بيتكوفيتش يُعيد رياض محرز: الاستعدادات تنطلق للمواجهات الإفريقية

في خطوة جديدة نحو التحضير لتصفيات كأس أمم إفريقيا 2025، أتمّ المدرب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش تحديد قائمة اللاعبين الذين سيتم استدعاؤهم للمشاركة في تربص شهر سبتمبر المقبل. تأتي هذه القائمة استعداداً للمباراتين الهامتين ضد غينيا الاستوائية وليبيريا، حيث ستقام الأولى بملعب ميلود هدفي بوهران في 5 سبتمبر، فيما ستُجرى الثانية بملعب المنتخب الليبيري في 10 سبتمبر.

يُنتظر أن يعلن بيتكوفيتش عن القائمة الكاملة للاعبين في ندوة صحفية ستعقد يوم الخميس المقبل بقاعة المحاضرات لملعب نيلسون مانديلا بالعاصمة. ومن بين الأسماء البارزة في هذه القائمة، يعود نجم أهلي جدة السعودي، رياض محرز، إلى صفوف المنتخب الوطني بعد غياب طويل. يذكر أن آخر مشاركة لمحرز كانت تحت قيادة المدرب السابق جمال بلماضي في كأس أمم إفريقيا الأخيرة التي أُقيمت في كوت ديفوار، والتي شهدت خروج المنتخب الوطني من الدور الأول.

محرز يعود بعد غياب: لقاء حاسم بين بيتكوفيتش ونجم “الخضر”

شهدت الفترة الأخيرة لقاءً حاسماً بين فلاديمير بيتكوفيتش ورياض محرز في أحد فنادق مدينة جدة السعودية. يبدو أن هذا اللقاء أعاد المياه إلى مجاريها بين الطرفين، خاصة بعد التوتر الذي شاب العلاقة خلال التربص الأخير للمنتخب الوطني. كانت تصريحات محرز حينها قد أثارت جدلاً واسعاً، حيث أشار إلى أنه كان يأمل في الانضمام للمنتخب، لكنه لم يتلق أي إشعار من المدرب أو الاتحاد الجزائري لكرة القدم، مما أثار الشكوك حول وجود مؤامرة ضده.

وخلال الاجتماع الذي دام قرابة الساعتين، أعرب بيتكوفيتش عن رغبته في الاستفادة من خبرة محرز في المواجهات القادمة، مؤكداً أن الجميع في المنتخب والاتحاد الجزائري يرحبون بعودته. من جانبه، أكد محرز استعداده لتقديم كل ما لديه لخدمة المنتخب الوطني، مشدداً على أن تلبية دعوة الجزائر شرف له ولعائلته.

غيابات وتحديات: بلايلي خارج الحسابات وبراهيمي في موقف غامض

بينما يعود رياض محرز إلى صفوف المنتخب، فإن غياب يوسف بلايلي، الذي عاد مؤخراً إلى الترجي التونسي، يبقى مستمراً. لم يدرجه بيتكوفيتش ضمن خياراته لهذه المرحلة، ويرجح أن يوضح الأسباب خلال الندوة الصحفية المرتقبة يوم الخميس.

على الجانب الآخر، ستشهد قائمة اللاعبين استمرار غياب ياسين براهيمي، الذي لم يتمكن حتى الآن من العثور على فريق جديد بعد انتهاء عقده مع فريقه السابق. بالرغم من ذلك، يُتوقع أن تكون معظم العناصر التي شاركت في التربص الأخير حاضرة في تربص سبتمبر، بما في ذلك رامز زروقي وإسماعيل بن ناصر.

برنامج التحضيرات: استعدادات مكثفة في سيدي موسى ووهران

من المقرر أن يبدأ اللاعبون المدعوون للتربص بالتوافد على المركز التقني بسيدي موسى ابتداءً من يوم الاثنين المقبل، حيث ستستمر التحضيرات حتى موعد السفر إلى وهران صباح الأربعاء. سيخوض المنتخب الوطني المباراة الأولى ضد غينيا الاستوائية على ملعب ميلود هدفي في تمام الساعة الثامنة ليلاً يوم الخميس. وبعد المباراة، سيعود الفريق مباشرة إلى العاصمة لمواصلة التحضيرات، استعداداً للمواجهة الثانية ضد ليبيريا على أرضية ملعب معشوشبة اصطناعياً.

تجدر الإشارة إلى أن التحضير على أرضية معشوشبة اصطناعياً يأتي ضمن استراتيجية المدرب بيتكوفيتش لتأقلم اللاعبين مع الظروف التي سيواجهونها في ليبيريا، حيث ستُجرى المباراة في ظروف مشابهة. من المتوقع أن يسافر المنتخب الوطني إلى ليبيريا في 8 سبتمبر، على أن تُقام المباراة يوم 10 من نفس الشهر في تمام الساعة الخامسة مساءً بتوقيت الجزائر.

آمال الجماهير وتطلعات المنتخب

تتجه أنظار الجماهير الجزائرية نحو هذه التحضيرات بكثير من الاهتمام، حيث يتطلع الجميع إلى رؤية أداء منتخب “الخضر” تحت قيادة بيتكوفيتش في هذه المرحلة الحساسة من التصفيات. يُعول الكثيرون على عودة رياض محرز وخبرته الدولية الكبيرة في تعزيز حظوظ المنتخب الوطني لتحقيق نتائج إيجابية في المباريات القادمة، والعودة بقوة إلى الساحة الإفريقية بعد النكسة التي شهدتها المشاركة الأخيرة في كأس أمم إفريقيا.

بالمقابل، يترقب الشارع الرياضي الجزائري ما ستسفر عنه اختيارات بيتكوفيتش النهائية، خصوصاً فيما يتعلق بالغيابات المحتملة لبعض اللاعبين الرئيسيين، وكيف سيؤثر ذلك على أداء الفريق. يبقى السؤال مفتوحاً حول قدرة المنتخب الوطني على تجاوز التحديات الراهنة، واستعادة مكانته كواحد من أبرز المنتخبات على الساحة الإفريقية.