الحفاظ على الذاكرة الوطنية: “شباب سفراء الذاكرة” محور ندوة وطنية إفتراضية

الحفاظ على الذاكرة الوطنية: "شباب سفراء الذاكرة" محور ندوة وطنية إفتراضية

الجزائر- نظم المجلس الأعلى للشباب, مساء يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة, ندوة وطنية إفتراضية “شباب سفراء الذاكرة”, في سياق الإحتفال بالذكرى ال62 لعيدي الإستقلال والشباب.

و تندرج الندوة في إطار “تعزيز قيم المواطنة والحفاظ على الهوية والذاكرة الجزائرية لدى فئة الشباب”, و تهدف إلى إبراز دور الشباب الجزائري في الحفاظ على الذاكرة الوطنية وتعزيز قيم الانتماء والمواطنة الإيجابية لديهم.

وشكلت الندوة التي حضرها وزير المجاهدين و ذوي الحقوق, العيد ربيقة ورئيس المجلس الأعلى للشباب, مصطفى حيداوي, فضاء حواريا تفاعليا جمع مجموعة من الشباب من بعض ولايات الوطن مع ممثل الحكومة ومجموعة من المؤرخين والمهتمين بموضوع الذاكرة والتاريخ في الجزائر.

و في هذا الشأن, أكد السيد ربيقة أن شباب الجزائر “برهن على الوفاء الفعلي لحلم الشهداء, ولبيان أول نوفمبر الذي شكل منعطفا فارقا في مسيرة بلادنا، فرسم مرجعيتها في بناء الدولة الوطنية, عن طريق إسهامهم الفعلي بعد استرجاع السيادة الوطنية في تسيير شؤون البلاد وتعزيز أركانها, والحفاظ على مؤسساتها”.

و حسب السيد ربيقة فإن “إيمان رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بسواعد الشباب للمساهمة في ترقية القيم الوطنية والحس المدني والتضامن الاجتماعي الذي يخدم هوية الدولة الجزائرية وسيادتها الكاملة, إنما يؤكد على ثقة الدولة وتبنيها لكيانهم الداعم ككفاءات خلاقة في مواجهة مخططات ضرب الهوية والقيم ومساهمتهم في الإشعاع الثقافي للبلاد و في تمجيد تاريخها”.


اقرأ أيضا:      ذاكرة وطنية: المجلس الأعلى للشباب يعلن عن إطلاق مبادرة “شباب سفراء الذاكرة”


واعتبر الوزير في هذا السباق بأن شباب الجزائر ومن خلال المجلس الأعلى للشباب “مدعوون للإسهام في ترسيخ سلوك المواطنة, وتنمية قدرات الشباب, وتشجيع التطوع والتكافل الاجتماعي، وترقية النشاطات الثقافية والعمل على تحفيز الهمم، وإذكاء الحماس الوطني”.

ودعا بالمناسبة, كل شاب جزائري من خلال المجلس  للمساهمة في ” تحصين الذاكرة الوطنية عبر الاستثمار في جودة وعي المواطنة, وترسيخ ثقافة التطوع والبذل والعطاء للوطن”.

وتابع السيد ربيقة مؤكدا: “الجزائر اليوم بحاجة ماسة إلى جهود كل أبناءها لحفاظ على المكتسبات التي تحققت بفضل تضحيات جسام”.

أما السيد حيداوي فقد أبرز من جهته أهمية الندوة كونها تعكس “انخراط الشباب في مسعى الحفاظ على الرصيد الكبير الذي يشكل –كما قال– المنهج الأساسي للشعب الذي يواصل النضال من اجل الحفاظ على سيادة البلاد”.

وعبر رئيس المجلس في هذا المجال عن قناعته بأن الشباب الجزائري “يلتفت للذاكرة الوطنية ويعتقد بأنه تقع على عاتقه مسؤولية لا تقل عن مسؤولية المؤسسات الرسمية من اجل الحفاظ على الذاكرة والهوية الوطنية”.

وضمن مسعى الانخراط في تحقيق هذه الرسالة الوطنية, أعلن السيد حيداوي عن اطلاق مبادرة “شباب سفراء الذاكرة” بهدف المساهمة الفعالة في الحفاظ على الذاكرة الوطنية و تعزيز مفهوم تبني ثقافة الاهتمام بالتاريخ الوطني وتبليغه للأجيال الصاعدة”.

وأبرز بالمناسبة أهمية مواقع التواصل الاجتماعي والفضاءات الافتراضية في تبليغ رسالة الثورة وتمكين الشباب من المساهمة في الحفاظ على ذاكرة الأمة و موروثها التاريخي.

من جانبه، تحدث ممثل وزيرة الثقافة و الفنون, السيد جمال يحياوي عن دور قطاع الثقافة في مجال الحفاظ على الإرث التاريخي الجزائري وتفعيل آليات ربط الشباب بذاكرته الوطنية، قائلا بأن هذه الجهود”تتقاطع مع جهود الكثير من القطاعات خاصة, وزارة المجاهدين باعتبارها راعية لهذه الذاكرة “.

وأضاف بأن فئة الشباب “دائما في طليعة عمل واهتمام القطاع, مع التركيز على البعد الوطني و التراثي ذي العلاقة بالذاكرة”، لافتا إلى أن وزارة الثقافة”تساهم في دعم المشاريع سواء كانت سمعية بصرية أو أفلام وأشرطة وثائقية والتي تركز على البعد التاريخي وصون الذاكرة”.

ولم يفوت السيد يحياوي الفرصة ليشدد على أهمية استغلال الوسائط التكنولوجية من طرف الشباب خدمة للذاكرة الوطنية و الحفاظ على الهوية في ظل متغيرات متعددة داخلية وخارجية.

هذا وتمحورت مداخلات المشاركين في الندوة من شباب وأساتذة حول “محطات من الذاكرة تبرز مساهمة الشباب في بناء الدولة الجزائرية ومؤسساتها”, “التجارب الشبابية حول توثيق التاريخ والتراث الثقافي”، إضافة إلى “دور إستعمال الوسائط الرقمية في تعزيز عملية توثيق الذاكرة”, “الشباب الجزائري سفراء للذاكرة .. تواصل الأجيال”.

اقرأ المزيد