هذه قصة أشهر بناية في  الحراك الشعبي - الجزائر

هذه قصة أشهر بناية في الحراك الشعبي

لقبها المتظاهرون بـ ” قصر الشعب” و”تيتانيك الجزائر” الذي لايغرق

حقّقت شهرة كبيرة في الحراك الشعبي.. اعتلى شرفاتها آلاف المواطنين المشاركين في مسيرات الجمعة.. تداولت صورها كبرى وسائل الإعلام الدولية وتناقلتها مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.. إنّها “قصر الشعب” أو “تيتانيك” كما يسميها المتظاهرون الرافضون لتمديد العهدة الرابعة للرئيس وهي في الأصل مشروع مركز تجاري بالقرب من ساحة البريد المركزي..
تصدّرت صور البناية الشهيرة الصفحات الأولى للمواقع والصحف الوطنية والعالمية وأذهلت الحشود التي لم تكفيها ساحات العاصمة وأرضها فانتقلت للتظاهر في “السماء” كل من رآها..

“قصر الشعب” و”تيتانيك” الذي لا يغرق
أصبحت البناية التي لقبها المتظاهرون بـ”قصر الشعب” و”تيتانيك الجزائر الذي لا يغرق” قبلة لكل المشاركين في الحراك لما توفره لهم من جمالية المشهد ورؤية كل شيء يحدث ولا يفوت هؤلاء نشر صور السيلفي والصور الجماعية وبث فيديوهاتهم مباشرة على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.
ورغم الستار أو”الواقي الأخضر” الذي أسدل على البناية من قبل القائمين على انجازها إلا أن الحشود البشرية رفعته ولفّته للتمكن من مشاهدة المسيرات.

شعارات ورايات تعلو البناية
المواطنون وأغلبهم من الشباب لم يكتفوا بالصعود فقط بل رفعوا معهم الشعارات واللافتات والإعلام كتب عليها “طالبين القصاص الحالة خطيرة” “ارحلوا” و”أرواح الحراقة في أعناقكم” و”لا تمديد لا تأجيل” وغيرها من اللافتات الأخرى.
المتظاهرون ملؤوا شرفات الطوابق الست وحتى سطح البناية بدوره كان مملوء عن آخره، وعندما يتعب الشباب من الوقوف يستريحون ملقين أرجلهم لكنهم أبدا لا يسكتون فأصواتهم تدوي السماء، وأجمل ما زين هذه العمارة الرايات الوطنية التي جعلت لونها يتحول إلى الأخضر والأحمر والأبيض.

خبراء ومهندسون يحذّرون من خطرها
حذّر خبراء ومهندسون من الآثار الوخيمة والقاتلة التي قد تحدث بسبب اعتلاء جموع المتظاهرين في مسيرات الجمعة ورشة البناء الجارية الأشغال بها بالقرب من ساحة البريد المركزي والتي أطلق عليها المتظاهرون تسمية “قصر الشعب” و”تيتانيك”.
وتم تداول العديد من الصور التي ذهل لها كل من شاهدها بعد أن أطل آلاف المواطنين في الجمعات الفارطة من “الورشة” هاتفين بشعارات ترفض التمديد للعهدة الرابعة وحاملين معهم الأعلام والرايات الوطنية.
وفي هذا السياق دقّ مهندس المتابعة للمشروع وممثل شركة الانجاز”عباس” ناقوس الخطر إزاء ما يحدث وحذر من مغبة ذلك على حياة المتظاهرين الذين قد يتوفون بسبب الازدحام والتدافع أو انهيار الشرفات التي لم تنشأ لاستيعاب هذا القدر من المواطنين”.
وأضاف محدثنا خلال زيارة قادت الشروق إلى عين المكان “منذ جمعة الفاتح مارس صعد عدد هائل من المتظاهرين إلى مختلف طوابق البناية الست بعد أن تسلّلوا من مختلف المنافذ والقفز على السّياج وعلى مدار الجمعات الثلاث الفارطة لم يستطع أعوان الأمن على مستوى الورشة التصدي لهذه الحشود”.

