عقيد سابق في المخابرات لـ”TSA عربي”: لا أيادي داخلية ولا خارجية وراء حراك الجزائريين - الجزائر

عقيد سابق في المخابرات لـ”TSA عربي”: لا أيادي داخلية ولا خارجية وراء حراك الجزائريين

يتحدث العقيد المتقاعد شعبان بودماغ، الذي قضى 30 سنة في المخابرات الجزائرية، في دائرة مكافحة التجسس، لـ”TSA عربي”: “أن الحراك الشعبي في الجزائر عفوي وخرج من صلب الشعب، لا تحركه لا أياد أجنبية ولا أياد داخلية”.

وحرص العقيد ورفيق الجنرال الراحل لكحل عياط أن المسيرات الشعبية الحالية تختلف عن مسيرات التسعينات وأحداث أكتوبر 1988، التي يقول إنها كانت “مستغلة وتُحرك من وراء الجدران”، وعن موقف الجيش وإمكانية تدخله، فيستبعد العقيد ذلك، حيث قال: ” إن المؤسسة العسكرية ملتزمة بالدستور الذي يحدد مهامها بدقه”.

ويقول العقيد الذي تمرس في صفوف المخابرات الجزائرية، والذي قضى سنوات في أكبر عمليات ملاحقة للجواسيس في فرنسا والمغرب، سيما سنوات الثمانينات أن ما يميز الحراك الشعبي في الجزائر أنه “جاء من عمق المجتمع، ومس مختلف فئاته”، معتبرا أن “الشعب عاش الحقره، والآن يريد التنفس”، متأسفا مما أسماه ” حالة التسيب التي بلغتها الدولة بعدما انفردت السلطة ولسنوات طويله بالحكم”.

وأضاف “اليوم الشعب استفاق وعرف حقيقه هذه السلطة التي لا تعمل من أجل مصلحة الوطن، كيف تسير وتشتغل ولا يمكن لأحد أن يخفي عنه هذه الحقيقة”، مستغربا من خرجات وتصريحات نائب الوزير الأول ووزير الخارجية رمطان لعمامره ، الذي يكرر في كل تصريحاته عن عدم قبول التدخل في الشان الداخلي للجزائر، وهو يطير من عاصمة إلى أخرى من أجل طلب الدعم”.

ويصر الكولونيل خريج المدرسة الروسية على أن مسيرات التسعينات في عهد الفيس المحل وقبلها أحداث أكتوبر 1988 كلها كانت تحرك من وراء جدران وذات أهداف محددة .. على عكس المظاهرات الحالية التي هي عفوية”.

وعن إمكانية محاسبه المسؤولين وحضورهم للمحاكمة، قال شعبان بودماغ الذي تطالبه هيئات وجمعيات المجتمع المدني ليكون بديلا في المرحلة العصيبه الحالية كما أطلعنا عليه من بيانات مناشدة، “يمكن محاسبة هؤلاء إذا أراد الشعب ذالك فهو السيد” .

وعن تصوره للحل ، يقول ذات المتحدث أنه لابد من مرحلة انتقالية يقودها حكماء وعقلاء لضمان الانتقال السلس، لأن عملية الانتقال حساسة، على حد قوله، قبل أن يضيف أنه سيكون من الضروري ضمان الحفاظ على السيادة الوطنية وخاصة عملية استكمال عمل الاستقلال الوطني، من خلال واجب شهداء نوفمبر دون تقديم الأسماء”.

وعن تصريحات ممثلي الاتحاد الروسي حول ما يجري في الجزائر، قال العقيد ان روسيا دوله عظمى ولها تاريخ مشترك مع الجزائر، واعتقد انها تاخذ في كل موقفها كل هذا بعين الإعتبار”.

وعن الطريقه التي يفضل المشاركه بها في حل الأزمة الجزايريه، قال بودماغ” ان خبرتي وتجربتي واطلاعي على الملفات والمعلومات ومنها الخطيره جدا وأسرار الدولة خلال أداء مهامي يدفعني أن أكون ضمن الوطنيين ممن يفكرون في الخروج من الأزمة فعليا وخدمة بلدي”.

وبخصوص موقف الجيش الوطني الشعبي، أكد شعبان بودماغ أن الجيش سيبقى محايدا ويخضع للدستور وواجب حفظ أمن الوطن والشعب”، كما يشجع العقيد المتظاهرين ويعتبر ما يقومون به تعبير عن حق في الوجود والحياة”.

اقرأ المزيد