بلماضي يرفع من وجود المحليين في المنتخب الجزائري - الجزائر

بلماضي يرفع من وجود المحليين في المنتخب الجزائري

سجلوا خمسة أهداف من مجموع خمسة أمام زامبيا
أهم شيء قام به المدرب جمال بلماضي منذ تولّيه العارضة الفنية للخضر هو أنه أذاب الفرق الموجود بين لاعبي المدرسة الفرنسية والمحليين، بل إن نسبة المحليين ارتفعت وصارت في بعض الأحيان تتفوق على نسبة القادمين من فرنسا ومن مدارسها، كما حدث في الكان وخاصة في مباراة زامبيا الأخيرة التي سجل فيها المنتخب الجزائري خماسية كانت جميعها بأقدام ورؤوس اللاعبين القادمين من الدوري الجزائري المحلي الذي وصفه جمال بلماضي في أول ندوة صحفية له بالضعيف جدا، الذي لا يقدم اللاعبين الموهوبين، ولكنه في الفترة الأخيرة تراجع وصار يطلب من المحليين الاحتراف في سن مبكرة كما نصح آدم زرقان لاعب بارادو وابن النجم السابق لوفاق سطيف مليك زرقان.

في مباراة زامبيا قصف الخضر بخماسية كاملة، والغريب، أن الأهداف الخمسة سجلها اللاعبون القادمون من الدوري الجزائري وهم رامي بن سبعيني وهلال سوداني ويوسف بلايلي وبغداد بونجاح في مناسبتين، والأغرب أن التمريرات الحاسمة كانت كلها صناعة من المحليين إلا تمريرة رياض محرز في الهدف الخامس حيث قدّم بلايلي كرة الهدف الأول من ركنية وتسبّب نفس اللاعب في ضربة الجزاء التي جاء منها الهدف الثاني، ومرّر يوسف عطال تمريرة الهدف الثالث، وكان إسلام سليماني وراء الهدف الرابع من قدم هلال سوداني، أي من عشر تمريرات وأهداف لم تكن للمدرسة الفرنسية سوى تمريرة رياض محرز في آخر هدف.

جمال بلماضي مقتنع بوجود خمسة لاعبين أساسيين في التشكيل من المحليين، وهي نسبة تقارب النصف وهم يوسف عطال ورامي بن سبعيني وجمال بلعمري في الدفاع ويوسف بلايلي وبغداد بونجاح في الهجوم، وحتى عندما قام بالتغييرات أدخل لاعبين اثنين من المحليين وهما إسلام سليماني وهلال سوداني، وقدموا جميعا مباراة كبيرة في الوقت الذي تراجع فيه أداء بعض لاعبي المدرسة الفرنسية في صورة سفيان فيغولي، أي إن نسبة المحليين في بعض أطوار المباراة تفوقت على نسبة المتخرجين من المدرسة الفرنسية، وتبقى المشكلة الكبيرة هي أن اللاعبين المحليين يفضلون اللعب من أجل المال أولا ويختارون الخليج العربي، ويرفضون المغامرة أو الكفاح في أوربا، وكلنا نعلم بأن غالبيتهم بإمكانهم اللعب في فرق أوروبية محترمة في صورة بلايلي وبونجاح وبلعمري.

لا يمكن للاعبي الدوري الجزائري أن يحلموا بفترة وبفرص مثل التي تهيأت مع جمال بلماضي، بالرغم من أن جمال يفضل انتقالهم إلى أي دوري كان وبسرعة، حتى ولو إلى الدوري التونسي ليتحصلوا على تأشيرة الانضمام إلى الخضر، وفي الندوة الصحفية الأخيرة عندما تحدث عن آدم زرقان قال بأنه يتمنى له الاحتراف في أقرب الآجال من دون تحديد الوجهة، وكأن بلماضي لا يرى في بارادو فريقا كبيرا ومحترفا وهو ملك لرئيس الاتحاد الجزائري خير الدين زطشي، ولم يحدث أن نصح جمال بلماضي يوسف بلايلي عندما كان يلعب في الترجي التونسي بالانتقال إلى أوربا، ما يجعل الشعور قائما على كون بلماضي ليس ضد اللاعبين المحليين ولكنه ضد الدوري الجزائري الذي يفضل عليه أي دوري آخر في آسيا والمغرب العربي، وربما يرجع ذلك إلى انعدام الملاعب في الجزائر كما لاحظ ذلك جمال بلماضي.

استدعاء عبد اللاوي ودرفلو في فترات سابقة وإمكانية الاعتماد مستقبلا على نعيجي وبن خماسة وغيرهما من اللاعبين الجزائريين الذين تنقلوا إلى أوربا ويلعبون مع أندية متواضعة جدا وفي دوريات متوسطة، وحتى في الدرجة الثانية كما كان الشأن مع حلايمية قد يُحدث خلال الموسم القادم نزيفا كبرا في الدوري الجزائري، حيث سيحاول العديد من اللاعبين التضحية بالبحبوحة المالية التي يعيشونها حاليا مع أندية جزائرية تدفع من أموال الدولة الملايير من دون أن تشترط على اللاعبين البذل والعطاء وسيتنقلون إلى أندية متواضعة في البرتغال وسويسرا التي لا تدفع المال الكثير وتجعل اللاعب مغتربا بأوراق إقامة سليمة وفقط.

يتقاضى حاليا لاعب برادو السابق وهداف الدوري الجزائري في نسخته السابقة نعيجي ما يقل عن مئة مليون سنتم في ناديه البرتغالي ولو قبل بعرض اتحاد العاصمة أو القبائل لنال ضعفي هذا المبلغ، كما أن الحالة المادية لدرفلو في ناديه الهولندي سيئة مقارنة بما كان يتقاضاه مع فريقه السابق اتحاد العاصمة، وكل هذا من أجل الحصول على فرصة الانضمام إلى الخضر التي قد تُنال من الخليج العربي أو من أحد أندية تونس التي لا يضع أمام جمال بلمضي أي خط أحمر، بدليل أن التشكيلة الأساسية التي فازت على زامبيا ضمت خمسة لاعبين ينشطون في الخليج العربي وهم مبولحي وبلعمري وقديورة وبونجاح وبلايلي، وهو رقم كبير جدا.