وضع لوحة تذكارية بباريس تخليدا للمناضل المناهض للاستعمار هنري كوريال

وضع لوحة تذكارية بباريس تخليدا للمناضل المناهض للاستعمار هنري كوريال

باريس – تم يوم الخميس الكشف عن لوحة تذكارية تخليدا للمناضل المناهض للاستعمار هنري كوريال الذي تم اغتياله يوم 4 مايو 1978 و هذا خلال حفل نظم في الدائرة الخامسة بباريس.

و  بعد مرور 41 سنة على اغتيال هذا الرجل الذي يعتبر حامل حقيبة حرب التحرير الوطني, فإن سرية الدفاع قد كانت اكبر حاجز للكشف عن حقيقة الاغتيال و هذا رغم اعادة فتح التحقيق يوم 9 يناير 2018.

و كتب على هذه اللوحة التي تم تنصيبها على بضع امتار من مكان اغتياله, “ولد هنري كوريال يوم 13 سبتمبر 1914 بالقاهرة (مصر) و اغتيل بباريس (4 شارع رولين) يوم 4 مايو 1978 حيث سقط ضحية افكاره المناهضة للاستعمار و دفاعه عن مثل السلام”.

و جرى هذا الحفل بحضور المنتخبين المحليين و افراد من عائلة الفقيد هنري كوريال و اعضاء من السفارة الجزائرية بباريس و وزير الشؤون الخارجية السابق الاخضر الابراهيمي و كذا العديد من المثقفين و المؤرخين.

 


اقرا أيضا:      المركز الثقافي الجزائري بباريس يحيي الذكرى ال60 لصدور كتاب “المسألة” 


 

و يذكر ان مجلس باريس كان قد صادق يوم 16 نوفمبر 2018 على الاقتراح الذي قدمته رئيسة بلدية باريس آن هيداغلو و المتعلق بتنصيب لوحة تذكارية تخليدا للفقيد كوريال على مستوى شارع رولين.

و في مداخلة له خلال هذا الحفل, قام ابن الفقيد كوريال, الصحفي الان غراش, بالتطرق الى نضال ابيه من اجل سقوط النظام الاستعماري و الذي يمثل “جزءا هاما من حياته”. 

و اشار الان غراش الى ان اغتيال هنري كوريال, الذي كان يعتبر فردا من شبكة جانسن لحاملي الحقائب لحزب جبهة التحرير الوطني, يبقى “ملفا مفتوحا” بما ان “مرتكبي الجريمة لم يتم توقيفهم و العدالة لم تقم بذلك ايضا”.

و ذكر ابن الفقيد بالقول “هذا الملف هو ضحية عادة فرنسية بحتة و التي هي سرية الدفاع شأنه شأن العشرات من القضايا”.

كما أشار المتحدث الى أن المتهمين معروفون غير أن سرية الدفاع تمنع العدالة من النظر في قضايا الجنرال أوساريس جلاد الثورة التحريرية و الرئيس فاليري جيسكار ديستان المناضل من أجل “جزائر فرنسية” مضيفا أن الأمر سيتعلق بسابقة في حالة الاستماع الى رئيس فرنسي سابق من طرف العدالة في قضية اغتيال و ” جريمة سياسية”.

و بخصوص قضية اغتيال كوريال, قررت العدالة الفرنسية في سنة 1992 أي بعد مضي أربعة عشر سنة بطلان القضية. و في يوم 9 يناير 2018 تم فتح الملف للمرة الثالثة حيث تكفلت به قاضي التحقيق لورانس لازيرجيس.

في هذا الصدد, أكد المحامي و المناضل من أجل حقوق الانسان ويليام بوردون الذي يدافع منذ عشر سنوات عن عائلة كوريال خلال لقاء بباريس أن العزم ” كبير” من أجل اظهار الحقيقة حول هذا الاغتيال و الكشف عن الآمرين بذلك و مرتكبي الجريمة مذكرا بأن فتح تحقيق قضائي جديد أصبح ممكنا بفضل شهادة روني ريسينيتي من سايس في ” الرواية الحقيقية لفاشي فرنسي: نشر في سنة 2015 أي ثلاث سنوات بعد اغتيال المعني بالأمر.

و ذكر المؤلف أنه كان ينتمي لمجموعة مكلفة باغتيال هنري كوريال مشيرا الى أن الأمر بارتكاب الجريمة أصدره بيار دوبيزات الذي كان يشغل منصب رئيس مصلحة النشاط المدني. و حسب هذا المحامي فان الأمر تعلق ب” جريمة دولة”.

اقرأ المزيد