البطاقة الذهبية وتطبيق بريدي موب بأمان: حملة توعوية جديدة من بريد الجزائر

البطاقة الذهبية وتطبيق بريدي موب بأمان: حملة توعوية جديدة من بريد الجزائر - الجزائر

أطلقت مؤسسة بريد الجزائر حملة تحسيسية تحت شعار “بكل أمان… أمنكم أولويتنا”، بهدف توعية المواطنين حول استخدام آمن للبطاقة الذهبية وتطبيق “بريدي موب”. تأتي هذه الحملة في سياق زيادة الوعي بمخاطر الجرائم الإلكترونية والاحتيالات التي يتعرض لها المستخدمون في التعاملات المالية عبر الإنترنت، لا سيما في ظل التزايد الملحوظ في استخدام البطاقات البنكية والتطبيقات الرقمية. وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز أمان المستخدمين وضمان حماية بياناتهم المالية والشخصية من أي اختراقات أو تهديدات سيبرانية.

مشاركة واسعة من الجهات الأمنية والحكومية

في إطار تعزيز الأمن السيبراني وحماية المواطنين، شهدت الحملة التحسيسية تعاونًا مع جهات حكومية وأمنية متعددة. شارك في هذه الحملة كل من وزارة الدفاع الوطني، وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، وكالة أمن الأنظمة المعلوماتية، قيادة الدرك الوطني، والمديرية العامة للأمن الوطني. يأتي هذا التعاون بين القطاعات المختلفة تأكيدًا على التزام الدولة بتوفير بيئة رقمية آمنة للمواطنين، من خلال التصدي للجرائم الإلكترونية بكل أشكالها.

ارتفاع القضايا المتعلقة بالجرائم الإلكترونية

وفي هذا السياق، أوضح المحافظ المختص في الجريمة الإلكترونية والقضايا السيبرانية، بلخيري أمين، أن إطلاق هذه الحملة جاء نتيجة لتزايد حالات النصب والاحتيال التي يتعرض لها المواطنون، خاصة في التعاملات البريدية والإلكترونية. وأكد أن المديرية العامة للأمن الوطني قد تلقت عددًا كبيرًا من الشكاوى المتعلقة بجرائم الإنترنت، والتي تمثلت في قضايا نصب واحتيال استهدفت المستخدمين عبر البريد الإلكتروني وتطبيقات الدفع الإلكترونية.

وفقًا للإحصائيات التي قدمها بلخيري، سجلت المديرية 1130 قضية نصب واحتيال خلال سنة 2023، تم التعامل مع 1066 قضية منها حتى الآن. هذه الأرقام تعكس حجم التحديات التي تواجه المستخدمين أثناء استخدامهم للخدمات الرقمية، وتؤكد الحاجة الماسة إلى حملات توعوية مكثفة للحد من هذه الجرائم وتوعية المواطنين حول كيفية حماية أنفسهم.

أهمية توعية المواطنين لحماية بياناتهم

تسعى حملة “بكل أمان… أمنكم أولويتنا” إلى توجيه المواطنين نحو اعتماد ممارسات آمنة عند استخدام البطاقات البنكية والتطبيقات الرقمية مثل تطبيق “بريدي موب”. يركز القائمون على الحملة على ضرورة اتخاذ خطوات وقائية بسيطة مثل عدم مشاركة المعلومات الشخصية أو البنكية مع أي جهة غير موثوقة، وتجنب استخدام شبكات الإنترنت العامة عند إجراء التعاملات المالية، وكذلك مراقبة الحسابات البنكية باستمرار لرصد أي نشاط مشبوه.

كما يهدف هذا النوع من الحملات إلى تعزيز الثقة بين المواطنين والخدمات الرقمية التي تقدمها المؤسسات الحكومية والبريدية. تعتبر الحملة خطوة استباقية لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في العالم الرقمي، وتأتي استجابةً للحاجة الملحة لحماية المستخدمين من الوقوع ضحية للاحتيالات الإلكترونية.

تعاون الجهات الأمنية لمكافحة الجرائم السيبرانية

تعتمد الحملة على تعاون وثيق بين المؤسسات الأمنية والحكومية لضمان أوسع تغطية ممكنة للمستخدمين، وتعريفهم بالخطوات الوقائية الأساسية. وكالة أمن الأنظمة المعلوماتية وقيادة الدرك الوطني تلعبان دورًا محوريًا في تقديم النصائح والإرشادات حول حماية البيانات الشخصية وتجنب الوقوع في فخاخ الجرائم الإلكترونية. كما تقوم المديرية العامة للأمن الوطني بمتابعة القضايا المتعلقة بالجرائم السيبرانية ومعالجة الشكاوى التي ترد من المواطنين.

