المسيرات الشعبية في الجمعة ال19 : تمسك بالتغيير الجذري والتفاف حول وحدة الشعب والوطن

 

الجزائر- خرج المواطنون مجددا في مسيرات شعبية بالعاصمة وذلك للجمعة ال19 على التوالي, معبرين عن تمسكهم بمطلب التغيير الجذري ورحيل جميع رموز النظام, في وقت تشهد فيه الساحة السياسية مبادرات للخروج من الازمة, كالندوة الوطنية للحوار المقررة يوم 6 يوليو المقبل.

ومثلما جرت عليه العادة, فقد بدأ المواطنون يتجمعون منذ الصباح على مستوى ساحات وشوارع العاصمة التي اعتادوا التجمهر بها منذ بداية الحراك الشعبي في 22 فبراير الماضي, على غرار الفضاءات المحاذية لساحة البريد المركزي و شارعي العقيد عميروش و زيغود يوسف, مؤكدين على وحدة الشعب الجزائري ومناهضة الجهوية, ومجددين  المطالبة برحيل كل رموز النظام وإرساء دولة العدل والقانون ومحاربة الفساد والفاسدين.

ولم تثن درجة الحرارة المرتفعة المتظاهرين على الوفاء لموعد الجمعة, حاملين الشعارات التي دأبوا على رفعها مثل “السلطة للشعب” و”دولة مدنية” و “جيش-شعب خاوة خاوة”, مشددين في ذات الوقت على سلمية المسيرات الشعبية.

كما تم بالمناسبة رفع لافتات برزت مؤخرا في اوساط المتظاهرين وعكست تفاعلهم مع ما يجري في الساحة السياسة الوطنية من مستجدات من بينها “لا لتقسيم وحدة الشعب  والوطن” و “تطبيق المادة 7 و8 من الدستور” و”رئاسيات شفافة تحت اشراف لجنة مستقلة”.

وواصلت المسيرات كذلك تشبثها بمطلب “محاسبة ومعاقبة الفاسدين وناهبي المال العام” مع التشديد على ضرورة “استرجاع أموال الشعب”, في وقت جاءت مسيرات الاسابيع الاخيرة متزامنة مع التحقيقات التي باشرتها العدالة في حق العديد من المشتبه في تورطهم في قضايا ذات صلة بالفساد من مسؤولين سابقين ورجال اعمال.

ومن جهة اخرى, لم تغب عن مسيرات هذه الجمعة التي سجلت حضورا أقل مقارنة بسابقاتها وجرت سط تعزيزات أمنية مشددة, المظاهر الاحتفالية المعتادة كالتوشح بالراليات والالوان الوطنية وترديد الاناشيد ورفع صور زعماء ثورة اول نوفمبر في إشارة تبرز تمسك الجزائريين بتاريخ بلادهم ورموزها.

للإشارة, فقد تم تسجيل بعض المناوشات بين عدد من المتظاهرين ورجال الامن, خاصة على مستوى شارع حسيبة بن بوعلي, مع توقيف العديد من الأشخاص, خاصة على مستوى ساحة البريد المركزي وشارع ديدوش مراد, أغلبهم بسبب محاولة المساس بالأمن العام, فيما أوقف آخرون بسبب رفع رايات أخرى غير الراية الوطنية, حسب ما لاحظه صحفيو “وأج”.

وحسب مصدر أمني, فإنه قد تم إطلاق سراح أغلب الموقوفين الذين تم إخضاعهم لعملية مراقبة باستثناء الذين ثبت حملهم لأسلحة بيضاء أو ضبطت بجوزتهم مواد محظورة, حيث سيتم تقديمهم لاحقا أمام العدالة.

يذكر أن نائب وزير الدفاع الوطني, رئيس اركان الجيش الوطني الشعبي, الفريق أحمد قايد صالح, كان قد حذر, خلال زيارته  للناحية العسكرية الثالثة ببشار, من اختراق المسيرات الشعبية ورفع رايات أخرى غير الراية الوطنية, مؤكدا أن “للجزائر علم واحد استشهد من أجله ملايين الشهداء”.

كما جدد الفريق قايد صالح في كلمة توجيهية بالأكاديمية العسكرية لشرشال تعهد المؤسسة العسكرية ب”مرافقة مسار الشعب في تحقيق أماله وتطلعاته المشروعة”, مشيرا الى ان “الخروج بأي شكل من الأشكال عن السياق الدستوري يعني الوقوع في احتمالات غير محمودة العواقب, أي الوقوع في الفوضى”.

وكعادتهم, شرع المتظاهرون في إخلاء أماكن التجمهر في حدود الساعة الخامسة, فاسحين المجال لشباب متطوع لتنظيف الأماكن في صورة تبرز روح المواطنة والتضامن التي مافتئت تطبع هذه المسيرات منذ بدايتها.