تيفاريتي (الاراضي الصحراوية المحررة) – دعت الجمعية اليابانية للصداقة مع الشعب الصحراوي، اليوم الجمعة، الأمم المتحدة لأن تتحمل مسؤوليتها وتلتزم بتعهداتها والوفاء بمسؤولياتها اتجاه قضية الصحراء الغربية بصفة تضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير ونيل الاستقلال.
وقال عضو بالجمعية اليابانية السيد ماساكي اينابي، في تصريح لوأج اليوم، على هامش اشغال المؤتمر ال 15 لجبهة البوليساريو الذي ينظم ببلدة تيفاريتي بالاراضي الصحراوية المحررة ان الجمعية اليابانية للتضامن مع الشعب الصحراوي تدعو الامم المتحدة لأن تتحمل مسؤوليتها وتلتزم بتعهداتها والوفاء بمسؤولياتها اتجاه تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في القارة الافريقية، من خلال تنظيم استفتاء تقرير المصير وفق ما تنص عليه قرارات ومواثيق الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي ذات الصلة و الشرعية الدولية.
وأرجع السيد إينابي، حالة الجمود الذي تشهده قضية الصحراء الغربية اليوم بالرغم من القرارات والمواثيق الاممية ذات الصلة التي تدعو بصراحة إلى تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير بإعتباره اقليم منفصل عن المغرب ويخضع للاستعمار، الى “تواطؤ بعض الدول الغربية مع المحتل المغربي والتي تسعى الى الحفاظ على مصالحها الاقتصادية في المنطقة”.
وأكد السيد اينابي، ان الجمعية اليابانية الفتية التي تأسست في يونيو الماضي اشتهرت وتدعمت اكثر بعد انعقاد منتدى الشراكة اليابانية-الافريقية في اغسطس الماضي، والذي ساهم بشكل كبير في التعريف اكثر بقضية الصحراء الغربية.
وأشار العضو المؤسس للجمعية، انه بعد ان كانت الحكومة اليابانية ترفض مشاركة وفد الصحراء الغربية في مختلف اللقاءات الدولية المنعقدة باليابان، إضطرت هذه السنة للرضوخ الى طلب الاتحاد الافريقي الذي فرض تواجد الوفد الصحراوي ضمن المشاركين الافارقة في المنتدى باعتبار انها، الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، عضو مؤسس في الاتحاد الافريقي.
واعتبر المتحدث مشاركة الوفد الصحراوي في المنتدي فرض قضية الصحراء الغربية كواقع لا بد من التعريف به كقضية تصفية استعمار في اليابان لاقى اهتماما خاصا من المجتمع المدني الياباني .
وابرز المتحدث أن الجمعية تتخذ ضمن أهدافها التنديد بوضعية حقوق الانسان المتردية في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية والنهب الغير شرعي للثروات الصحراوية من طرف المحتل المغربي، كما تطمح إلى تنظيم نشاطات سياسية من أجل الدفع بالحكومة اليابانية للتحرك وبذل جهود من أجل المساعدة في إيجاد حل عادل ونهائي للنزاع الصحراوي.
ووجه عضو الجمعية في هذا السياق نداء إلى الحكومة اليابانية للتحرك على مستوى سياستها الخارجية من أجل التخفيف من معاناة الشعب الصحراوي.
وأبرز المتضامن الياباني ان هناك “وعيا بدا يتبلور ويتشكل لدى عموم اليابانيين بأحقية القضية الصحراوية وهو ما تسعى اليه الجمعية باعتبارها تمثل المجتمع المدني الياباني لتوسيعه من خلال لم شتات كل المتضامنين والمرافعين على احقية القضية”.
وتوقعت كازومي ياماغوتشي احدى عضوات الجمعية، والتي لا يتعدى سنها ال 26 سنة، ان تتوسع رقعة الوعي الياباني حول احقية القضية الصحراوية في بلدها في المسقبل وهذا بالنظر الى طبيعة الشعب الياباني الذي “يرفض كل اشكال الاحتلال مهما كان نوعه”.
واكد أعضاء الجمعية انهم سطروا لسنة 2020 العديد من البرامج التوعية للتعريف والتحسيس بقضية الصحراء الغربية من خلال عقد لقاءات وتنظيم دورات تكوينية لفائدة المهتمين بالقضية لتشكيل “قاعدة تضامنية قوية مع القضية الصحراوية انطلاقا من اليابان”.
كما سيتم تنظيم نشاطات سياسية من أجل الدفع بالحكومة اليابانية للتحرك وبذل جهود من أجل المساعدة في إيجاد حل عادل ونهائي للنزاع .
== الصحراويون يعيشون كمواطنين من الدرجة الثانية في قلب ديارهم المسلوبة ==
ونددت عضوة بالجمعية اليابانية للصداقة مع الشعب الصحراوي ،كييكو تشينغو، بتردي أوضاع حقوق الانسان في الاراضي الصحراوية المحتلة جراء الاضطهاد المتواصل بكل انواعه الذي يمارسه الاحتلال المغربي ضد الشعب الصحراوي، بما فيه “الاعتقال التعسفي وحرمان الشعب من ابسط الحقوق الانسانية”.
إنها الصورة الحية التي لازالت عالقة في ذهن المناضلة اليابانية التي تمكنت بعد محاولات عدة لزيارة الأراضي الصحراوية الاولى خلال سنة 2007 حيث تفقدت مع وفد اسباني مدينتي العيون والسمارة المحتلتين لتعود بعد عشر سنوات سنة 2017 لتقوم بزيارة اخرى الى مدينة الدخلة المحتلة.
وأكدت الناشطة اليابانية أن اكثر شئ اذهلها هو “الصمود الذي ابداه الشعب الصحراوي وتشبت بحقه بالرغم من كل ممارسات العنف والترهيب والاضطهاد الذي يتفنن فيه المحتل المغربي ضد الشعب الاعزل”، مبرزة ان انتهاكات حقوق الانسان ما فتئت تتدهور في الاراضي المحتلة.
وسردت المناضلة اليابانية التجاوزات التي يعاني منها عموم الشعب الصحراوي من قبل النظام المغربي الذي يستخدم كل أساليب الإحتلال لإجبارهم على التزام بالصمت وعدم التعبير عن موقفهم من خلال تعريضهم للتعذيب والمساس بكرامتهم الانسانية لاسكات اصواتهم المطالبة بالاستقلال.
وأشارت الى ان المتتبع لمسار قضية الشعب الصحراوي من موقع الاحتلال يقف مندهشا امام صمود واستماتة هذا الشعب بالرغم من ما يعانيه الفرد الصحراوي وما يتعرض له من أساليب قمعية التي يعتمدها المحتل المغربي منذ اجتياحه لاراضي الساقية الحمراء ووادي الذهب.
وبالرغم من سياسة التضييق التي لاقتها السيدة تشينغو خلال زيارتها الاراضي الصحراوية غير انها تبقى من المتضامنين القلائل الذين تمكنوا من ولوج الأراضي المحتلة والوقوف على المعاناة الحقيقية للشعب الصحراوي وهو ما دفع بها فيما بعد لنقل شهاداتها الحية من خلال تأليف كتابين حول القضية ، واحد منهما تحت عنوان “على مسار المقاومة” والذي صدر مؤخرا.
إجماع من كبريات عواصم العالم على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير