وزارة الصناعة تتدخل في الوقت بدل الضائع لبعث عملية جمع جلود الأضاحي - الجزائر

وزارة الصناعة تتدخل في الوقت بدل الضائع لبعث عملية جمع جلود الأضاحي

استرجاع ثروة جلدية ونسيجية في مهب الريح

 

 

تدخّلت وزارة الصناعة والمناجم في الوقت بدل الضائع لإنقاذ عملية جمع واسترجاع “هيدورة” العيد، بعد الانتقادات الشديدة

التي أطلقتها أطراف عديدة كانت عضوة في اللجنة الوطنية، بشأن وجود تقصير في استكمال المسيرة التي انطلقت العام الماضي والتي أثبتت فعاليتها ونجاحها بشكل لافت.
وكشفت الوزارة، في بيان لها، عن إطلاق الطبعة الثانية لجمع جلود الأضاحي بتجنيد جميع المؤسسات العمومية لقطاع النسيج والجلود، وستتم العملية على مستوى ست ولايات نموذجية هي الجزائر العاصمة وباتنة وجيجل وعين تيموشنت والجلفة وسطيف.
وهو ما يعني أن العملية لم توسع إلى ولايات إضافية مثل ما تم الاتفاق عليه العام الماضي، أين تم جمع 900 ألف جلد أنعام، وذلك على مستوى الولايات الست النموذجية.
وتعتبر “الهيدورة” الخاصة بأضاحي العيد ثروة مالية وتجارة مربحة غير مستغلة بالشكل الكافي، رغم الجهود والمساعي التي برزت بشكل واضح الموسم الفارط من خلال عمل لجنة متعددة الاختصاصات مكنت من جمع أكثر من 900 ألف هيدورة من أصل حوالي 4 ملايين رأس غنم تم ذبحها، وتقدر القيمة المالية للهيدورة الواحدة بحوالي 1000 دج ما يعني انها ستوفر قيمة اجمالية بنحو 4 ملايير دج.
والمثير في الأمر هو عدم استكمال تلك الجهود بنفس الوتيرة، رغم ما أثبتته التجربة من نتائج إيجابية في مرحلتها الأولى، وفق ما أكدته عدة أطراف كانت ضمن اللجنة من بينها مؤسسات النظافة ومنظمات حماية المستهلك وقطاع الشؤون الدينية.
وحسب ما أكّده رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك زبدي مصطفى فإن “الهيدورة” تعد ثروة حيوانية لا يمكن الاستهانة بها، فهي ثروة نسيجية وجلدية من غير المعقول تركها تضيع سدى.
واسترجع زبدي في حديثه المبادرات التي كانت تقوم بها جمعيات وهيآت محلية مكنت من توجيه الهيدورة نحو مصانع متخصصة في استرجاعها.
وتطرق زبدي أيضا إلى العملية النموذجية التي تمت العام الفارط، كما قال، بإشراك قطاعات كثيرة رافقتها المنظمة في عملية التوعية والتحسيس وهو ما مكن من جمع 900 ألف هيدورة، ليتم الاتفاق بعدها على توسيع العملية والتوجه نحو ولايات جديدة لم تشملها العملية، لكن للأسف لم يتبع الاتفاق على أرض الواقع بعمل ميداني أياما قليلة قبيل العيد، حيث اكتفت وزارة الصناعة بعقد اجتماع أو اثنين دون متابعة العمل الذي أجهض في المهد.
وأضاف زبدي انه وبفتوى من قطاع الشؤون الدينية فإن الجزائريين لا يتقاضون ولا يجب أن يتقاضوا أجرا على “الهيدورة” باعتبارها جزءا من الأضحية التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، فالعملية ليست ربحية حتى أن بعض المساجد وضعت أكياس الملح مجانا للمواطنين.
وبدورها أكدت مؤسسة النظافة لولاية العاصمة التي تغطي 31 بلدية استمرارها في العمل التحسيسي والتوعوي لحفظ الهيدورة في أكياس بلاستيكية بعد تمليحها جيدا لرفعها من مكانها في حال عدم استغلالها.
وأضافت المؤسسة، قبل صدور البيان الرسمي لوزارة الصناعة، أنه لا توجد قرارات رسمية في إطار عمل اللجنة مثل ما حدث العام الفارط وإنما تباشر “إكسترانات” ذلك من منطلق عملها الجواري التوعوي حماية لصحة المواطن وحفاظا على بيئته.
وحسب ما استقته “الشروق” من مصلحة الإعلام والاتصال بالمؤسسة فإن “إكسترانات” تواصل نفس المهمة وستوزع الأكياس للمواطنين في الأحياء لوضع هيدوراتهم فيها مع تخصيص صناديق خاصة بها لمنع اختلاطها مع بقية النفايات.