مجموعة الحوار: شخصيات وطنية ترفض الدعوة وأخرى تبدي تحفظات

الجزائر- رفضت بعض الشخصيات الوطنية, التي طلب منها المشاركة في الهيئة الوطنية للحوار و الوساطة, يوم الاثنين, الدعوة للالتحاق بالمجموعة, في حين أبدت الشخصيات الأخرى تحفظات, مشددين على ضرورة التوجه صوب حوار وطني شامل من أجل تجاوز الأزمة السياسية التي يمر بها البلد.

و في هذا السياق, جدد رئيس الحكومة السابق, مولود حمروش, التأكيد بعدم ترشحه لأي هيئة انتقالية او انتخاب.

وفي بيان له تلقت واج نسخة منه, قال السيد حمروش (رئيس الحكومة من سبتمبر 1989 إلى جوان 1991): “أذكر أعضاء مجموعة الحوار والمنتديات الأخرى بتصريحي الصادر يوم 18 أبريل الأخير والذي أكدت من خلاله أنني لن أكون مرشحا لأية هيئة انتقالية محتملة ولأي انتخاب”.


اقرأ أيضا:      حمروش لا يترشح “لأية هيئة انتقالية ولأي انتخاب” …


وأوضح السيد حمروش, غداة تلقيه دعوة من طرف شخصيات الحوار والوساطة للالتحاق بهيئتهم, أن “الحركة الوحدوية والسلمية للشعب, ومنذ 22 فبراير الفارط, أبطلت, بصفة مؤقتة, مجموعة من عوامل زعزعة الاستقرار كما أوقفت تهديدات وشيكة”.

وأضاف أن “هذه التهديدات لم تزُل بعد وهي في طور التكوين”, ولذلك استوجب –مثلما قال– “على من يمسكون بمقاليد الحكم, التحرك من أجل الاستجابة للحراك وتعبئة البلاد تفاديا لوقوعها في فخ الفوضى”.

و من جهته, اكد المحامي و الناشط في مجال حقوق الانسان, مقران ايت العربي, عدم مشاركته في اي حوار مرفوض من طرف “الثورة السلمية”, مذكرا ان الحوار يعتبر “وسيلة من اجل تقريب وجهات النظر لحل الازمة, و لكن الهدف الوحيد لهذا الحوار المسطر من طرف السلطة لا يتعدى التحضير للانتخابات الرئاسية”.

و في بيان نشره عبر حسابه على الفايسبوك, قال الاستاذ ايت العربي “لا يمكن لأي حوار أن ينجح قبل اتخاذ اجراءات تهدئة ملموسة من طرف السلطة و ضمانات كافية لاحترام الحريات و الحقوق”, مشيرا الى ضرورة الافراج عن جميع معتقلي الرأي و احترام الحريات العامة الفردية و الجماعية و احترام حرية التنقل و ابعاد رموز النظام الفاسد و فتح وسائل الاعلام.

و من جهته, رفض المحامي و النائب السابق مصطفى بوشاشي الدعوة للالتحاق بمجموعة الحوار و الوساطة, معتبرا ان “المعطيات و شروط من اجل عقد الحوار الوطني ليست متوفرة”.

و من بين الشروط التي وضعها السيد بوشاشي للمشاركة في الحوار اطلاق سراح معتقلي الرأي و الكف عن مضايقة المتظاهرين السلميين.

و في تصريح لوأج, عبر رئيس النقابة الوطنية للأطباء الممارسين في الصحة العمومية و كونفدرالية النقابات الجزائرية , الياس مرابط, عن “اعتزازه” بطرح اسمه للمشاركة في هذه المهمة الشريفة من اجل المساهمة في الخروج من الأزمة, مشيرا الى ان القرار النهائي للمشاركة في هذه المجموعة يرجع الى نقابته و كونفدرالية النقابات الجزائرية.