وتهدف هذه الجهود المشتركة إلى خلق بيئة رقمية أكثر أمانًا، حيث تتعاون المؤسسات المختلفة للتصدي للتحديات التي يفرضها التطور التكنولوجي وانتشار الإنترنت. يُعد تعزيز الأمن السيبراني من الأولويات القصوى للدولة في ظل تزايد استخدام التكنولوجيا الرقمية في الحياة اليومية.

استمرار الحملة التحسيسية

تستمر الحملة التحسيسية “بكل أمان… أمنكم أولويتنا” على مدار أيام 24، 25، و26 سبتمبر، حيث تنظم مختلف الفعاليات التوعوية عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى توزيع المنشورات والمواد التوعوية في مختلف المراكز البريدية والجهات الحكومية.

تهدف الحملة إلى الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المواطنين، لضمان توعيتهم بكيفية استخدام التكنولوجيا بشكل آمن، وحمايتهم من أي تهديدات محتملة قد تواجههم أثناء استخدامهم للخدمات الرقمية. تعتبر هذه الحملة جزءًا من الجهود المتواصلة التي تبذلها مؤسسة بريد الجزائر

لتعزيز ثقافة الأمان الرقمي بين المواطنين، خاصة في ظل تزايد استخدام الخدمات الإلكترونية في حياتنا اليومية.

توصيات لحماية البيانات الشخصية

من بين الأهداف الرئيسية لهذه الحملة، توجيه المواطنين إلى ضرورة اتخاذ تدابير لحماية بياناتهم الشخصية والمالية. يقدم خبراء الأمن السيبراني المشاركون في الحملة نصائح مهمة، منها:

  • عدم مشاركة المعلومات الحساسة: يجب تجنب مشاركة البيانات الشخصية، مثل أرقام البطاقات البنكية أو كلمات المرور، عبر الإنترنت أو مع جهات غير موثوقة.
  • استخدام شبكات آمنة: ينصح بعدم إجراء أي عمليات مالية عبر شبكات الإنترنت العامة، وذلك لتفادي تعرض البيانات للاختراق.
  • التأكد من مصادر التطبيقات: قبل تحميل أي تطبيق مالي أو استخدامه، يجب التأكد من أنه رسمي ومعتمد من الجهات المختصة.
  • مراقبة الحسابات البنكية بانتظام: من الضروري مراجعة الحسابات المصرفية باستمرار لرصد أي نشاط مشبوه يمكن أن يكون دليلاً على محاولة احتيال.

النتائج المتوقعة للحملة

من المتوقع أن تساهم حملة “بكل أمان… أمنكم أولويتنا” في تحقيق نتائج إيجابية من خلال رفع مستوى الوعي بين المواطنين، مما يقلل من عدد الجرائم الإلكترونية ويزيد من الثقة في الخدمات الرقمية المقدمة. كما تعمل هذه الحملة على بناء ثقافة أمنية رقمية تساهم في حماية المستخدمين وتحفيزهم على اعتماد ممارسات أكثر أمانًا عند استخدام التكنولوجيا في حياتهم اليومية.

التحديات التي تواجه الأمن السيبراني

ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها المؤسسات الأمنية والحكومية، إلا أن التحديات المرتبطة بالأمن السيبراني لا تزال قائمة. يعتبر التصدي للجرائم الإلكترونية مسؤولية مشتركة بين الحكومات، والمؤسسات، والمستخدمين. ويعتمد النجاح في هذا المجال على التعاون المستمر والتحديث الدائم للآليات والتقنيات المستخدمة لمكافحة التهديدات الرقمية.

تعد حملة “بكل أمان… أمنكم أولويتنا” خطوة هامة نحو تعزيز الأمان الرقمي في الجزائر. من خلال التعاون بين القطاعات الحكومية والأمنية، تسعى مؤسسة بريد الجزائر إلى حماية مستخدميها من مخاطر الجرائم الإلكترونية. وعلى الرغم من التحديات الكبيرة، فإن مثل هذه الحملات تسهم بشكل مباشر في نشر الوعي بين المواطنين وتحفيزهم على اتباع الممارسات الأمنية الصحيحة، مما يضمن تجربة رقمية أكثر أمانًا وثقة.

اقرأ المزيد