هكذا تلقى السعيد وتوفيق ولويزة الأحكام - الجزائر

هكذا تلقى السعيد وتوفيق ولويزة الأحكام

أصداء كواليس المحاكمة العسكرية تكشف

انتهت الأربعاء، في حدود الساعة الواحدة و45 دقيقة صباحا بالمحكمة العسكرية بالبليدة، أطوار المحاكمة التاريخية والسابقة من نوعها في أجندة القضاء الجزائري، والتي استقطبت الرأي العام المحلي والدولي، بإصدار الأحكام حضوريا ضد السعيد بوتفليقة، ولويزة حنون زعيمة حزب العمال، والفريق المتقاعد محمد مدين، واللواء المتقاعد بشير طرطاق، فيما سلطت أقصى العقوبات على وزير الدفاع الأسبق اللواء المتقاعد خالد نزار، ونجله لطفي نزار وكذا رجل الأعمال “الوسيط فريد بن حمدين” والمتمثلة في 20 سنة غيابيا.

وفي تفاصيل محاكمة اليوم الثاني التي تعتبر الأسرع من حيث التهم والشخصيات المتابعة في جناية ثقيلة تتعلق بـ”التآمر”، نقل المحامي بوجمعة غشير، لـ”الشروق”، مجريات المحاكمة التي دامت أزيد من 16 ساعة كاملة، وقال إنه “في حدود الساعة التاسعة والنصف صباحا من يوم 24 سبتمبر الجاري، أعلن القاضي العسكري عن افتتاح الجلسة، ثم استمع إلى الفريق محمد مدين الذي أعطى توضيحات بخصوص لقاء 30 مارس الذي جمعه مع اليامين زروال، والذي قال فيه أن الهدف منه هو مناقشة الوضع الحالي وإيجاد حلول للخروج من الأزمة، وأنه فعلا اقترحت على اليامين زروال كشخصية توافقية لرئاسة هيئة مكلفة بتسيير المرحلة الانتقالية، للخروج من الأزمة، إلا أن هذا الأخير رفض لأسباب صحية وغادر الاجتماع مباشرة.

وفي الفترة المسائية يضيف غشير “باشر رئيس الجلسة المحاكمة بالاستماع إلى شهود الجنرال بشير طرطاق وهم من رجال وضباط الاستخبارات والأمن الذين أدلوا بشهاداتهم حول التسجيلات التي تمت في لقاء إقامة الدولة وكذا جميع الظروف المحيطة بالاجتماع، ثم تم الاستماع إلى موظفين برئاسة الجمهورية من بينهم محمد روقاب السكرتير الشخصي للرئيس بوتفليقة، حيث طرحت عليه أسئلة من قبل رئيس الجلسة وهيئة المحكمة بخصوص البيان الرئاسي الذي صدر في 1 أفريل الماضي والذي تم تداوله على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي بشأن قيادة الجيش، كما تم الاستماع أيضا إلى محمد علي بوغازي المستشار السابق برئاسة الجمهورية، بخصوص توقيع البيان الذي يحمل إمضاءه، إلا أن هذا الأخير نفى ما جاء في البيان وأكد أنه “مزور”.

حنون: مارست مهامي كسياسية
وفي حدود الساعة الثالثة بعد الزوال، يقول غشير “تم الاستماع إلى أقوال موكلتي السيدة لويزة حنون التي ردت هي على أسئلة رئيس الجلسة بخصوص قضية الحال، وقالت بالحرف الواحد “أنا مارست مهامي كامرأة سياسية، أعطيت في لقاء 30 مارس وجهة نظري في حل الأزمة التي تعيشها البلاد، وأكدت موافقة حزبي المتمثلة في ضرورة المرور على المجلس التأسيسي وحل البرلمان بغرفيته وإبعاد حكومة بدوي وتعيين حكومة جديدة تلبية لمطالب الحراك الشعبي”.

وتابع الأستاذ غشير “وبعد مرافعات النيابة والمحامين التي استمرت إلى غاية الحادية عشرة ليلا، انسحبت هيئة المحكمة في حدود الـ23 و30 دقيقة للمداولة، لتنطق بالحكم في حدود الساعة الواحدة و45 دقيقة من صبيحة الأربعاء، مؤكدا أن هيئة الدفاع ستستأنف في الأحكام الصادرة الأربعاء في حق موكليهم اليوم أو الأسبوع المقبل طبقا للقانون الذي يعطي الحق للمحكومين عليهم في استئناف الحكم أمام مجلس الاستئناف العسكري في مهلة عشرة أيام التالية للنطق بالحكم.

من جهته، نقل المحامي فاروق قسنطيني الأجواء التي سادت قاعة المحاكمة عقب النطق بالحكم ضد المتهمين وقال لـ”الشروق”: “بعد أن نطق رئيس الجلسة بالأحكام التي تتراوح بين 15 سنة للمتهمين المتواجدين في القاعة و20 سنة للمتهمين الغائبين، تلقى كل من السعيد بوتفليقة، الجنرال توفيق والسيدة لويزة حنون العقوبات بكل هدوء، مع احترام تام لهيئة المحكمة العسكرية ولم يصدر من المعنيين بالأحكام أي ردة فعل أو تصرف، سوى أنهم طالبوا من هيئة دفاعهم الاستئناف وفقا للقانون، لعدم اقتناعهم بالعقوبات المسلطة ضدهم”.