في اعتراف مثير.. رئيس عمادة الأطباء: 50 بالمائة من حجاج هذا الموسم غير مؤهلين صحيا - الجزائر

في اعتراف مثير.. رئيس عمادة الأطباء: 50 بالمائة من حجاج هذا الموسم غير مؤهلين صحيا

“المعريفة” هي من تتحكم في اختيار البعثة الطبية كل سنة

أكد رئيس العمادة الوطنية للأطباء، بقاط بركاني، أن 50 بالمائة من الحجاج الجزائرين الذين أدوا مناسك الحج هذا الموسم غير مؤهلين صحيا، حيث إن أغلبهم من كبار السن ويعانون من أمراض مزمنة، مشددا على ضرورة فرض معايير صارمة أثناء الفحص الطبي المسبق للحجاج، قبل السماح لهم بالسفر، تفاديا لأي مضاعفات صحية أو وفيات. واستنكر المتحدث من جهة أخرى الطريقة التي تعتمدها السلطات الوصية في انتقاء أعضاء البعثة الطبية المؤطرة للحج، حيث إن بعض الاختيارات تعتمد على “المعريفة” والمحاباة بدل الكفاءة والتخصصات اللازمة، مشددا على ضرورة فرض معايير صارمة أثناء الفحص الطبي المسبق للحجاج، قبل السماح لهم بالسفر، تفاديا لحصيلة الوفيات التي ترتفع مع كل موسم.

وأوضح بقاط بركاني، رئيس عمادة الاطباء امس في تصريح لـ«البلاد”، أن أغلبية الحجاج الذين أدوا مناسك الحج هذا الموسم غير مؤهلين صحيا لذلك، حيث إنه لو تم تطبيق المعايير الصارمة للمراقبة الصحية للحجاج الجزائريين قبل مغادرتهم أرض الوطن باتجاه البقاع المقدسة خلال الكشف الطبي، فإن 50 بالمائة من الحجاج غير مؤهلين لأداء مناسك الحج، على اعتبار أنهم كبار في السن ويعانون من أمراض مزمنة، خاصة أمراض القلب والسكري وحتى مرض الزهايمر. وكان سيتم منعهم من السفر لو تم تطبيق الإجرءات الصحية. وأشار إلى أنه تم هذا الموسم تسجيل حالتين لمرض الزهايمر، رغم أن وضعهم الصحي لا يسمح لهم بأداء مناسك الحج. ورغم ذلك، فإنه يتم منح رخص للحجاج لأداء مناسك الحج، رغم أنهم مصابين بأمراض لا تؤهلهم للسفر كالأمراض العقلية والعضوية المزمنة الخطيرة تعاطفا معهم أو بحكم صلة قرابة، مشيرا إلى أنه تم هذا الموسم تسجيل 21 وفاة منها مصابين بأمراض القلب والزهايمر.

وبغرض تفادي أي تعقيدات محتملة لعمل البعثة الطبية أثناء المواسم المقبلة، وتخفيض عدد الوفيات، دعا رئيس العمادة بضرورة التزام معايير الصرامة أثناء الفحوصات المسبقة للحجاج، قبل الترخيص لهم بالسفر باتجاه البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج، مع ضرورة معاقبة أي تجاوزات قد تصدر من الأطباء الذين يغضون الطرف عن بعض الحالات المرضية الخطيرة ويسمحون لأصحابها بالسفر، بالرغم من علمهم بالمخاطر التي قد يتعرضون لها والتي قد تصل إلى الوفاة.

من جهة أخرى، أعاب الدكتور بقاط، على المشرفين على اختيار هوية الأطباء المشكلين للبعثة الطبية للحج، حيث أفاد بأن عملية الاختيار تعتمد في بعض الأحيان على أسس غير مهنية، على غرار المعريفة والمحاباة، ويتم اختيارها على أسس غامضة بعيدا عن الشفافية، الأمر الذي يتنافى مع أخلاقيات المهنة، مستدلا على اتهاماته بورود أسماء نفس الأطباء لمواسم عديدة، ولمدة اربع وخمس سنوات على التوالي.

علما أن الأمر يتعلق بمهمة رسمية تنطوي على العديد من الامتيازات، على غرار مصاريف المهمة، وأداء فريضة الحج. ودعا في هذا الشان المصالح المعنية إلى اعتماد الشفافية أثناء اختيار أفراد البعثة الطبية، مع مراعاة التخصصات المطلوبة بشدة بفعل تركيبة الحجاج الجزائريين المتميزة بتقدم سن اغلبيتهم، وإصابتهم بأمراض مزمنة متعددة.

هذا وارتفع عدد الوفيات في صفوف الحجاج الجزائريين إلى 21 شخصا، وفق آخر حصيلة بعثة الحج، حيث أكد رئيس البعثة الطبية محمود دحمان، أنّ المتوفاة امس الأول هي ساغي يامنة، عمرها 82 سنة من ولاية وهران ولفظت الحاجة أنفاسها الأخيـرة إثر سكتة قلبية أصابتها في بفندق الخزامة الواقع غرب المدينة المنورة. وحسب رئيس البعثة الطبية، المرحومة كانت تعاني من مرض القلب وقد خضعت من قبل لعملية زرع بطارية الحاجّة المتوفاة أكملت مناسكها وأصيبت بإرهاق بدني كبير، وكان من المفروض أن تعود لأرض الوطن يوم غد الأربعاء.