حراك السبت، مسعى باتجاه “تصعيد تدريجي”

حراك السبت، مسعى باتجاه “تصعيد تدريجي” - الجزائر
حراك السبت، مسعى باتجاه

الجزائر – تساءل الاستاذ في العلاقات الدولية ميلود شنوفي في مساهمة له نشرت اليوم الخميس في يومية مساء الجزائر (لوسوار دالجيري) قائلا “هل هناك +حراك يوم السبت+ من قرر ذلك و لأي هدف؟، معتبرا ان هذا الخيار يتجه نحو “تصعيد تدريجي” من اجل الوصول الى مرحلة “العصيان”.

و يرى الاستاذ شنوفي ان “الاحتمال يبقى ضعيفا جدا في ان يكون تطور عفوي للحراك الشعبي”، مذكرا بان “اصواتا قد تعالت في فصل الخريف الاخير لاقتراح مسعى مماثل للحراك الشعبي” الا ان “المحاولة فشلت”.

و اضاف ذات الجامعي ان “احدا ما، في مكان ما، قرر و القرار يعود الى استراتيجية ذات معالم جد واضحة: العصيان المدني و الاضراب الفعلي” مشيرا الى ان المسعى المنشود هذه المرة هو “التصعيد التدريجي” من اجل التوصل  الى “مرحلة العصيان”.

و بعد ان تساءل حول سبب عدم هيكلة الحراك “الذي عوضه الجيش الذي اختار الوقوف الى جانب الحراك الشعبي” مما ادى الى انهيار نظام بوتفليقة، فان السيد شنوفي قد حذر من ان مواصلة الحراك دون هيكلة “سيعرض هذا الاخير الى خطر توجيهه رغما عنه”.

كما اكد ان “نداءات الحركة الاسلاموية رشاد لإعادة تكرار السيناريو الليبي في الجزائر لم يكن لها اي صدى، و بالتالي فان عبقرية الحراك الشعبي تجسدت في نبذ العنف و كسب الجيش الى قضيته.

و تابع قوله ان التوافق الذي مكن من انهيار نظام بوتفليقة قد “انتهك”، مضيفا انه “في هذا الوقت بالذات، نجحت احدى القوى التي كانت تتقدم متخفية في البروز من بين الجميع، و عكس الاخرين تمكنت شيئا فشيئا من فرض رايها على الحراك الشعبي، و بالتالي فقد تبلور تقارب اخر جديد بشكل تدريجي و هو الذي يقف وراء المحاولة الاخيرة للتصعيد نحو عصيان غير عنيف”.

و تابع الاستاذ شنوفي انه “من خلال الرفض غير المفهوم بعدم التهيكل ضمن التعددية يكون الحراك الشعبي عرضة للاستحواذ من احدى التيارات التي تتقاطع معه و هي مهيكلة”، موضحا انه “بذلك يكون الحراك الشعبي اليوم عرضة لشياطين التسعينات، و هو التطور الأسوأ، و ذلك -حسب راينا- لكون العوامل السياسية المؤثرة في تلك الفترة المؤلمة هي على نقيض الطابع الفريد غير العنيف و الجامع للحراك الشعبي”.

كما اكد البروفيسور شنوفي اننا لاحظنا داخل الحراك الشعبي نفسه “فكرة تولي الحكم من قبل مجموعة رئاسية دون انتخابات لكن دون التفكير في الطريقة التي يمكن فيها تشكيل هذه الرئاسة الجماعية”، و بالتالي كما قال فقد “تم الابتعاد عن الخط التونسي الاكثر اشراقا” و المتمثل في “اجراء التغيير بالوسيلة الديمقراطية الوحيدة و المشروعة في تفويض السلطة السياسية : الانتخابات”.

و تابع قوله “ابتعدنا عن هذا الطريق لنختار هيئات و صيغ انتقالية اختارتها المعارضات في البلدان التي اتجهت في الربيع العربي الى مستنقع الفوضى”.

و خلص في الاخير الى التأكيد على ان “الامل لازال قائما في رؤية الحراك الشعبي يعود الى جادة الصواب و يتجنب الاتجاه الغامض الذي يراد فرضه عليه، و من اجل ذلك فانه من الضروري ان يستعيد اصالته التي تضعه دون الجمود الموروث عن الماضي سواء من السلطة او المعارضة” و “التهيكل ضمن التعددية اي في اطار الاحترام التام للتنوع الايديولوجي و اللغوي الذي يميز المجتمع الجزائري”.

تجدر الاشارة الى ان الاكاديمي ميلود شنوفي هو استاذ في العلاقات الدولية بمدرسة القوات الكندية و احد كبار الباحثين بمدرسة الشؤون العامة و الدولية بجامعة تورينتو.

اقرأ المزيد