ما شكل تشكيلة بلماضي التي سيخوض بها تصفيات المونديال؟ - الجزائر

ما شكل تشكيلة بلماضي التي سيخوض بها تصفيات المونديال؟

لاعبون سيغادرون وآخرون سيعودون لـ”الخضر”

أهم هدف رسمه جمال بلماضي عندما تقلّد زمام المنتخب الجزائري هو بلوغ مونديال قطر 2022، وواضح بأنه هدف كل الجزائريين الذين عاشوا أفراحا وليالي ملاح في مونديال 2014 عندما بلغ منتخب بلادهم دور ثمن النهائي، وعاشوا الخيبة في المونديال الأخير في روسيا 2018 عندما غابوا عن المنافسة، وقضى الجزائريون شهرا من المونديال يتابعون مقابلات بقية المنتخبات، ويغيب “الخضر”، وصار أمل الجميع في العودة السريعة للمونديال، خاصة أن الأمل مشروع في عهد جمال بلماضي الذي حقق اللقب القاري في مغامرة وملحمة تاريخية في الصائفة الحالية في القاهرة.

يُجمع الجزائريون على أن دورة مصر لأمم إفريقيا قد أكسبت الجزائر منتخبا صلبا جماعيا قبل أن يكون فرديا، ويخطط جمال بلماضي لبلوغ دورة مونديال قطر التي ستلعب في أواخر 2022 أي بعد ثلاث سنوات وثلاثة أشهر، وهي فترة كافية ليظهر نجوم جدد يدعمون المنتخب، وقد يكون ذلك خلال الموسم الكروي الحالي سواء محليا أو خارجيا، وبالموازاة ستشهد مغادرة لاعبين كانوا ضمن المتوجين باللقب القاري في مصر، ومنهم رفيق حليش وبالخصوص عدلان قديورة الذي يكون قد قرر الاعتزال دوليا عندما اختار الوجهة القطرية، وهو مدرك بأن مشاركته في المونديال القادم مستبعدة بعد أن يكون قد قارب سن السابعة والثلاثين، مع احتمال تراجع أداء لاعبين مع تقدمهم في السن، وظهور نجوم جدد قد يكون من بينهم المواهب ذات الأصول الجزائرية التي تنشط في أوروبا وعددهم لا يقل عن سبعين لاعبا شابا.

لا يمكن لجمال بلماضي أن يلعب أي مباراة تصفوية بنفس الطريقة التي لعب بها منافسة كروية مغلقة بحجم كأس أمم إفريقيا، وتغيير الخطة يتطلب تغيير اللاعبين في بعض الأحيان، ومستوى اللاعبين يتذبذب من موسم إلى آخر، وجمال بلماضي نفسه اعترف قبل الكان، بأنه توجه إلى إيطاليا لأجل ضم فوزي غلام، الذي تكفيه بداية قوية مع نابولي ووجه مشرف في منافسة رابطة أبطال أوروبا ليعود إلى المنتخب الوطني، كما اعترف جمال بلماضي بأنه كان يريد ضم نبيل بن طالب وخاصة إسحاق بلفوضيل لسفرية مصر، ولكن الإصابة حرمتهما من الرحلة وحرمته من خدماتهما، وعودتهما واردة خاصة إسحاق بلفوضيل نجم هوفنهايم المرشح فوق العادة لتعويض إسلام سليماني الذي لم يكن أداؤه مقنعا في الكان بالرغم من تسجيله لهدف وتقديمه لتمريرتين حاسمتين لزميله آدم وناس في مباراة تنزانيا، وحتى مصير الحارس رايس مبولحي يبقى غامضا مع تقدمه في السن في حالة ظهور حراس جدد في السنوات الثلاث القادمة.

في دورة 1990 في الجزائر برز لاعبون، لم يتركوا أي بصمة في المنتخب الوطني، ماعدا ظهورهم في تلك الدورة تحت قيادة كرمالي ومنهم سي الطاهر شريف الوزاني وجمال عماني وشريف وجاني وحكيم سرار وزميله عجاس، الذين لم يقدموا غير دورة كان 1990، وحتى اللاعبين الشباب ومنهم راحم الذي أبهر في المباراة الأولى أمام نيجيريا وانتهى عهده مع “الخضر” ومع التألق، وهو دليل على وجود لاعبين يتألقون في الدورات المغلقة التي يسبقها تربص وتسيّر حسب مخطط خاص يتطلب الصبر وتفريق الطاقة البدينة على كامل البطولة، والالتزام والتركيز، بينما المباريات الانفرادية التي تجرى في تصفيات بين الحين والآخر، فهي تتطلب من اللاعب أن يكون في كامل لياقته وإبداعه في تلك الفترة، وهو ما يعني بأن بقاء ذات التشكيلة الأساسية التي لعب بها جمال بلماضي ست مباريات من دورة كان 2019 من المستحيلات.

يمتلك جمال بلماضي ترسانة من اللاعبين في أوروبا على وجه الخصوص، ويطمع الجزائريون أن تتحرك إدارة خير الدين زطشي، لإقناع حسام عوار لاعب ليون، وياسين عدلي لاعب بوردو وغيرهما من المواهب لمواصلة مسيرة التألق التي شارك فيها عدد من اللاعبين من ذوي الجنسية المزدوجة ومنهم الحارس أليكسندر اوكيدجة المتألق حاليا مع ميتز الفرنسي في الدرجة الأولى، حيث لم يتلق سوى هدف واحد، وآندي ديلور الذي سجل هدفا جميلا في مرمى بوردو، وهما يلعبان في دوري فرنسي قوي، يسمح لهما بالبقاء في فورمة قوية قد تفيد المنتخب الوطني. لو خسر “الخضر” المباراة النهائية من الكان أمام السينغال لخرج الجمهور الجزائري بقائمة طويلة من العيوب والمساوئ في تشكيلة بلماضي، ولكن الانتصار أخفى النقاط السوداء، والأكيد أنها موجودة في جميع خطوط المنتخب الجزائري الذي قدّم أمام السنغال مستوى دون المتوسط ولم يلعب سوى بالإرادة وبالرسم التكتيكي، إلى درجة أن بطل إفريقيا لم يستفد طوال المباراة سوى من ركنيتين، ولم يخلق أي فرصة سانحة ولم يوجه لاعبوه طوال المباراة سوى تسديدتين إحداهما ارتطمت بمدافع وسكنت مرمى الحارس السينغالي والثانية وجهها بلايلي في الشوط الثاني فارتطمت بمدافع وخرجت إلى الركنية، وهو مؤشر يدلّ على أن رحلة الألف ميل نحو مونديال قطر مازالت في بدايتها وأمام بلماضي ورشة عمل كبيرة.