جمال بلماضي “يتفادى” الحديث عن تصفيات كأس العالم - الجزائر

جمال بلماضي “يتفادى” الحديث عن تصفيات كأس العالم

الكل يعلم بأن حلمه الأكبر لعب مونديال قطر في حضور عائلته
خلال الحوار المطوّل الذي أجراه الجمعة، الناخب الوطني جمال بلماضي مع القناة الإذاعية الوطنية، لم يترك جمال أي شأن كروي وأحيانا غير كروي إلا وتحدث عنه بكثير من التفصيل، وبالرغم من “الأنا” المبالغ فيها من المدرب الجزائري، إلا أن كلامه كان موزونا وحاول أن يبدو واضعا قدميه على الأرض، وهو يشبه كثيرا المدرب البوسني خاليلوزيتش من خلال الحديث عن منحه الفرصة للاعبين ليسوا في مفكرة أي كان، فقد قال ومازال خاليلوزيتش بأنه هو من اكتشف سليماني وفاجأ الناس به، وبأنه هو من عرّف العالم برياض محرز، ويتحدث جمال بلماضي عن مفاجأة الناس بيوسف بلايلي، وثقته في بن ناصر وغيره.

جمال بلماضي لم يلمّح إطلاقا عن أي مشاكل يعيشها، ولم يذكر فضل المحيطين به، واختصر سر النجاح في صرامته وفي بذل اللاعبين وصوّر نفسه بأنه قبل التحدي من تحويل المنتخب الجزائري الذي كان جثة هامدة وحالة مرضية ميؤوسا من شفائها كما تركه المدرب السابق رابح ماجر، إلى منتخب قوي يهابه كبار الكرة الأرضية وليس إفريقيا فقط، وهذا من أجل إسعاد الشعب الجزائري فقط، حسب كلام جمال بلماضي حرفيا.

المدرب الجزائري الذي حل تاسعا عالميا ضمن العشرة الكبار في الكرة الأرضية في عالم التدريب، حسب آخر تصنيف مختص، تحدث عن أهدافه وذكر بأن أبواب الخضر مفتوحة لكل من يتألق وبأنه اشترط على خير الدين زطشي حذف كلمة القائمة السوداء من قاموسه، وعن كأس أمم إفريقيا التي يجب الدفاع عنها بالتأهل لكان 2021 في الكامرون وبعد ذلك الدفاع عنها بتحضير الخلطة السحرية من خلال دراسة أجزاء وجزيئات اللعب في الكاميرون وما يحيط بها والمنتخبات المشاركة تماما كما فعل في مصر حيث لم يترك صغيرة إلا ومنحها من وقته رفقة طاقمه الفني الذي قاوم بدرجة أولى الطقس الحار من خلال التربص الذي أقيم في قطر قبل بداية الدورة الإفريقية.

جمال بلماضي تفادى عمدا الحديث عن تصفيات كأس العالم، أولا لأنه لا يعلم اسم المنتخبات الثلاثة التي ستواجه الجزائر في دور المجموعات، التي ستعرف في مصر في قرعة 21 جانفي 2020، وثانيا لأنه بدأ يُبعد الضغط عن لاعبيه، خاصة أن البعض منهم ومن الصحافة والجزائريين عموما صاروا يتحدثون عن بلوغ ربع نهائي أو نصف نهائي مونديال قطر 2022، والجزائر أمامها ثماني مباريات كاملة قبل تأهلها، ومهمة التأهل صعبة جدا ومعقدة خاصة في المباراة الفاصلة بعد دور المجموعات التي ستكون بالتأكيد مع أحد كبار القارة من بين منتخبات الصف الأول مثل الكامرون والسنغال والمغرب وتونس ومصر نيجيريا وكوت ديفوار، وكلنا نعلم صعوبة مواجهة هؤلاء لأن الخضر لم يفوزوا على كوت ديفوا في الكان الأخير إلا بضربات الجزاء وعلى نيجيريا بهدف من ضربة ثابتة في آخر أنفاس المباراة وعلى السينغال بصعوبة كبيرة جدا، ولن يجد الخضر أبدا الطريق مفروشا بالورود حتى ولو واجهوا منتخبا صغيرا جدا، لأن إرادة وشهية بلوغ المودنيال تتفتح مع بلوغ الدور التصفوي الأخير لدى الجميع.
كنا نعلم بأن جمال بلماضي يقطن رفقة عائلته الصغيرة في الدوحة، وكل محيطه حاليا من القطريين الذين منحوه مفتاح التدريب لأنديتهم الكبيرة ومنتخبهم الوطني، ومن غير المعقول أن يتابع جمال بلماضي مونديال يجري في البلد الذي يعيش فيه من المدرجات أو من التلفاز، لأجل ذلك فإن أول همّ وهدف بالنسبة لجمال بلماضي منذ أن استدعي لتدريب المنتخب الوطني، هو أن يكون معه في كأس العالم الحدث الفريد في دولة قطر، والهدف الثاني هو أن يحقق مشوارا عالميا بأن يكون أول منتخب عربي يصل الربع النهائي أو أول منتخب إفريقي يصل النصف النهائي وبعد ذلك يتطلع لأمور أخرى ويفتح صفحة جديدة مع عالم التدريب العالمي بالتطلع لتدريب فريق عالم كبير في فرنسا التي بدأ فيها الكرة ولعب لناديها الكبير مرسيليا أو إسبانيا حيث لعب لسيلتا فيغو، أو إنجلترا التي لعب لناديها الكبير حاليا مانشستر سيتي، عندما كان ينشط في الدرجة الثانية، مع الإشارة إلى أن جمال بلماضي عندما تنتهي منافسة كأس العالم في قطر في شتاء 2022 سيبلغ من العمر 49 سنة، وهي سن مبكرة وسن نضج بالنسبة لأي مدرب بإمكانه المواصلة بعد ذلك في أعلى مستوى عالميا لمدة عشرين سنة كاملة، ولن يتأتى ذلك إلا بالمشاركة في مونديال قطر والتألق فيه.

اقرأ المزيد