الدعوة بإسبانيا لتوسيع مهام بعثة “المينورسو” لتشمل حقوق الانسان في الاراضي الصحراوية المحتلة  

مدريد – دعا رئيس اتحاد المنظمات غير الحكومية الداعمة للاجئين الصحراويين, كارميلو راميريز ماريرو, الى ضرورة  توسيع مهمة بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية (المينورسو), لتشمل مسألة احترام حقوق الإنسان في الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية, منددا من جهة اخرى ب”الهشاشة الشديدة” التي يعاني منها اللاجئون الصحراويين في ظل تراجع المساعدات الدولية بنسبة 30 بالمائة.

وخلال مداخلة له أمام لجنة التعاون الدولي من أجل التنمية في الكونغرس الاسباني, دعا السيد كارميلو راميريز ماريرو, الى ضرورة توسيع مهام بعثة (المينورسو) لتكون في خدمة احترام حقوق الإنسان و”ليس في عطلة” بالمنطقة, لا سيما في ظل سياسة القمع التي تمارسها سلطات الاحتلال المغربي ضد الشعب الصحراوي.

كما دعا رئيس الاتحاد, بعثة (المينورسو), أيضا للعمل على مواجهة نهب المغرب المتواصل للثروات الطبيعية للصحراء الغربية, الى جانب مراقبة مختلف الاتفاقيات الموقعة في هذا الشأن بين المملكة والاتحاد الأوروبي والتي “تزيد من تفاقم الوضع”, على حد قوله.

وأكد رئيس الاتحاد, أن “المغرب يحتجز هذا الإقليم كرهينة’ ولا يسمح بوفود المراقبين الدوليين لولوج الأراضي المحتلة, بل يحرص على طرد كل من يتسلل الى الاقاليم المحتلة من أجل الوقوف على وضعية حقوق الانسان فيها”, مشددا على أن “القمع القاسي الذي يعاني منه السكان الصحراويون” و”الضغط القوي جدا الذي يمارسه مئات الآلاف من المستوطنين المغاربة يجعلون الحل السلمي للنزاع مستحيلا”.

وناشد راميريز, بشكل أساسي, إسبانيا لتلعب دورا في مواجهة “عرقلة المغرب الممنهجة” للامتثال لقرارات الأمم المتحدة, وأشار إلى أنه “لم تمتثل أي حكومة إسبانية منذ 60 عاما لالتزاماتها القانونية والسياسية والأخلاقية” تجاه الصحراء الغربية.

هذا وخلال حديثه عن وضعية اللاجئين الصحراويين الذين يعتبرون من أقدم حالات اللجوء في العالم, ندد رئيس إتحاد المنظمات غير الحكومية الداعمة للاجئين الصحراويين بـ “الهشاشة الشديدة” التي يعاني منها اللاجئون الصحراويين في ظل تراجع المساعدات الدولية بنسبة 30 بالمائة, مقابل ارتفاع أسعار المواد الغذائية في السوق الدولية, حاثا الحكومة الاسبانية لتوجيه 20 مليون يورو ثابتة كل عام “لتغطية احتياجاتهم الأساسية” .

وفي مداخلته أمام لجنة التعاون الدولي من أجل التنمية, حذر راميريز ماريرو, من الوضع “الخطير” للاجئين الصحراويين بعد تقليص المساعدات الإنسانية الدولية خلال العامين الماضيين.          

وأبرز بأن احتياطيات الهلال الأحمر الصحراوي “قد استنفذت” وباتت غير كافية, سوى لسد احتياجات 133 ألف شخص من أصل حوالي 200 ألف لاجئ تقريبا, يتواجدون في المخيم, وهذا في ظل نقص في المواد الغذائية الأساسية, مبديا في هذا الشأن “تأسفه”, لنقص 30 في المائة من مواد الشعير والأرز والعدس ودقيق القمح, والتي تعتبر المواد الغذائية الأساسية الوحيدة التي يتغذى عليها سكان المخيمات.

وفي هذا الصدد, حذر من جهته المنسق العام لمؤسسة “موندوبات”, أنطونيو خوسيه مونتورو, من أن سوء التغذية المزمن لدى الأطفال قد ازداد بنسبة تزيد عن 50 بالمائة في السنوات الست الماضية وأن 30 بالمائة من الأطفال يعانون من نقص في الغذاء الذي يزداد سوءا.

بالإضافة إلى ذلك, أشار راميريز إلى أن تقليص المساعدات الدولية تجري في سياق دولي “تضاعفت فيه النزاعات المسلحة” مما أدى إلى انخفاض الموارد المخصصة للشعب الصحراوي, على الرغم من أن المساعدات غير كافية أصلا.

للإشارة, أظهرت أحدث الدراسات الاستقصائية التي أجراها برنامج الأغذية العالمي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين “تدهور المؤشرات الغذائية, لا سيما معدل فقر الدم بين النساء الحوامل والمرضعات وتوقف النمو لدى الأطفال دون سن الخامسة”.

كما سجلت الدراسة أن تضاعف الأزمات على المستوى العالمي كان له تأثير على تمويل البرامج من قبل الوكالات الإنسانية مع تخفيض نشاط المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بنسبة 20 بالمائة في عام 2024 في جميع القطاعات الأساسية مثل الصحة والمياه والتعليم.

تجدر الاشارة الى أن اتحاد المنظمات غير الحكومية الداعمة للاجئين الصحراويين, كان قد أطلق في مارس الماضي, نداء للمجتمع الدولي والجهات المانحة ووكالات التعاون, للاستجابة بطريقة “منسقة” لحالة الطوارئ الغذائية للاجئين الصحراويين, في ظل تراجع المساعدات و ارتفاع أسعار المواد الغذائية في السوق الدولية.