تنديد دولي واسع بالتدخل التركي في سوريا وتحذير من احتمال إعادة بعث نشاط الجماعات الإرهابية

الجزائر – توالت اليوم الخميس الإدانات العربية والدولية للتدخل العسكري التركي في شمال شرقي سوريا، الرافضة لما أسموه ب”العدوان” على سيادة الاراضي السورية، وسط تحذيرات من إمكانية إعادة بعث الخلايا النائمة لتنظيم بالدولة الاسلامية داعش (الارهابي).

وكان قد جاء إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأربعاء، عن بدء معركة “نبع السلام” التركية شرق الفرات شمال سوريا ضد تنظيمي “بي كا كا/ ي ب ك” و”داعش” الإرهابيين في شمال سوريا”، موضحا أن الهدف  منها يتمثل في “القضاء على الممر الإرهابي المراد إنشاؤه قرب حدودنا الجنوبية، وإحلال السلام في تلك المناطق”.

وأمام هذا الوضع، جددت الحكومة السورية موقفها الرسمي “الرافض لأي هجوم تركي على أراضيها”، يستعد مجلس الامن الدولي لعقد جلسة طارئة مغلقة اليوم لتدارس هذه العملية العسكرية الواسعة النطاق.

وأدانت دمشق ب”أشد العبارات النوايا العدوانية للنظام التركي والحشود العسكرية على الحدود السورية”، مؤكدة أنها تشكل انتهاكا فاضحا للقانون الدولي.

وقالت إن سوريا تذكر أنه في حال إصرار تركيا على عمليتها فإنها تضع نفسها “بمصاف المجموعات الإرهابية والعصابات المسلحة ويفقدها بشكل قاطع موقع الضامن في عملية أستانا” وذلك يوجه ضربة للعملية السياسية برمتها.

وكانت الجزائر من الدول العربية السباقة التي أعربت عن “رفضها المبدئي القاطع” المساس بسيادة الدول في جميع الظروف والأحوال.

وجددت في بيان لوزارة الشؤون الخارجية “تضامنها الكامل” مع دولة سوريا الشقيقة وحرصها على سيادتها وسلامة أراضيها ووحدتها الترابية.


إقرأ أيضا : تركيا / سوريا: مجلس الأمن الدولي يعقد اجتماعا عاجلا اليوم الخميس


ومن جهتها أعربت العربية السعودية على لسان مصدر مسؤول بوزارة الخارجية عن إدانة المملكة للعدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا، معتبرا ذلك “تعديا سافرا على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية”.

بدورها، أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة ب”أشد العبارات العدوان العسكري التركي على سوريا”، حيث قال بيان لوزارتها  للخارجية والتعاون الدولي إن هذا العدوان “يمثل تطورا خطيرا واعتداء صارخا غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي، ويمثل تدخلا صارخا في الشأن العربي”.

كما وصفت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، الهجوم التركي “بالاعتداء الصارخ” على سيادة سوريا ودعت لعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية لبحث تلك التطورات وسبل العمل على الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة شعبها وسلامة أراضيها.

وأكدت مصر على مسؤولية المجتمع الدولي، ممثلا في مجلس الأمن، في التصدي لهذا التطور بالغ الخطورة الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين، ووقف أية مساعٍ تهدف إلى احتلال أراض سورية أو إجراء “هندسة ديمغرافية” لتعديل التركيبة السكانية في شمال سوريا.

وطالبت الأردن تركيا بضرورة “وقف هجومها على سوريا فورا وحل جميع القضايا عبر الحوار في إطار القانون الدولي”، مؤكدة من خلال  وزير خارجيتها أيمن الصفدي رفض أي انتقاص من سيادة سوريا، وإدانة كل عدوان يهدد وحدتها.

كما شدد الاردن على أهمية حل الأزمة بشكل سياسي بما يحفظ وحدة سوريا وتماسكها وحقوق مواطنيها ويخلصها من الإرهاب وخطره.

أما العراق، فقد إعتبر رئيسها، برهم صالح،  التوغل التركي العسكري في سوريا “تصعيدا خطيرا” وقال إن ذلك “سيسبب كارثة إنسانية، ويقوي الجماعات الإرهابية” داعيا “العالم إلى أن يتحد لتفادي هذه الكارثة”.

