ثورة التحرير المجيدة: “تسجيل عمليات عسكرية هامة بالولاية التاريخية الخامسة ليلة الفاتح نوفمبر 1954”

وهران – شهدت مختلف مناطق الولاية الخامسة التاريخية (ولايات الغرب الجزائري) ليلة أول نوفمبر عمليات عسكرية متنوعة تنفيذا لأوامر جبهة و جيش التحرير الوطني إيذانا باندلاع ثورة أول نوفمبر, حسبما ذكره الدكتور محمد بن جبور مدير مخبر البحث  في “تاريخ الجزائر مصادر وتراجم” بجامعة وهران 1 “أحمد بن بلة”.

و أشار الدكتور بن جبور في حديث لوأج إلى أن الشهيد بن عبد المالك رمضان الذي كلف من قبل الشهيد العربي بن مهيدي بالإشراف على تنظيم خلايا الثورة التحريرية بمنطقة مستغانم و ما جاورها نفذ رفقة عدد من المجاهدين حوالي الساعة العاشرة ليلا من يوم 31 أكتوبر 1954 عملية عسكرية ضد المعمرين الفرنسيين و مصالحهم بمنطقة سيدي علي بولاية مستغانم المنطقة الرابعة بالولاية التاريخية الخامسة.

و ذكر أنه تم خلال هذه العملية القضاء على أحد المعمرين الفرنسيين يدعى فرانسوا لوران و كان من اكبر الممثلين للقوات العسكرية للجيش الاستعماري. وقد سقط الشهيد بن عبد المالك رمضان في ميدان الشرف أربعة أيام بعد تنفيذ هذه العملية.

و في نفس الليلة بمدينة وهران خطط الشهيدان شريط علي الشريف و سويداني بوجمعة حسب ذات المتحدث لعملية ضد ثكنة عسكرية فرنسية بحي “كميل” (محي الدين حاليا) و اضطرا لإلغائها في اخر لحظة عندما اكتشف أمرهما, فبينما هما في طريقهما لتنفيذ العملية تفطن سائق السيارة التي كانت تقلهم لحديثهما بالعربية والتي كان يفهمها فحاول عند نزولهما تبليغ قوات الشرطة عنهما ما أدى بهما إلى تصفيته.

و أشار الدكتور بن جبور ايضا إلى عملية نفذها مجاهدون خلال ليلة أول نوفمبر 1954 ببلدية بوفاطيس بولاية وهران تم خلالها القضاء على أحد رجال الجيش الاستعماري و اغتنام سلاحه الثمين.

و في معرض حديثه استذكر ذات الباحث عملية حدثت ثمانية أيام بعد اندلاع الثورة بحي سيدي الهواري بوهران و تمثلت في قتل شرطيين فرنسيين على يد ابراهيمي عبد القادر الذي استشهد و الصايم اسماعيل الذي ألقى عليه القبض.

بدوره نفذ الشهيد أحمد زبانة رفقة مجموعة من المجاهدين عملية عسكرية بمحمية (ماردو) قرب مدينة سيق بولاية معسكر للاستيلاء على سلاح حراس الغابة لاستعماله في العمليات العسكرية المخطط لها, وهو ما تم فعلا حيث عادوا بالأسلحة المستولى عليها إلى موقعهم بمنطقة “غار بوجليدة” ببلدية “القعدة” التي تتبع حاليا لولاية معسكر, لكن سرعان ما كشفت قوات الجيش الفرنسية مكانهم و حاصرتهم لتندلع معركة أستشهد فيها عدد من المجاهدين و تم إلقاء القبض على أحمد زبانة الذي سجن إلى غاية تنفيذ حكم الإعدام فيه يوم 19 يونيو 1956.

و أشار الدكتور بن جبور إلى أن الولاية الخامسة التاريخية شهدت عمليات عسكرية و فدائية حتى قبل اندلاع ثورة أول نوفمبر و منها العملية التي نفذها المجاهد الراحل بن نعوم بن زرقة بمنطقة تيغنيف بولاية معسكر يوم 8 مايو 1945 تضامنا مع الجزائريين المشاركين في مظاهرات تمت بسطيف و قالمة و خراطة و مدن أخرى حيث قام بقطع أسلاك الهاتف في المنطقة الواقعة بين مدينتي تيغنيف و البرج بولاية معسكر و فر إلى مدينة وهران أين شارك بعد سنوات قليلة في عملية الهجوم التاريخي على بريد وهران.

و بخصوص الهجوم على بريد وهران الذي نفذ يوم 5 أبريل من سنة 1949 اعتبره ذات الباحث أول عملية عسكرية تحضيرا لثورة التحرير قادها المجاهدان حسين أيت أحمد و أحمد بن بلة وشارك فيها عدد من المجاهدين من بينهم أحمد زبانة و حمو بوتليليس و محمد خميستي و سويداني بوجمعة و بن نعوم بن زرقة حيث سمحت بالاستيلاء على مبالغ مالية كبيرة استعملت في شراء الأسلحة و الذخيرة من الخارج لتسليح الوحدات الأولى لجيش التحرير الوطني .

و ذكر الدكتور بن جبور بأن قيادة الولاية الخامسة التاريخية التي قدمت قوافل من الشهداء في سبيل استقلال الجزائر وقد تداول عليها الشهيد العربي بن مهيدي ثم المجاهد عبد الحفيظ بوصوف ثم الرئيس الراحل هواري بومدين قبل أن تسند إلى الشهيد العقيد لطفي ثم المجاهد بن حدو بوحجر إلى غاية الاستقلال.