مساعي صلح لاحتواء أحداث الحمّامات بتبسة - الجزائر

مساعي صلح لاحتواء أحداث الحمّامات بتبسة

اختفاء المير ورئيس الدائرة وصاحب المصنع يلتزم الصمت
لا تزال بلدية الحمامات إلى غاية الإثنين، تشكل الحدث الأبرز بولاية تبسة، ومازال الوضع كما لاحظته “الشروق” الإثنين بعد تنقلها إلى عين المكان مشوبا بالحذر، بعد ليلة من العنف، إثر قيام العشرات من المواطنين مساء الأحد، بحركة احتجاجية بمحيط البلدية، حيث طالبوا بالماء الصالح للشرب، فردّ عليهم رئيس البلدية المنتمي لجبهة التحرير الوطني، بأن الماء قد ابتلعته الآبار والسدود الصغيرة والكثيرة التي أنجزها صاحب مصنع يوكوس من أجل الاستحواذ على مياه المنطقة لتسويقها، حسب قولهم للشروق ، فانتقلوا مباشرة إلى مقر شركة يوكوس للمياه المعدنية، وحاولوا لقاء المدير، ولكنهم فوجئوا بإطلاق النار على المحتجين، أين أصيب 11 مواطنا من مختلف الأعمار، وتم نقلهم إلى المستشفى الاستعجالي بتبسة.
وفي الوقت الذي اعتقد الجميع، بأن المصنع سيكون تحت تغطية أمنية مقبولة، تمنع الغاضبين والمحتجين وأهل الجرحى من الاقتراب منه، إلا أن الشيء الذي حصل، هو أنه بمجرد مغادرة شاحنة الدرك الوطني للمكان، تم فتح الباب الخارجي بالقوة من بعض الشباب، وتمكن الغاضبون من الدخول إلى المصنع، والذي أضرمت فيه النار بعد رش البنزين في أرجائه، كما أشعلت النار في المخزن وفي سبع شاحنات عملاقة تابعة للمصنع الكبير، كما قامت مجموعة أخرى من المواطنين، بحرق سبع سيارات، لمواطنين من بلدية الشريعة، عند مدخل بلدية الحمامات من دون أن تكون لأصحابها أي علاقة بالمصنع، وقد أصيب في العملية ثلاثة عمال بحروق متفاوتة الخطورة، تم نقلهم إلى مستشفى تبسة من طرف عناصر الحماية المدنية، التي تدخل أعوانها بعد فوات الأوان بعتاد وعدّة قوية متمثلة في 18 مركبة و60 عون إطفاء، وخوفا من انزلاق محتمل، قام عناصر الدرك الوطني منذ أول أمس، بغلق كل الطرق المؤدية إلى بلدية الحمامات وتواصل الإجراء إلى غاية الإثنين، بمنع المركبات من الدخول إليها وهو ما أثر على حركية المواطنين، الذين أجبروا على استعمال الطريق الاجتنابي للدخول أو الخروج من البلدية، فيما فضل سكان مدينة الشريعة وبئر مقدم وخنشلة، استعمال الطريق الولائي عبر منطقة الدكان الجبلية للعودة إلى منازلهم، وعلمت “الشروق” أن بعض الأعيان والأئمة تنقلوا نهار أمس الإثنين إلى بلدية الحمامات لإيجاد أرضية صلح بين أهل البلدية والمسؤولين وحتى صاحب المصنع، إلا أن مطالب أهل الحمامات ارتفعت بدءا بالمطالبة برحيل رئيس البلدية، إلى توفير الماء يوميا، وتوزيع السكنات والتحصيصات الأرضية والشغل، وما إلى ذلك من المطالب، وقد تنقلنا الإثنين إلى مقر البلدية ثم إلى مقر الدائرة بمنطقة بئر مقدم ولكن غياب المسؤولين عن مقر عملهما وخاصة اختفاء رئيس بلدية الحمامات نهائيا، حال دون نقل رأي المسؤولين، بينما فضل المسؤولون عن المصنع الذي تحوّل إلى حطام التزام الصمت، ونفت مصادر عليمة للشروق أن تكون مصالح الأمن أوقفت إلى حد الآن أي فرد من المتورطين في هذه الأحداث الخطيرة.

اقرأ المزيد