المكونة المسلمة تتضامن مع المسيحيين بفرنسا - الجزائر

المكونة المسلمة تتضامن مع المسيحيين بفرنسا

تجند الفرنسيون و بعض بلدان العالم في اليوم الموالي من  الحريق المهول الذي التهم بصفة كاملة  سقف و برج رمز التراث الفرنسي لكاتدرائية نوتر دام بباريس مساء الإثنين الأول، من اجل جمع التبرعات و المساعدات المالية لإعادة بناء الكاتدرائية من جديد في اقرب وقت ممكن مثلما وعد به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدى وقوفه على الحريق بجادة نوتر دام ،حيث تدفقت التبرعات مباشرة قبل الانتهاء من عملية جرد الخسائر الذي تكبدتها الكاتدرائية.

وتهاطلت التبرعات الأولى من قبل الفرنسيين ساعات بعد اخماد النيران لتليها المساعدات المالية التي تقدمت بها البلديات و النواحي و المقاطعات و أصحاب الماركات العالمية اذ تبرعت عمدة بلدية باريس آن إيدالغو بغلاف مالي قدره 50 مليون أورو ،معلنة بأنها ستطلق ندوة دولية كبيرة للمتبرعين من اجل جمع الميزانية الكافية لإعادة إحياء الكاتدرائية فيما تبرعت رئيسة ناحية ايل دو فرانس “فاليري بيكريس ” بمبلغ 10 ملايين أورو لتتقدم المؤسسات الكبرى التابعة لأثرياء فرنسا و أصحاب الماركات العالمية بمساعدات مالية عادلت 200 مليون أورو كما هو الحال بالنسبة لمجمع لويس فويتون”ألفي إم أش” للحقائب الفاخرة و صاحب جريدة لو باريزيان إلى جانب مجمع لوريال لعائلة بيتونكور  بالإضافة الى تبرعات ب 100 مليون أورو بالنسبة لشركة توتال واحد رجال أعمال و كذا مبالغ 10 ملايين أورو تقدمت بصرفها بعض العائلات الثرية من بينها زوج أمريكي و شركة بويغ المالكة للقناة الأولى الفرنسية،فضلا عن العديد من المبادرات و المساعدات التي وعدت بتقديمها مختلف البلديات الفرنسية و نواحيها و مقاطعاتها و كذا الشركات الكبرى على رأسها شركة الخطوط الجوية الفرنسية التي وعدت بنقل كل الفاعلين المساهمين في إعادة بناء الكاتدرائية مجانا بعدما أعلنت عن وضع نظام لجمع الأموال خاص بزبائنها.

ومن جهة أخرى تضامنت المكونة المسلمة بفرنسا بقوة مع نظرائهم المواطنين الفرنسيين المسيحيين حيث قال رئيس مؤسسة إسلام فرنسا انه ليس من الغريب رؤية موجة التضامن بين المسلمين و المسيحيين و غيرهم  بفرنسا في هذا المصاب الجلل معتبرا إياها بالطبيعية خاصة بين الديانات التي توحد اسم الله و الديانات السماوية في العائلة الإبراهيمية .وتأسف المفكر الدكتور غالب بت الشيخ للتراجيديا التي مست الكاتدرائية التي تعد رمزا دينيا ،روحيا ومن التراث الفرنسي و الإنسانية جمعاء.

أما رئيس دار الثقافة الإسلامية بباريس الإمام عبد العالي مأمون فقد عبر عن تضامنه لكل المسيحيين و غيرهم من الفرنسيين عقب هذه المأساة الأليمة  التي لحقت بالرمز الديني و الروحي نوتر دام بباريس مستدلا بالآية 40 من سورة الحج التي ساوى فيها المولى عز و جل بين كل المعابد التي يذكر فيها اسم الله و ان الإسلام يولي رعاية شديدة للمقدسات بمختلف الديانات التي تعبد الله فضلا عن ان المولى عز جل امر رسوله في حقبة الجهاد ان لا تحرق المعابد و ان لا تنهك حرمتها و ان لا يقتل العباد بداخلها.

و تضاعفت بيانات التضامن من طرف مختلف التمثيليات المسلمة بفرنسا التي استلمت الخبر نسخ منها بينها المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الجهوي بستراسبورغ الذي أعلن عن تضامنه و دعمه المعنو و المادي حسب قدرته،و الامر سيان بالنسبة لاتحاد مساجد فرنسا الذي دعا مسلمو فرنسا مع حلول شهر رمضان الفضيل شهر التقاسم و التضامن ان يتقدموا بما كان في استطاعتهم للمساهمة في إعادة بناء كاتدرائية نوتر دام رمز  التراث الفرنسي الروحي.