كما أكد السيد مرابط ان هذا الحوار “لا يجب ان يركز على الانتخابات الرئاسية فقط”, و ان الاصلاحات التي سيتم اتخاذها “يجب ان تشكل قطيعة مع الممارسات السابقة في مجال تسيير الشؤون العامة”.

و شدد ذات المسؤول بالقول “يجب على الحوار ان يكون مفتوحا و هذا بهدف تجسيد المطالب الشعبية على ارض الواقع”.

و من جهته, اكد الناطق باسم المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الاطوار للتربية, مسعود بوديدة, انه يتكلم باسم نقابته التي تعتبر عضوا في منتدى المجتمع المدني و كونفدرالية النقابات الجزائرية.

وقال إن “هتين المنظمتين تتوفران على خارطة طريق للخروج من الأزمة وبالتالي فإنه من غير المعقول الانخراط في خارطة طريق أخرى قد لا تتقبلها المنظمتين”.

وأشار إلى أنه علم عبر الصحافة أن اسمه مذكور في القائمة الصادرة عن الهيئة نافيا أي اتصال مباشر مع أعضاء هذه الأخيرة.

 

=ليس للهيئة أي تعليق تدلي به بخصوص مواقف هذه الشخصيات=

 

من جهتها صرحت حدة حزام مديرة يومية “الفجر” الناطقة باللغة العربية قائلة بأنها علمت بدعوتها للانضمام إلى مجموعة شخصيات الحوار عبر الصحافة وشبكات التواصل الاجتماعي موضحة أنه لم يتصل بها بصفة رسمية أي عضو من هذه الهيئة.

واعتبرت أن حل الأزمة السياسية التي يعيشها البلد “يمر حتما عبر الحوار” معربة عن استعدادها للانضمام إلى هذه المجموعة من أجل “تقديم الإضافة المنشودة”.

وقالت “أنضم إلى خارطة طريق مجموعة الشخصيات سيما وأن الدولة والجيش قد التزما بعدم المشاركة في هذا الحوار الذي يعد الحل الوحيد للأزمة التي طال أمدها”.

ورفض منسق هيئة الحوار والوساطة كريم يونس التعليق على “مواقف الشخصيات الوطنية” المدعوة للانضمام لهذه الهيئة حيث رفض البعض منهم هذه الدعوة.


اقرأ أيضا:       هيئة الحوار الوطني “لن تعلق على مواقف الشخصيات” المدعوة للمشاركة فيها …


وأوضح السيد كريم يونس في تصريح لوأج أن “الدعوات قد وجهت لتلك الشخصيات للانضمام للهيئة بالنظر الى حسهم بالواجب تجاه الوطن وروح التضحية وهم أحرار في تلبية أو رفض دعوة الهيئة” مضيفا “ليس لدينا اي تعليق ندلي به بخصوص مواقفهم”.

للتذكير قررت الهيئة الوطنية للحوار والوساطة -التي عقدت يوم الأحد أول اجتماع لها- “بجميع أعضائها” إضافة ياسين بوخنيفر الذي يعد من شباب الحراك إلى عضويتها ليرتفع بذلك عدد أعضائها إلى سبعة.

وفي سياق ذي صلة جددت الهيئة دعوتها للشخصيات المتداولة أسماؤها “تلبية لنداء الوطن”.

ويتعلق الأمر بكل من: جميلة بوحيرد وأحمد طالب الإبراهيمي ومولود حمروش وأحمد بن بيتور ومقداد سيفي وعبد العزيز رحابي وإلياس مرابط وإلياس زرهوني وبوديبة مسعود وقسوم عبد الرزاق ورشيد بن يلس وحدة حزام وبراهيم غومة وبروري منصور وحنيفي رشيد وعدة بونجار وفارس مسدور ومصطفى بوشاشي وشمس الدين شيتور وبن براهم فاطمة الزهراء وظريفة بن مهيدي وسعيد بويزري ومقران آيت العربي.

كما أكدت الهيئة على أن “أبوابها تبقى مفتوحة على كل الشخصيات الوطنية بما فيها أعضاء الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج”.

اقرأ المزيد