بفضل الإنتاج الوطني: تخفيضات تصل إلى 20% في أسعار الأدوات المدرسية

بفضل الإنتاج الوطني: تخفيضات تصل إلى 20% في أسعار الأدوات المدرسية - الجزائر

يشهد سوق الأدوات المدرسية في الجزائر تحولات كبيرة، حيث تمكنت البلاد من تحقيق إنجازات ملحوظة في مجال التصنيع المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد. أكد أحمد مقراني، المدير العام لضبط النشاطات وتنظيمها بوزارة التجارة وترقية الصادرات، أن هذا القطاع شهد تحولاً كبيراً، حيث انتقل أكثر من 25 مستورداً للأدوات المدرسية إلى الإنتاج المحلي. هذا التحول ساهم بشكل كبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي لبعض المستلزمات المدرسية، والتقليل من تكلفة الاستيراد التي كانت تثقل كاهل الاقتصاد الوطني.

قفزة نوعية في الإنتاج المحلي

وأوضح مقراني، في تصريحات للإذاعة الجزائرية، أن عدد منتجي الأدوات المدرسية محلياً قد ارتفع بشكل ملحوظ ليصل إلى 66 منتجاً موزعين عبر مختلف مناطق البلاد. هذا التوسع في الإنتاج المحلي ساعد في تحقيق تغطية كاملة لاحتياجات السوق الوطني في نحو سبعة منتجات مدرسية، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 22 منتجاً في المستقبل القريب. وأشار المسؤول إلى أن المنتجات المحلية تتميز بجودتها العالية وتنافسيتها الكبيرة، مما يجعلها خياراً مفضلاً لدى المستهلكين.

استيراد محسوب وموجه

رغم التوجه نحو تعزيز الإنتاج المحلي، لم تغفل الوزارة الحاجة إلى استيراد بعض المستلزمات المدرسية التي لا تزال غير متوفرة محلياً بكميات كافية. لذا، قامت الوزارة منذ شهر فيفري الماضي بمنح وتجديد رخص التوطين البنكي لـ110 مستوردين، وذلك في إطار التحضيرات المكثفة للدخول المدرسي 2024-2025. هذا الإجراء يضمن توافر الكميات المطلوبة من الأدوات المدرسية في الوقت المناسب، ويعكس توازناً بين الإنتاج المحلي والاستيراد الموجه.

مبادرات لضبط الأسعار ودعم الأسر

في سياق متصل، وللتخفيف من أعباء تكاليف الأدوات المدرسية على الأسر الجزائرية، قامت الوزارة بتنظيم ما لا يقل عن 182 تظاهرة اقتصادية لبيع الأدوات المدرسية على المستوى الوطني. شارك في هذه الفعاليات نحو 1600 متعامل اقتصادي، مما ساهم في تقريب المنتجين والمستوردين من المستهلكين. وتهدف هذه المعارض الجوارية إلى توفير مختلف السلع المدرسية بأسعار معقولة تناسب مختلف فئات المجتمع. وأشار مقراني إلى أن هذه الفعاليات سجلت تخفيضات تتراوح بين 15 و20 بالمائة، مما يساهم في تخفيف العبء المالي على الأسر الجزائرية مع اقتراب موسم الدخول المدرسي.

نحو مستقبل مشرق للصناعة المحلية

إن التحول الكبير في سوق الأدوات المدرسية يعكس رؤية الجزائر لتعزيز الإنتاج المحلي والاعتماد على الموارد الداخلية. مع استمرار زيادة عدد المنتجين المحليين وتحسن جودة المنتجات، من المتوقع أن تشهد الجزائر مزيداً من الانخفاض في الاعتماد على الاستيراد، مما يعزز الاقتصاد الوطني ويخلق المزيد من فرص العمل.

ويمكن القول إن هذا التحول ليس فقط نجاحاً اقتصادياً، بل هو خطوة نحو تعزيز السيادة الاقتصادية للبلاد. ومع الدعم المستمر من الحكومة للمنتجين المحليين وتحفيز الابتكار والتطوير، فإن مستقبل صناعة الأدوات المدرسية في الجزائر يبدو مشرقاً ويعد بمزيد من الإنجازات في السنوات المقبلة.

تعتبر جهود الجزائر في تعزيز الإنتاج المحلي للأدوات المدرسية نموذجاً يُحتذى به في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الواردات. ومع التوجه المستمر نحو تحسين الجودة وزيادة التنافسية، فإن الصناعة المحلية للأدوات المدرسية تعد بمزيد من التطور والنمو، مما يعزز الاقتصاد الوطني ويدعم الأهداف التنموية للبلاد.