غابوا عن نهائيات كأس الجزائر: الحراك يُطارد رموز بوتفليقة لكنهم يرفضون الرحيل - الجزائر

غابوا عن نهائيات كأس الجزائر: الحراك يُطارد رموز بوتفليقة لكنهم يرفضون الرحيل

مع دخول الحراك الشعبي شهره الرابع، يُواصل المتظاهرون تضييق الخناق على بعض المسؤولين، بمنعهم من القيام بزيارات ميدانية لتفقد مشاريع أو حتى المشاركة في تجمعات شعبية وتظاهرات تمامًا كما حصل السبت الماضي، في نهائي كأس الجزائر التي غاب عنها الرسميون، في سابقة هي الأولى منذ استقلال البلاد، أي منذ انطلاق هذه المنافسة في موسم 1962-1963.

يعكس هذا المستجد اللافت، مدى تمسك الجزائريين بمطالبهم في التغيير وعدم القبول ببقاء وجوه نظام الرئيس بوتفليقة الذي غادر الحكم بعدما قضى فيه عشرين عامًا، غير أن الاتهامات الموجهة إليه بالوقوف وراء “إضعاف” مؤسسات الدولة وتمييع العمل السياسي والنقابي، و”وأد” المجتمع المدني، لا تزال تلاحقه لحد الآن، وستظل مادامت الجزائر لم تخرج من حالة الانسداد التي فرضتها ممارسات النظام الذي يبحث عن تجديد نفسه بكل الطرق ولو بتجاهل مطالب نصف الشعب الجزائري الذي خرج للساحات والشوارع منذ 22 فبراير.

والأكيد أن غياب الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح والوزير الأول، نور الدين بدوي عن مباراة نهائي كأس الجزائر لكرة القدم، التي انتهت بتتويج فريق “شباب بلوزداد” بلقبه الثامن، دليل قاطع على إدراك هؤلاء أنهم باتوا في حكم المغضوب عليهم، لكنهم يرفضون الاعتراف بذلك من خلال الاستمرار في مناصبهم، وتجاهل مطالب الشارع.

وبناءً على هذا المعطى، يتخوف عدة مراقبون للتطورات السياسية في البلاد، من أن يقود هذا الوضع – تعنت السلطة وعدم القبول بحلول الشارع- البلاد إلى طريق مسدود، لأن الشعب أبدى وعيًا غير مسبوق بالمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقه، ويطمح في رؤية مكاسب ميدانية لحراك 22 فبراير، بيد أن النظام يرفض كل المبادرات والحلول السياسية.