ولقي شخصان حتفهما بعدما حاصرتهما ألسنة النيران بكوخ لتربية الدواجن بأعالي قوراية (تيبازة) حيث شبت مساء أمس حرائق مهولة إمتدت لمناطق آهلة بالسكان فيما سجل عدد كبير من ضحايا الاختناقات جراء الدخان الكثيفي حسب ما علم من مصادر طبية.
و تسببت الحرائق التي تضاعفت حدتها بفعل الظروف المناخية المسجلة المتمثلة في سرعة رياح قوية مرفوقة بتيارات هوائية ساخنة في هلاك شخصين في الثلاثينات من العمر “ب م” و “خ ب” كانا يعملان بكوخ لتربية الدجاج بدوار مهابة -المنطقة الاكثر تضررا من الحرائق- باعالي قوراية قبل أن يتفاجئا بمحاصرة النيران للمنطقة ما تسبب في موتهما في عين المكاني إستنادا لذات المصدر.
ونقلت مصالح الحماية المدنية جثتي الضحيتين إلى مستشفى قوراية الذي إستقبل بدوره عدد معتبر من ضحايا الاختناقات و إصابات وصفت ب”الخفيفة” جراء الحرائق المهولة التي شبت منذ مساء أمس بغابات المنطقةي حسب ما علم لدى المؤسسة.
من جهتها، أكدت ادارة مستشفى قوراية في منشور على صفحتها الرسمية على الفايسبوك أنها قررت فتح جميع المصالح الاستشفائية لإستقبال ضحايا الاختناقات جراء الدخان الكثيف المنتشر بسبب الحرائق التي إمتدت لمناطق آهلة بالسكان.
وأضاف المصدر أنه تم تجنيد و استدعاء الفرق الطبية للتكفل بالمصابين بالاختناقات أو الحرائق أو الصدمات النفسية فيما تجند مدير الصحة الولائي شخصيا للوقوف على مدى التكفل بالمرضى.
كما تم–يضيف منشور المؤسسة الاستشفائية– الاستنجاد بأطقم طبية من مؤسسات استفتائية مجاورة على غرار شرشال و الداموس من أجل التكفل بالمرضى.
ومن جهتها تواصل فرق إخماد النيران عملها في ظل ظروف “صعبة للغاية” لا تساعد على التحكم في السنة النيران فيما تم إجلاء مواطنين من مساكنهم حماية لسلامتهم الجسدية.
و عطلت مصالح سونلغاز شبكة توزيع الكهرباء و الغاز –كإجراء احترازي– على بعض الأحياء التي اقتربت منها السنة النيران خوفا من تسجيل انفجارات أو حوادث.
كما إستقبلت في هذه الأثناء المؤسسة الاستشفائية بسيدي غيلاسي شرقي قواريةي حالات عديدة من الاغماءات
والاختناقات فيما تتواصل المجهودات التحكم في السنة النيران و منعها من وصول للسكنات خاصة بعد تسجيل وصولها لابواب مدينة قوراية.
و تسبب الدخان الكثيف للحرائق التي بلغت تخوم مدينة قوراية المعروف أنها تقع على سفوح غابات كثيفة في حالة من الهلع و الخوف وسط السكان رغم تجنيد الجميع من أجل إخماد النيران.
وقد بلغت ألسنة النيران بفعل سرعة الرياح و التيارات الهوائية الساخنة المسجلة لخمسة دواوير و هي إملحاين و نهاية و سعدون و اعاشورن و إزغران و واد السبت ما جعل السلطات المحلية تقدم على إجلاء بعض سكانها كإجراء احترازي .
باشرت مصالح محافظة الغابات بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية في عملية تجنيد واسعة من أجل التحكم في لهيب النيران و ضمان عدم وصوله الى المناطق الأهلة بالسكان.
و الى جانب الرتل المتنقل لمصالح الغابات تم تسخير جميع وحدات الحماية المدنية بولاية تيبازة قبل ان تتدعم بعناصر من الوحدة الوطنية للتدخل بالجزائر و البليدةاستنادا لذات المصالح.
ألسنة النيران تتلف 17 هكتار بوهران
وتسببت الحرائق الثلاثة التي اندلعت مساء الجمعة بعدد من غابات ولاية وهران في إتلاف 17 هكتار حسبما علم السبت من مصالح الحماية المدنية التي تحدثت عن حصيلة أولية.
وقد تم الانتهاء صبيحة السبت من عمليات إطفاء الحرائق الثلاثة “بنجاح” والتي شملت كل من غابات مداغ (غرب وهران) وطافراوي (جنوب الولاية) وكريستل (الجهة الشرقية) فيما تتواصل عملية مراقبة الوضعية حتى يتجنب معاودة اندلاع ألسنة النيران من جديد وفق ما ذكره نفس المصدر.
وتتعلق الحصيلة الأولية بالحريقين اللذان شبا بكل من غابتي طافراوي وكريستل (دائرة قديل) أين سجل بهما على التوالي ضياع 8 و9 هكتارات بينما تتم حاليا عملية جرد الخسائر بغابة مداغ حسبما أشار إليه ذات المصدر مبرزا أن الحوادث الثلاثة لم تتسبب في أي خسائر بشرية.
وقد ساعدت أحول الطقس لا سيما هبوب الرياح بولاية وهران من امتداد ألسنة النيران التي يتم التحقيق في ملابسات حدوثها يضيف نفس المصدر.
وقد تناقلت العديد من مواقع التواصل الاجتماعي سهرة الجمعة بعض المشاهد عن هذه الحرائق خاصة بغابة مداغ التي شهدت حريقا “مهولا” تسبب أيضا في عزل بعض الطرقات واضطرار المارين من سائقي السيارات الى تغيير المسار لا سيما وأن الحريق تزامن مع عطلة نهاية الأسبوع التي يقبل فيها العائلات على الغابة المذكورة للنزهة.
يذكر أن مصالح الحماية المدنية قد سخرت وسائل بشرية ومادية هامة لإطفاء هذه الحرائق، التي تمت تحت إشراف وتنسيق مديرها الولائي العقيد محفوظ سويكي، منها 27 شاحنة متعددة المهام وسيارات للدعم وأزيد من 100 عون تدخل من مختلف الرتب.
إخماد العديد من حرائق الغابات والأدغال عبر 8 ولايات