الجمارك الجزائرية تعتمد نظام “ALCES” الرقمي لتحسين الخدمات

الجمارك الجزائرية تعتمد نظام “ALCES” الرقمي لتحسين الخدمات - الجزائر

أطلقت المديرية العامة للجمارك الجزائرية بقيادة اللواء عبد الحفيظ بخوش، يوم السبت، نظامًا معلوماتيًا جديدًا يهدف إلى تحسين سرعة وكفاءة معالجة عمليات عبور المسافرين وتسهيل جمركة السيارات. جاء هذا الإعلان خلال يوم إعلامي نظّمته الجمارك حول الربط البيني للنظام المعلوماتي الجمركي والمنصة الرقمية المينائية لتبادل البيانات.

تفاصيل النظام الجديد

أوضح اللواء بخوش في كلمته أن هذا النظام المعلوماتي المبتكر يشمل عدة خدمات إلكترونية من بينها التصاريح الإلكترونية للعملة الصعبة وسندات العبور للمركبات، بالإضافة إلى تبسيط الأنظمة الجمركية المتعلقة بالمسافرين. وبيّن أن النظام يهدف إلى تحقيق تطور ملحوظ في معالجة المعاملات الجمركية، من خلال تسريع الإجراءات وتحسين الشفافية.

تحسينات في العمل الجمركي

أكّد اللواء بخوش أن الجمارك الجزائرية تعمل حاليًا على اتخاذ كل التدابير التقنية والإدارية لضمان تفعيل النظام في أقرب وقت. فيما يُواصل الفريق التقني العمل على تطوير البرمجيات النهائية المتبقية التي ستسمح بتنفيذ المشروع بالكامل بحلول نهاية العام.

إحصائيات حول النظام

منذ إطلاق النظام الجديد في نوفمبر 2023، تم تسجيل 168 ألف تصريح جمركي حتى سبتمبر الجاري. وأوضح بخوش أن 70% من التصاريح الجمركية تُسجّل الآن عبر النظام الجديد المعروف باسم ALCES، بينما تُستخدم النسخة القديمة SIGAD في 30% من العمليات. يُظهر هذا التحول التدريجي اهتمامًا بتحديث الأدوات الجمركية وتحسين التفاعل الرقمي.

استراتيجية متكاملة للجمارك الجزائرية

يأتي هذا النظام في إطار استراتيجية أوسع تتبناها الجمارك الجزائرية لتعزيز الرقابة ومكافحة الغش والتهريب. وتسعى الجمارك من خلال هذه المنصة الرقمية إلى تحقيق التكامل بين نظامها المعلوماتي والأنظمة الخاصة بالوزارات والإدارات الحكومية التي تصدر التراخيص والشهادات المتعلقة بعمليات الاستيراد والتصدير.

تجارب الربط البيني

أفاد اللواء بخوش أن أولى التجارب للربط البيني للوثائق الإدارية بدأت في جويلية 2024 بالتعاون مع وزارات التجارة، الفلاحة، والصناعة. ويُنتظر أن يشمل هذا الربط باقي الإدارات المعنية بحلول النصف الأول من 2025، مما يسهم في تعزيز الرقابة الجمركية وتوفير بيئة رقمية أكثر تطورًا ومرونة.

تأثيرات اقتصادية واستراتيجية

يُتوقع أن يحقق هذا النظام فوائد ملموسة على مستوى الاقتصاد الرقمي الجزائري من خلال تسريع إجراءات الجمركة وتقليل الزمن المستغرق لإتمام المعاملات. ويعزز النظام الجديد من قدرة السلطات الجمركية على مراقبة تحركات البضائع والأفراد بدقة أكبر، مما يسهم في مكافحة الأنشطة غير القانونية مثل التهريب والغش التجاري.

الشباك الموحد

أشار بخوش إلى أن الربط البيني للمنصة الرقمية في إطار الشباك الموحد، سيمثل نقلة نوعية في تسريع الإجراءات الجمركية وتحسين جودة الخدمات العامة. كما سيساهم في توحيد الجهود بين مختلف الجهات الحكومية، مما يرفع من كفاءة العمل الإداري، ويقلل من التكاليف والوقت الضائع في العمليات التقليدية.

مستقبل النظام الجمركي

النظام الجديد ليس فقط أداة لتحسين الخدمات الجمركية، بل هو جزء من خطة استراتيجية لتطوير الاقتصاد الرقمي في الجزائر. ومن خلال الاعتماد على البيانات الإلكترونية المترابطة، سيتمكن العاملون في هذا المجال من اتخاذ قرارات أسرع وأكثر دقة، مما يفتح المجال أمام استثمارات جديدة وزيادة التعاون الدولي في مجال التجارة.

بهذا التطور، تتطلع الجمارك الجزائرية إلى مستقبل مشرق يدعم الجهود المبذولة في تحديث القطاع الجمركي وربطه بالنظام الرقمي العالمي، مما يعزز من مكانة الجزائر كمحور رئيسي في مجال النقل والتجارة.