انتظار يوم كامل لسحب الأموال من البريد - الجزائر

انتظار يوم كامل لسحب الأموال من البريد

طوابير.. فوضى في الأيام الأولى من رمضان
تواصل إقبال المواطنين على مراكز البريد خلال الأيام الأولى من الشهر الفضيل، لسحب مرتباتهم الشهرية وأموالهم كي يتمكنوا من شراء مستلزمات عائلاتهم، ومع أن هذه الفترة من الشهر تخف فيها الحركية، إلا أن حلول شهر رمضان وتسبيق الكثير من المؤسسات مرتبات موظفيها تسببا في ازدحام مراكز البريد.

لم يختلف المشهد في مراكز البريد وملحقات البلديات المحتوية على مكاتب تابعة لها أمس، عما كان عليه عشية رمضان، فقد استمر المواطنون في التردد عليها لسحب أموالهم بأعداد كبيرة وتوقع العاملون في هذه المؤسسات استمرار العمل بهذه الوتيرة خلال الأسبوع الأول ليخف بعدها في الأسبوع الثاني، ويعاود الارتفاع من جديد بصب رواتب المتقاعدين وتقديم أجور بعض الأسلاك المهنية عشية عيد الفطر السعيد، وهو الأمر الذي سيضطرهم للعمل بعد الفطور، كما يعولون على المراكز البريدية المتنقلة للتخفيف من الضغوطات المرتقبة.

الصرّاف الآلي لمن استطاع إليه سبيلا
وخلال جولة قادتنا لكل من المركز البريدي لحسين داي، الحامة، وباش جراح، وقفنا على الازدحام الشديد والضغط الرهيب الذي يعيشه عمال هذه المؤسسة من قبل المواطنين المترددين عليها والذين زادهم الصيام قلقا وإرهاقا، فأمام الصرّاف الآلي اصطف عشرات المواطنين، مشكّلين طوابير ينتظرون أن يحين دورهم لسحب معاشاتهم، فهو طوق النجاة بالنسبة إليهم حتى ولو أنه معطل أو لا يحتوي على نقود في بعض الأحيان، وهو ما صارحنا به بعض العمال الذين صبت أجورهم يوم الجمعة الماضية، فبفضله استطاعوا سحب أجورهم والتوجه للأسواق لشراء مستلزمات الشهر الفضيل. وأكد لنا الكثير من المواطنين بأن الوقوف في طابور الصرّاف الآلي، هو أفضل وأرحم بكثير من الانتظار في الداخل نظرا للأعداد الكبيرة وتماطل بعض الموظفين في أداء مهامهم.

اقتناء تذكرة الانتظار في الصباح وسحب الأموال في المساء
وعند ولوجنا للمراكز البريدية تفاجأنا بتجاوز الرقم 300 وقد علمنا بأن السواد الأعظم من مرتادي المراكز البريدية يفضلون الحصول على التذاكر ثم يتوجهون للتسوق وقضاء حاجياتهم، ليعودوا باقتراب دورهم في الطابور والأمر يصل إلى ساعات متأخرة من المساء. وفي الوقت الذي أخذنا فيه مكاننا لنرصد الحركة في المركز، شرعت إحدى المسنات ودون أي مقدمات في الحديث عن مشقة الترقب التي تستهلك الكثير من طاقتها، وهي المسنة لذا بات من الضروري -حسبها- على مؤسسة بريد الجزائر تخصيص مكاتب للمسنين حتى يسحبوا أموالهم من دون الوقوف في الطابور.

مواطنون يعودون من دون سحب أموالهم
بينما أكدت لنا إحدى المواطنات بأنها قدمت يوم السبت على الثامنة صباحا للمركز البريدي، ولم تتمكن من سحب مرتبها نظرا للأعداد الكبيرة التي توافدت قبل أن يفتح المركز أبوابه، فالطوابير كانت في الخارج أما بعد افتتاحها فكان الوضع لا يطاق لذا فضلت العودة في أول أيام رمضان، بعدما اعتقدت أن الطوابير ستخف لكن المشاهد ذاتها تكررت، فبعض المواطنين بحسبها يتعمدون خلق الفوضى، فهم يتنقلون من المركز البريدي القريب من مقر سكناهم لآخر يبعد عنهم بعشرات الأمتار لأسباب واهية، كعدم رغبتهم في مقابلة جيرانهم صدفة أو لقرب مركز البريد من السوق وهو ما يخلق زحاما في بعض المراكز ويجعل أخرى خالية.
وتكررت صور الازدحام في الملحقات البلدية المحتوية على مراكز بريدية، ومع أن هذه الأخيرة تعاني من انقطاع مستمر في الأنترنيت وتأخر في جلب الأموال مرات أخرى، لكن هذا لم يمنع المواطنين من الاقتراب منها وترقب هلال استئناف العمل بها لعل الحظ يحالفهم ليقتنوا حاجيات أول أيام الشهر الفضيل. ودعا غالبية المواطنين مؤسسة بريد الجزائر لتخصيص صراف آلي على مستوى البلديات وكذا الملحقات التابعة لها، حتى يخف الازدحام على المراكز البريدية.