الحواضر الجزائرية شكلت عامل استقرار وانسجام اجتماعي على مر العصور

الحواضر الجزائرية شكلت عامل استقرار وانسجام اجتماعي على مر العصور - الجزائر
الحواضر الجزائرية شكلت عامل استقرار وانسجام اجتماعي على مر العصور

أدرار- أكد مشاركون في ملتقى أكاديمي نظم يوم الأربعاء بجامعة أدرار, أن الحواضر الجزائرية شكلت عامل استقرار وانسجام اجتماعي على مر العصور.

وتطرق أكاديميون من باحثين وأساتذة في هذا اللقاء إلى مختلف الحواضر القديمة المنتشرة عبر التراب الجزائري, و إبراز مدى تأثيرها و تأثرها بالحواضر المجاورة لها من خلال سرد شواهد عن مظاهر حياة السكان في تلك المراحل من حيث علاقاتها الاجتماعية وأنماطها العمرانية.

وفي هذا الجانب, أوضح رئيس اللجنة العلمية للملتقى, باعثمان عبد الرحمن, من جامعة أدرار, أن الحواضر الجزائرية شكلت عبر تاريخها القديم مركز ثقل حضاري هام, حيث أهلها موقعها الجغرافي المتوسط لبلاد المغرب وإطلالتها على الواجهة البحرية والمتوسطية وكذا الساحل الإفريقي من أن تكون مصدر إشعاع فكري وحضاري على القارات المجاورة.

وساهمت هذه العوامل – كما أضاف المتدخل– في تكريس دور الحواضر الجزائرية كمصدر إشعاع فكري من خلال نشر الدعوة الإسلامية و الطرق الصوفية في بلاد الأندلس و العمق الإفريقي , مما يستدعي – حسبه– تسليط الضوء على خصائص الحواضر الجزائرية لتعزيز الثقة بالتراث الجزائري و إحياء دور الحواضر الجزائرية بما يعزز اللحمة الوطنية.

ومن جانبه, استعرض عميد كلية العلوم الإنسانية والإجتماعية والعلوم الإسلامية بذات الجامعة, الحمدي أحمد, في مداخلته عينة من الحواضر الجزائرية التي تركت بصمتها عبر مراحل التاريخ على غرار مدينة سيفار التي تعد أكبر مدينة للكهوف بمنطقة جانت الطاسيلي وتيمقاد و بطيوة و شرشال وتلمسان وتيهرت وتوات, حيث تنوعت بين حواضر تاريخية ودينية وسياسية.

وبدوره تطرق الأستاذ التجاني لعمودي من جامعة الوادي, إلى دور عمارة المساجد في الحواضر الصحراوية (حاضرة تماسين بإقليم وادي ريغ نموذجا) متناولا نموذج مسجد عبد الله المغراوي, مبينا مدى ارتباط العمران الديني بمنطقة وادي سوف بالمناطق المجاورة.

ومن جهتها, سلطت الأستاذة يمينة بن صغير حضري من جامعة غرداية, الضوء على حاضرة مدينة سدراته بالجنوب الشرقي الجزائري, مشيرة إلى أن الجنوب كان دائما ملاذا للفارين من جبروت الحكام, مما جعلها منطقة ذات حركية تجارية دائمة باتجاه بلاد السودان.

وأضافت المتحدثة ذاتها أن إقليم وادي مية يعد من أهم أقاليم الجنوب الشرقي وكان له بعده التاريخي والحضاري ممثلا بعاصمته “وارجلان” أو “وراكالا” كما جاء ذكرها على لسان ابن خلدون, حيث تتمركز بموقع استراتيجي هام ضمن ما يعرف بطريق الذهب لذا اختارها عاصم السدراتي أول محطاته لنشر المذهب الإباضي منذ القرن الثاني الهجري لتستمر هذه العلاقة بعد قيام الدولة الرستمية بتيهرت ( تيارت حاليا), حيث أصبحت وارجلان مركزا هاما من مراكز الإباضية في المغرب الأوسط.

وتتواصل أشغال اللقاء بمعالجة عديد المحاور التي تتناول الدور الذي قامت به الحواضر الجزائرية في مختلف أبعادها المغاربية والمتوسطية والإفريقية من خلال التطرق إلى أنظمتها الاجتماعية والسياسية وأنماطها العمرانية عبر مختلف مراحل التاريخ.