وبدورها أدانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش التركي شمالي سوريا، معتبرة هذا “عدوانا على دولة عربية شقيقة واحتلالا لأرض سورية، وتعريض أهلها للقتل والتهجير والنزوح”.

من جانبها، أعلنت الخارجية الكويتية أن العمليات العسكرية التركية شمال شرق سوريا تهديد مباشر للأمن والاستقرار في المنطقة وتصعيد يقوض فرص الحل السياسي.  البحرين بدورها أدانت بشدة الهجوم التركي ووصفته بأنه يعد انتهاكا مرفوضا لقواعد القانون الدولي واعتداء على سيادة سوريا ووحدة أراضيها.

 

         == دعوة أوروبية لعقد جلسة طارئة لمجلس الامن الدولي ==

 

ذهبت العديد من الدول الاوروبية على راسها كل من  بلجيكا وفرنسا وألمانيا وبولندا والمملكة المتحدة، لتقديم طلب لعقد اجتماع طارئ مغلق لمجلس الأمن، اليوم الخميس، لبحث تداعيات العملية العسكرية التركية في سوريا.

وطالب، في هذا السياق، رئيس الاتحاد جان كلود يونكر تركيا، بوقف عمليتها العسكرية ضد المسلحين الأكراد في شمال سوريا، قائلا لأنقرة إن الاتحاد لن يدفع أموالا لإقامة ما يسمى بـ”المنطقة الآمنة” في شمال سوريا.

وقال السيد يونكر من داخل البرلمان الأوروبي: “أدعو تركيا وغيرها من الأطراف إلى التصرف بضبط نفس ووقف العمليات التي تجري حاليا”.

واعتبر وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، أن تركيا “تخاطر عمدا بزعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر وبإعادة داعش” من خلال هجومها على شمال شرق سوريا، مشيرا إلى أن برلين “ستدعو تركيا إلى إنهاء هجومها والسعي لتحقيق مصالحها الأمنية بشكل سلمي”.

وحثّ أمين عام حلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، تركيا على عدم التسبب في “مزيد من زعزعة استقرار المنطقة” عبر تحركاتها العسكرية في شمال سوريا.


إقرأ أيضا : الجزائر تتابع ب “انشغال بالغ” للأحداث “الخطيرة” الحاصلة في شمال سوريا


أما الخارجية الهولندية فقد استدعت السفير التركي لإدانة هجوم انقرة على القوات الكردية في شمال سوريا، بينما جاء جاء الموقف البريطاني من خلال وزير الخارجيو، دومينيك راب، الذي قال إن لديه “مخاوف بالغة” بشأن الهجوم التركي على شمال شرق سوريا، مضيفا في بيان له، إن “المخاطر تتضمن زعزعة استقرار المنطقة، وتفاقم المعاناة الإنسانية وتقويض التقدم الذي أُحرز في مواجهة داعش، وهو ما يتعين أن نركز جميعا عليه”.

وفي باريس، ندد وزير الخارجية الفرنسي جان-ايف لودريان “بالعملية الأحادية التي أطلقتها تركيا في سوريا”، قائلا إنها “يجب أن تتوقف”، مبرزا ان هذه العملية من شأنها “تقويض الجهود الأمنية والإنسانية للتحالف ضد داعش، وقد تؤدي إلى الإضرار بأمن الأوروبيين”.

من جانبه، حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تركيا من استمرار الهجوم على سوريا قائلا إن الهجوم “فكرة سيئة” لا تدعمها الولايات المتحدة، ودعا أنقرة إلى حماية الأقليات الدينية.

وفي رده على العدوان كشف العضوان في مجلس الشيوخ الأميركي، الجمهوري ليندسي غراهام والديموقراطي كريس فان هولن، عن اقتراح يهدف إلى معاقبة تركيا بشكل صارم إذا لم تسحب قواتها من سوريا.

ويفرض هذا الاقتراح على إدارة الرئيس دونالد ترامب تجميد الأصول العائدة لأعلى المسؤولين الأتراك في الولايات المتحدة، بمن فيهم أردوغان.

اقرأ المزيد