المحامون يشلون المحاكم دعما للحراك الشعبي - الجزائر

المحامون يشلون المحاكم دعما للحراك الشعبي

تجمعوا أمام المحاكم والمجالس القضائية بشعارات “ترحلون ترحلون”
باشر المحامون المنضوون تحت لواء الاتحاد الوطني لمنظمات المحامين عبر الوطن، عملية مقاطعة العمل القضائي، والذي يستمر لأربعة أيام كاملة، تنديدا منهم بقرار الدعوة إلى تنظيم انتخابات رئاسية، وشهد اليوم الأول من المقاطعة تأجيلا لجميع القضايا المعروضة على محاكم الوطن، ما عدا تلك التي لم يؤسّس فيها المحامون.
لبّى رجال الجبة السوداء عبر الوطن، نداء الاتحاد الوطني لمنظمات المحامين الداعي إلى مقاطعة العمل القضائي ابتداء من يوم الأربعاء ويستمر حتى 17، 22 أفريل الجاري، مع تنظيم وقفات احتجاجية يومي 17 و21 أفريل على الساعة العاشرة صباحا.

قضاة يعالجون الملفات رغم مقاطعة المحامين

“الشروق” تنقلت إلى مجلس قضاء الجزائر برويسو، الأربعاء، حيث شرع المحامون في التوافد على المكان منذ الصبيحة، مُفضلين الوقوف خارج مقر المجلس.
وقرّروا مقاطعة العمل القضائي لأربعة أيام كاملة، حيث تتأجل جميع القضايا التي تأسّس فيها رجال الجبة السوداء “المقاطعون” إلى ما بعد 22 أفريل الجاري.
واصطف عشرات المحامين رجالا ونساء مرتدين زيهم الرسمي، على سلالم المدخل الرسمي لمقر مجلس قضاء الجزائر برويسو، وهم يحملون الرايات الوطنية من مختلف الأحجام، ويهتفون بتشكيل الدولة الديمقراطية، وذهاب رموز النظام السابق، ومحاكمة المفسدين، ومؤكدين بأن المحامين مصطفون إلى جانب حراك الشعب السلمي، إلى أن يتم تحقيق جميع مطالبه.
ومن بين الشعارات التي رددها أصحاب الجبة السوداء “لا انكسار لا انهزام محامون إلى الأمام” و”ترحلون ترحلون.. بالقانون ترحلون، وبالدستور ترحلون وبالدفاع ترحلون”.

مساندة المتظاهرين الموقوفين في الحراك

واستنكر محامون تحدثت معهم “الشروق”، عدم تأجيل القضاة بمجلس قضاء الجزائر بعض الملفات القضائية المبرمجة لنهار الأربعاء، خاصة تلك التي لم يتأسس فيها محامون للدفاع عن المتهمين، حيث فضل القضاة الفصل فيها وعدم تأجيلها. حيث رأى بعض المحامين، أنه كان على القضاة مساندتهم، ومقاطعة العمل القضائي، وهو ما جعل محاميا يصرح غاضبا “بعض القضاة عالجوا القضايا…زكارة فينا”.
وتقدّم المحامي والناشط الحقوقي مصطفى بوشاشي، المحتجين حيث ألقى كلمة، أكد فيها على ضرورة استمرار الحراك الشعبي السلمي، وبأنه على كل شخص أن يمتلك إحساسا ووعيا بهذا الحراك وبـ”ثوار الحراك” والذي وصفه بأعظم حراك في تاريخ الأمة والشعب الجزائري، مؤكدا أن دور المحامين هو الانضمام ودعم الاحتجاجات السلمية، ولذلك “يجب أن لا يتوقف هذا الحراك السلمي، وأن تكون لدينا مسؤولية تاريخية حتى يذهب النظام بجميع رموزه” على حد تعبيره.
وأضاف بوشاشي الذي أطلق على الحراك السلمي تسمية “ثورة الابتسامة التي شرفت الوطن”، بالقول “نحن في وسط الطريق، وهذا النظام زوّر صوت الأمة، وسنسعى لإنشاء دولة ديمقراطية، لتحرير الأرض والإنسان “، مؤكدا على مساندة المحامين للمتظاهرين الموقوفين عبر جميع المحاكم، والترافع لصالحهم أمام القضاة.

