الصين وروسيا “قبلة” بديلة للجزائر عوض فرنسا - الجزائر

الصين وروسيا “قبلة” بديلة للجزائر عوض فرنسا

مبادرة الطريق والحزام مع بكين وتنويع الغذاء مع موسكو

لاحت بوادر توجه جزائري لشراكة أكبر مع التنين الصيني والدب الروسي في مجالات عدة على حساب الشريك التقليدي وهو فرنسا، من خلال انضمام الجزائر لمبادرة طريق الحرير الجديدة لبكين، وعزم السلطات تنويع مصادر الغذاء سواء بالاستيراد أو بالاستثمار وخاصة من القمح الروسي بدل الفرنسي.

وبدأت مؤشرات هذا التوجه الجزائري نحو بكين خلال سبتمبر من العام الماضي ،حين وافقت الجزائر رسميا على الانضمام لمبادرة الطريق الحزام، أوما عرفبـ”طريق الحرير الجديدة”، والتي ستمكن الجزائر من مشاريع صينية في البنى التحتية والطاقة والزراعة والتكنولوجيات إضافة لقروض مالية.

وقبل أسابيع قليلة، صدرت مراسيم رئاسية في الجريدة الرسمية وقعها الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح، كانت إيذانا بدخول الجزائر رسميا مبادرة الطريق والحزام الصينية، والتي ستكون عنوانا لتواجد صيني اكبر في الجزائر في شتى المجالات الاقتصادية.

وقبل انضمام الجزائر شهر سبتمبر 2018 لمبادرة الطريق والحزام ، دار نقاش حاد في مجلس الشيوخ الفرنسي، ظهر من خلاله انزعاج واضح لدى الأوساط السياسية والاقتصادية الفرنسية من توجه الجزائر الجديد نحو الحضن الصيني فيإطار مبادرة الطريق و الحزام، التي خصصت لها بكين غلافا ماليا بـ1000 ملياردولار.

ومما دار حينها وسط السيناتورات الفرنسيين حسب تقرير لمجلس “السينا” أن الصين مرشحة للظفر بالمزيد من صفقات المشاريع في الجزائر، على غرار ميناء الوسط بشرشال الذي كان من نصيب شركات صينية ، إضافة لمسجد الجزائر الأعظم والطريق السيار شرق–غرب وشمال –جنوب والسكنات وغيرها.

وبدا انزعاج السيناتورات الفرنسيين أكثر من التقارب الجزائري الصيني في مجال الصناعة الفضائية، وإطلاق أحدث قمر صناعي جزائري وهو “ألكومسات 1” من منصة في الصين، خصوصا أن الصين تحملت جزءا من التكلفة المالية لهذا القمر الصناعي الجزائري.

وأوصى التقرير ذاته بأن تنتهج فرنسا سياسة وطنية وأوروبية باعتبارها رائدة في المجال الفضائي لمواجهة تمدد الصين في إطار طرق الحرير الجديدة ، كما قدم توصيات بضرورة الحذر من الطرق الجديدة للحرير للصين في الجزائ روالمغرب وبقية الدول، لأنه يبدو أن ليس لها أهداف اقتصادية بحتة.

وإضافة للتوجه نحو بكين، لاحت بوادر توجه جزائري نحو مزيد من التعاون مع روسيا وخصوصا في مجال الغذاء، إضافة لصفقات السلاح التي كانت دوما مع موسكو منذ الاستقلال.
وأجرت الجزائر بداية العام الجاري اختبارات على كميات من القمح الروسي قدر تبـ 20 طنا ، تمهيدا لاستيراد كميات منها في حال مطابقتها للشروط، ومن غير المستبعد أن تقدم الجزائر على استيراد قمح روسي بالنظر لسعره التنافسي.
وكان خبرا عتزام الجزائر استيراد قمح روسي العام الماضي قد أحدث زلزالا حقيقيا في أوساط إنتاج وتسويق القمح الفرنسي ، التي عبرت عن خشيتها فقدان أهم زبون لها وهو الجزائر.

في هذا السياق، يعتزم رجال أعمال جزائريون التوجه إلى موسكو للمشاركة في معرض دولي للغذاء شهر سبتمبر المقبل، وهو ما أشارت إليه الشروق قبل أيام، ومن غير المستبعد ان يتم توقيع اتفاقيات ثنائية مع متعاملين روس، سواء للاستثمار في الصناعات الغذائية وتحويل الإنتاج الزراعي والفلاحي أو بالاستيراد.