودعم المرشح زيتوني، الذي يشاع أنه تلقى الضوء الأخضر من جهات نافذة لاعتلاء قيادة الحزب الذي نشأ وترعرع في أحضان السلطة.
نشاط الأمين العام لحركة النهضة بسكيكدة في إطار دعم مرشح حركة مجتمع السلم للرئاسيات