تنديدات باستعمال الغاز المسيل للدموع

وختم بوشاشي كلمته، بالتشديد على منظمة المحامين لإصدار بيانات وفتح قضايا وشكاوى عبر المحاكم، لغرض استرجاع أموال الشعب التي “تم تهريبها، والضغط على القضاة ووكلاء الجمهورية لتحريك الدعاوى العمومية”.
أما المحامي يخلف الشريف، والذي ألقى كلمة نيابة عن نقيب منظمة المحامين للعاصمة، عبد المجيد سيليني، أكد خلالها أن منظمة المحامين لمجلس قضاء العاصمة، تعتبر أول منظمة خرجت للشارع وشاركت في الحراك السلمي، مضيفا “نحن نقف بجانب الشعب وإرادته”، منددا بما وصفها “جريمة ضد الإنسانية” والمتمثلة في استعمال الغاز المسيل للدموع ضد الأطفال والنساء وكبار السن خلال مسيرة الجمعة الفارطة، حيث قال “نحن كمحامين لن نسكت عن ذلك”. وقال “هيئة الدفاع هي صوت الشعب وسنواصل الاتحاد مع هذا الشعب”.

قالوا إن إرادة الشعب تطبق ولا تناقش
أصحاب “الجبة السوداء” في مسيرات حاشدة بالولايات
نظم العشرات من المحامين، الأربعاء، اعتصاما أمام قصر العدالة لبجاية، للمطالبة برحيل بقايا النظام، بما يسمح ببناء دولة القانون والحريات التي ينادي بها الشعب الجزائري من خلال حراكه، حيث أكد مرة أخرى محامو ولاية بجاية وقوفهم الدائم إلى جانب الشعب إلى غاية بناء دولة القانون والحريات.
كما نظم الأربعاء، محامو نقابة البليدة وقفة احتجاجية، على مستوى مجلس قضاء البليدة، معلنين عن مقاطعتهم الجلسات والعمل القضائي لمدة أربعة أيام بدءا من تاريخ 17 أفريل الجاري.
وحسب مصادر “الشروق” فإن الوقفة الاحتجاجية جاءت استجابة لبيان الاتحاد الوطني لمنظمات المحامين، والذي جدد دعمه للحراك الشعبي، كما استنكر ما وصفه بالعنف الممارس ضد المتظاهرين السلميين.
من جهتهم، وصف محامو تيزي وزو، تنصيب وال “غير شرعي” للولاية في هذه المرحلة الحساسة، بالتحرش ومحاولة ضرب استقرار المنطقة، منددين بمحاولات كسر الحراك “عبر غرس الفتن والتركيز على سياسة التفرقة بين أبناء الشعب الواحد”. وخرج أمس مئات المحامين بولاية تيزي وزو في مسيرة سلمية جابت شوارع المدينة، رافعين خلالها شعارات مناهضة للنظام، ومطالبين بتكريس إرادة الشعب التي قالوا أنها تطبق ولا تناقش. وبخصوص محاولات كسر الحراك باستثمار الجهوية، قال هؤلاء إن منطقة القبائل كانت ولا تزال حصن النضال السلمي وتتمسك بانتمائها للوطن.. وفي برج بوعريريج، نظم أصحاب الجبة السوداء وقفة أمام مجلس القضاء لولاية برج بوعريريج لتجديد دعمهم ومساندتهم للحراك الشعبي وكذا تنفيذا لمداولة مجلس الاتحاد الوطني للمحامين الذي أقر مقاطعة العمل أيام 17، 18،21، 22 من الشهر الجاري.
ورفع المحامون شعارات ضد النظام الحالي، كما أعلنوا مساندتهم المطلقة للقضاة الأحرار بعد الإجراءات العقابية التي تنوي وزارة العدل تطبيقها ضدهم، عقب تعهدهم بمقاطعة الإشراف على الانتخابات، علما أنه سيتم تنظيم وقفة أخرى الأحد تنفيذا لقرارات مجلس الاتحاد.
كما نظم الأربعاء العشرات من المحامين وقفة احتجاجية أمام مبنى المجلس القضائي بالمسيلة، كما سار هؤلاء نحو مقر محكمة المسيلة، دعماً للحراك الشعبي، مرددين هتافات وشعارات تنتقد بقايا رموز النظام القائم وتدعو إلى الاستجابة السريعة لمطالب الشعب المعبر عنها منذ 22 فبراير الماضي، وندد المحامون بما قالوا إنه عنف ممارس ضد المواطنين المتظاهرين السلميين من قبل قوات الأمن، لأن الحق في التظاهر السلمي حق دستوري، مع دعوة السلطات إلى احترام هذا الحق والسحب الفوري للوسائل المستعملة في قمع المتظاهرين لاسيما تلك التي تؤثر على السمعة والسلامة البدنية للأشخاص.
وعلى خلفية المطالب ذاتها، شن، الأربعاء ، أصحاب الجبة السوداء المنضوين تحت لواء المنظمة الجهوية للمحامين لناحية الشرق، والتي تضم المجالس القضائية الأربعة وهي قسنطينة، سكيكدة، جيجل، ميلة، حركة احتجاجية عارمة، تجمعوا من خلالها أمام مجلس قضاء سكيكدة.