غلق المنافذ المؤدية للسلالم لمنع التسلل لشرفات البناية
وأردف القائمون على إنجاز المشروع للشروق “قمنا ببناء جدران على مستوى المنافذ المؤدية للسلالم لمنع مرور المتظاهرين إلى الطوابق العليا، لكن للأسف قام المتظاهرون بتهديمها وتمكنوا من الصعود مرة أخرى”.
ولدى زيارتنا وقفنا على أشغال وعمل جاد لكافة عمال الورشة وهم يغلقون تلك المنافذ من جديد عن طريق أبواب وحواجز حديدية مشددة مع رفع كافة المستلزمات والتجهيزات الخاصة بالعمل تجنبا لأي حادث قد يقع وحفاظا على أرواح المواطنين”.
وعن هذا أفاد ممثل شركة عباس المنجزة “نعمل على هذا الحال منذ الصباح في غياب حلول للتأمين وعدم التمكن من إقناع المواطنين بالعدول عن الصعود للبناية ليس لشيء سوى تأمينا لأرواحهم فلا نريد أن تتحول فرحة الجزائريين إلى مأتم وندب، لاسيما مع حجم المواطنين والتدافع الذي قد يحدث في تلك الأثناء لذا نرجو كافة المتظاهرين التفكير مليا قبيل أي تهور أو أي اندفاع”.

البناية هي مشروع مركز تجاري من 6 طوابق
وحسب المعلومات المقدّمة لنا بعين المكان فإن “قصر الشعب” كما يسميه المتظاهرون هو مشروع لإنجاز مركز تجاري “لالامبرا” من 6 طوابق بالإضافة إلى الطابق الأرضي وطابقين “تحت الأرض” ويؤكد القائمون عليه انتهاء الأشغال الكبرى به بنسبة 100 بالمائة ولم تبق سوى الأشغال الجانبية.
واستنادا إلى نفس المصدر فإنّه من المتوقع استلام المشروع نهاية السنة الجارية على أن يفتح أبوابه أمام زبائنه بداية العام 2020.
للتذكير فقد انطلقت الأشغال شهر أوت 2016 على أن تدوم 36 شهرا بعد استصدار رخصة بناء في 15 أوت 2015 من بلدية الجزائر الوسطى.

أغان وطنية تدوي سماء البناية
دوّت الأغاني والأناشيد الوطنية سماء بناية الشعب وصنعت أجواء فارقة جدا، حتى إن البعض شبّهها بأجواء الملاعب التي تعمها أهازيج المناصرين، وطوابق البناية المشابهة أيضا لمدرجات الملاعب في اصطفاف الحاضرين.
النشيد الوطني الذي عدّله المتظاهرون بعد أن استبدلوا عبارة “فاشهدوا” بـ”فارحلوا” كان أكثر ما تعالى من حناجر المشاركين في الحراك إلى جانب موطني ومن أجلك عشنا ياوطني”.
وإلى جانب ذلك، ردد الشباب بعض الأغاني الوطنية الحديثة التي تزامن إصدارها مع انطلاق الحراك الشعبي ومنها “لا ليبيرتا” و”آلو سيستام” و”ليبيري لالجيري”….

حملة على مواقع التواصل للتوعية من الخطر
يخوض روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة حملة توعية وتحسيس بمخاطر الصعود لهذه البناية التي لم تكتمل أشغالها بعد.
وتداولت العديد من الصفحات الفيسبوكية والتغريدات على “تويتر” مناشير تحذر من مخاطر قاتلة قد تنجم عن انهيار شرفات البناية التي “أغرقتها” الأعداد الهائلة للمتظاهرين.
وبحسب ما ورد فيها، فإن الشرفات لم تنجز لاستيعاب هذا العدد من الحمل والثقل عليها ما يهددها بالانهيار في أي لحظة وبالتالي وفاة مواطنين أبرياء.

اقرأ المزيد