تسعى الجزائر جاهدة لتعزيز قدراتها في مجال الإحصائيات من خلال وضع استراتيجيات وطنية تهدف إلى تحسين الجودة والدقة في المعلومات الاقتصادية والاجتماعية. في هذا السياق، أكد عميد كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير بجامعة البليدة 2، الدكتور محمد غردي، أن هذه الجهود بدأت بالفعل منذ عام 2022. جاء ذلك خلال مداخلته في الملتقى الدولي لرقمنة نظم المعلومات المحاسبية القطاعية، الذي عُقد في جامعة البليدة 2، حيث تناول الموضوعات المتعلقة بتطوير المنظومة الإحصائية في البلاد.
الإحصائيات كأداة للتنمية
يعتبر الإحصاء ركيزة أساسية لأي سياسة تنموية، حيث يساعد في توجيه القرارات الاستراتيجية وتقييم الأثر الفعلي للبرامج والمبادرات الحكومية. وأوضح الدكتور غردي أن المجلس الوطني للإحصاء يركز حالياً على بناء منظومة إحصائية ذات جودة عالية، قادرة على تلبية احتياجات مختلف القطاعات. وأشار إلى أن الهدف الرئيسي هو ضمان الوصول إلى معلومات دقيقة وأرقام حقيقية تعكس الوضع الاقتصادي والاجتماعي في الجزائر.
ملتقى دولي لرقمنة نظم المعلومات
في إطار دعم هذه الجهود، عُقد الملتقى الدولي لرقمنة نظم المعلومات المحاسبية القطاعية، الذي شهد مشاركة عدد من الأكاديميين والخبراء في المجال. وأكد رئيس الملتقى، الدكتور رحمون، أن الهدف من هذا اللقاء هو المساهمة في بناء قاعدة بيانات تزوّد الديوان الوطني للإحصائيات بمعلومات قيمة، تساعد في اتخاذ القرارات الاستراتيجية. وأوضح أن هذه القاعدة تهدف إلى إنشاء “مركزية القوائم المالية للمؤسسات الاقتصادية” مستفيدين من التجارب العالمية الناجحة في هذا المجال.
أهمية الرقمنة في تحسين الجودة
تحدث الدكتور رحمون أيضاً عن ضرورة الاعتماد على الرقمنة كأداة أساسية لتحسين جودة المعلومات. وأكد أن الرقمنة لم تعد خيارًا، بل أصبحت حتمية للوصول إلى معيار الجودة المطلوبة. حيث أشار إلى أن المعلومات المحاسبية يجب أن تُعالج في شكل برامج معلوماتية، مما يسهل نقلها إلى القاعدة المركزية للإحصائيات. وأوضح أن النتائج ستساهم في تحقيق السرعة والثقة في المعلومات المتاحة، مما يُعزز قدرة المؤسسات على اتخاذ قرارات مبنية على بيانات دقيقة وموثوقة.
التوجه نحو المستقبل
تتجه الجزائر نحو تطوير استراتيجيات وطنية تستهدف تحسين النظام الإحصائي، حيث تمثل هذه الجهود خطوة مهمة نحو تحقيق التنمية المستدامة. ويؤكد الخبراء على ضرورة الاستمرار في تحديث وتطوير الأساليب المستخدمة في جمع وتحليل البيانات، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والحكومية لتحقيق أهداف التنمية.
تُعتبر هذه المبادرات جزءًا من رؤية الجزائر المستقبلية، التي تهدف إلى تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال تحسين جودة البيانات الإحصائية. وتظهر التوجهات الجديدة في تطوير نظم المعلومات أهمية الاستجابة السريعة لاحتياجات المجتمع والاقتصاد، ما يدعم قدرة البلاد على مواجهة التحديات المختلفة.
في الختام، تعد الجهود المبذولة لتحسين نظم الإحصاء في الجزائر جزءًا أساسيًا من استراتيجية التنمية الشاملة. مع استمرار التركيز على الرقمنة وتحسين جودة المعلومات، يُمكن للجزائر أن تُعزز من قدرتها على اتخاذ قرارات استراتيجية مبنية على بيانات دقيقة، مما يُساهم في تحقيق التنمية المستدامة ورفع مستوى الحياة للمواطنين.
بهذا، فإن الجزائر تسير بخطى ثابتة نحو بناء مستقبل أفضل، حيث يُعتبر الإحصاء والبيانات الدقيقة أدوات أساسية لتحقيق الأهداف التنموية المنشودة.
اقتناء و تركيب معدات من أجل رقمنة الأرشيف السمعي البصري